Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يسمي جزائريون بلدهم "دزاير"؟

تعيد بعض التفاسير أصلها إلى كلمة "تيزيري" الأمازيغية ويفترض آخرون نسبها إلى بن زيري الصنهاجي

منظر عام للعاصمة الجزائرية يظهرها في أبها صورها (أرشيفية - أ ف ب)

ملخص

تشير كلمة "دزاير" إلى دولة الجزائر باللهجة المحلية وتقول التفاسير إنها مشتقة من الكلمة الأمازيغية "تيزيري" التي تعني "ضوء القمر".

ربما لن يبدي أي جزائري تعجبه حين يسمع كلمات "الدزاير" أو "دزيري" أو "دزيرية" تطلق على الجزائر أو مواطن يشير بها إلى جنسيته أو أصله، لكنه يدفع إلى التساؤل عن السر وراء ذلك. وبين اختلاف الروايات والقصص والأحداث يستمر المصطلح في تحديد هوية الجزائر والجزائريين.

لا يمكن لأي جزائري أو جزائرية عند الإشارة إلى جنسيته أو الافتخار بأصوله أو إظهار تمسكه ببلاده، أن يتجاوز الكلمات الثلاث السابق الإشارة إليها والتي تتضارب التفاسير حول معانيها ولغتها وتاريخها، لكن عندما يتعلق الأمر بالأجانب من العجم فمعظمهم يفضلون نطق كلمة "ألجيري" بالفرنسية أما في حال العرب فيجري الحديث باسم "الجزائر".

وتشير كلمة "دزاير" إلى دولة الجزائر باللهجة المحلية، وتقول التفاسير إنها مشتقة من الكلمة الأمازيغية "تيزيري" التي تعني "ضوء القمر"، إذ تعتبر فرضية أن المسمى يرجع إلى مؤسس الدولة الزيرية، بولوغين بن زيري بن مناد الصنهاجي.

روايات وأساطير

تتحدث إحدى الروايات عن أصل التسمية بالإشارة إلى أن اسم الجزائر بالفرنسية الذي ينطق "ألجيري" مشتق من الكتالانية "ألجير" المشتق بدوره من "الجزاير" وهو الاسم الذي أطلقه عليها بولوغين ابن زيري، مؤسس الدولة الزيرية عند بنائها سنة 960 ميلادية على أنقاض المدينة الرومانية القديمة التي كانت تحمل اسم "إكوزيوم".

وترى تلك الرواية أن الاسم يشير إلى الجزر التي كانت قبالة ميناء الجزائر في تلك الحقبة، والتي تم دمجها في ما بعد بالرصيف الحالي للميناء.

وتذكر رواية أخرى أن من أوائل من أشار إلى هذا البلد الشمال أفريقي باسم "جزاير بني مزغنة" الجغرافي المسلم أبو القاسم إبراهيم محمد الكرخي، وذلك في القرن التاسع الميلادي، فقال "جزائر بني مزغنة مدينة عامرة يحف بها طوائف من البربر، وهي من الخصب والسعة على غاية ما تكون المدن".

وأشار إليها الجغرافي الأندلسي الشهير أبو عبيد البكري، في وصفه لشمال أفريقيا في كتاب المسالك والممالك، بني مزغنة نحو سنة 1068 ميلادية، أي نحو ستة قرون قبل وصول الأتراك، "وهي مدينة جليلة قديمة البنيان، فيها آثار للأول وأزاج محكمة تدل على أنها كانت دار ملك لسالف الأمم".

أما الكاتب والجغرافي والمؤرخ والرحالة أبو القاسم محمد بن حوقل البغدادي، فوصفها عندما زارها في القرن الـ10 الميلادي، في عهد بلكين بن محمد بن حماد، رابع حكام بني حماد، بقوله "جزائر بني مزغنة مدينة عليها سور في نحو البحر، وفيها أسواق كثيرة ولها عيون على البحر طيبة، وشربهم منها، ولها بادية كبيرة، وجبال فيها قبائل من البربر كبيرة، وأكثر المواشي من البقر والغنم سائمة في الجبال ولهم من العسل ما يجهز عنهم والسمن والتين ما يقع به وبغيره، من هذه الأسباب الجهاز إلى القيروان وغيرها، ولهم جزيرة تحاذيها في البحر إذا نزل بهم عدو لجأوا إليها، فكانوا بها في منعة وأمن".

وهناك من المتداول من يقول إن كلمة جزائر أصلها من عبارة "جاء زائر"، التي تم اختصارها ليسهل نطقها فصارت جازائر ثم جزائر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"نطالب بالكتابة الحقيقية"

إلى ذلك، يعتبر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، رابح لونيسي، أن الاسم الحقيقي للعاصمة الجزائر التي اشتق منه اسم الوطن، هو "الدزاير" نسبة إلى بني زيري، وليس "ألجيري" ولا "الجزائر"، مشدداً على أن أكبر تزوير هو تعريف الجزائر بمجموعة جزر التي لا وجود لها.

أما الدزاير فهو الاسم الذي أطلقته قبيلة بني زيري التي ينحدر منها الشيخ ابن باديس الذي عادة ما يوقع مقالاته بــ"الصنهاجي"، وهي نسبة إلى قبائل صنهاجة التي تنحدر منها قبيلته "بني زيري"، وهي القبيلة المؤسسة للدولة الزيرية، مضيفاً أنه كما شيد بنو زيري الدزاير بنوا أيضاً مدينتي المدية ومليانة في الفترة نفسها.

ويتابع لونيسي أن "بعض الجزائريين لا يختلفون في تزويرهم لتاريخ الوطن عن الفرنسيين للأسف الشديد، فهم يرددون في غالب الأحيان نفس ما روجته الأيديولوجية الاستعمارية الفرنسية حول البلاد والتاريخ"، مبرزاً "طبعاً أقصد المتعمدين لذلك، وليس ضحايا محرفي التاريخ".

وختم بقوله "لا أريد الخوض في هذه المواضيع، ولم أكتب ذلك إلا لتنبيه الذين لا يعرفون تاريخنا الذي يسعى البعض إلى طمس حقيقته وتزويره، فلنطالب بالكتابة الحقيقية لاسم وطننا، وهو الدزاير".

روايات تاريخية

من جانبه يشدد الباحث في التاريخ محمد بوسليو في تصريح لـ"اندبندنت عربية" على أن الروايات حول سبب حصول الجزائر على هذا الاسم متعددة، فتقول إحداها إن الجزائر سميت بهذا الاسم نسبة إلى عاصمتها مدينة الجزائر، وتتحدث أخرى عن الجزر الأربع التي تقابل ساحلها، ثم أصبحت جزءاً من اليابسة عام 1525، بينما تشير الثالثة إلى أن الاسم اختصار لـ"جزائر بني مزغنة"، أي الجزر التي كانت تقطنها قبيلة "بني مزغنة" الصنهاجية الأمازيغية.

ويواصل بوسليو أن بعض علماء الجغرافيا في العصور الوسطى يرجحون أن الجزائر حصلت على اسمها هذا من مصطلح الجزيرة الذي يشير إلى الساحل الخصب للمنطقة الموجودة بين الصحراء الكبرى والبحر الأبيض المتوسط، مبرزاً أنه بخلاف الفئة الأولى يؤكد جغرافيون مثل ياقوت الحموي والإدريسي، أن الاسم يأتي بناءً على أربع جزر صغيرة غير بعيدة من ساحل البحر قبالة المدينة "العاصمة الجزائر حالياً". وختم بأن الاسم في البداية كان يشمل مدينة العاصمة حالياً فحسب، لكن العثمانيين هم من أطلقوا اسم الجزائر على البلاد كافة.

المزيد من منوعات