Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أميال من النفط المسرب تضرب قوت اليمنيين في مقتل

الحكومة الشرعية تناشد العالم مساعدتها لمنع نفاذ البنزين جراء هجمات حوثية في البحر الأحمر

مهمة أممية سابقة لعملية حصار تسرب نفطي في البحر الأحمر (أرشيفية - أ ف ب)

يبدو أن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر سيتعدى البعد الأمني والاقتصادي إلى البيئي ونمط الحياة المائية في الممر المائي الدولي، إذ تسببت الهجمات التي شنتها الجماعة ضد سفن الشحن، خصوصاً القصف الصاروخي الذي استهدف سفينة البضائع البريطانية "روبيمار" بتسرب نفطي قبالة جزر حنيش اليمنية في البحر الأحمر "مما يهدد بوقوع كارثة بيئية كبرى"، وفقاً للحكومة اليمنية التي دعت اليوم السبت "الدول كافة إلى سرعة التعامل مع أزمة السفينة".

وناشدت الحكومة اليوم، الدول والمنظمات والهيئات المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، سرعة التعامل مع أزمة السفينة "روبيمار" التي تعرضت لاستهداف من قبل عناصر الحوثي، وتحمل كميات كبيرة من مادة الأمونيا والزيوت ومنع تسرب تلك المواد الخطرة في المياه البحرية.

وإزاء هذه الحادثة، وجه رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني أحمد عوض بن مبارك، اليوم "بتشكيل لجنة طوارئ من الجهات المعنية للتعامل مع أزمة السفينة روبيمار".

تلوث عيش اليمنيين

يأتي هذا عقب ساعات من إعلان القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" عن تسرب نفطي خطر ببقعة طولها 18 ميلاً وأضرار جسيمة جراء القصف الحوثي.

وكانت السفينة "روبيمار" التي ترفع علم بيليز ومسجلة في المملكة المتحدة، تحمل 41 ألف طن من الأسمدة عندما أصيبت بواحد من صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورفعت الواقعة حدة المخاوف من تلوث قد يتسبب في أضرار فادحة بالبيئة السمكية، مما يضاعف الأزمة الإنسانية في البلد المنهك.

ووفقاً لذلك وصفت "سنتكوم" الحادثة بأنها "كارثة متعددة الأبعاد أخطرها التلوث البيئي وتدمير الحياة البحرية وإلحاق الأضرار الفادحة بواحد من أهم مصادر عيش الفقراء اليمنيين ممثلاً بصيد الأسماك". 

وقالت إن الحوثيين يجاهرون باستهداف ناقلات النفط ويعتبرون جرائمهم تلك نصراً، مؤكدة أن عدم الحسم مع هذه الجماعة وإطالة عمرها سيضاعفان الكوارث ويجعلان جميع دول العالم على درجة واحدة من خطر عابر للمسطحات والحدود المائية. 

وتابعت "إذا كان للجنون وعدم المسؤولية توصيف، فهما يأخذان مسمى الحوثي".

استغاثة رسمية

ولمواجهة التلوث المائي الآخذ في الاتساع، ناشدت الحكومة اليمنية من خلال بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" بمساعدتها في منع تسرب الزيوت النفطية إلى البيئة البحرية "نظراً إلى الإمكانات المحدودة"، ولهذا تؤكد "أهمية مساندة جهودها بصورة عاجلة" لأن السفينة تحمل كميات كبيرة من مادة الأمونيا والزيوت منعاً لتسرب تلك "المواد الخطرة" في مياه البحر.

وأوضحت القيادة في بيان حول السفينة المملوكة لبريطانيا والتي ترفع علم بيليز أن "السفينة راسية ولكن المياه تتسرب إليها ببطء".

وأسقطت القوات الأميركية ثلاث مسيّرات قرب سفن للشحن التجاري في البحر الأحمر أمس الجمعة، غداة ضربها أربع مسيّرات كانت معدة للإطلاق في اليمن، وفق ما أعلن الجيش الأميركي.

صافر 2 

والحادثة تذكر بأخطار الخزان النفطي العائم "صافر" قبالة ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة (غرب اليمن) الذي نجحت الجهود الدولية والأممية العام الماضي في إزالة أخطار تسرب أكثر من مليون برميل نفط خام من الناقلة المهترئة بعد رفض وشروط حوثية استمرت تسعة أعوام.

وبالنظر إلى نوعية الهجمات التي جرت في البحر الأحمر وخليج عدن منذ أشهر على يد الحوثيين الذين يدّعون مناصرة الفلسطينيين، فإنها العملية الأولى من نوعها التي تجبر السفينة على الإخلاء وإرسال نداء استغاثة وساعدتها سفينة حربية تابعة للتحالف الدولي وسفينة تجارية أخرى، ونجحت في نقل الطاقم إلى ميناء قريب، في وقت تمكنت سفن عدة ضربتها صواريخ الحوثي من مواصلة رحلاتها.

وإزاء هذه العمليات وجهت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية محدودة وغير مؤثرة وفقاً لمراقبين استهدفت مواقع للحوثيين بهدف تعطيل وإضعاف قدرات الجماعة على تعريض حرية الملاحة للخطر وتهديد حركة التجارة العالمية.

ومنذ الـ19 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، يشن الحوثيون هجمات بالصواريخ والطائرات المفخخة تستهدف سفناً تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب لاشتباههم في ارتباطها بإسرائيل بحجة دعمهم لقطاع غزة ضد إسرائيل، في وقت يطالبهم اليمنيون بكف أذاهم عن أبناء جلدتهم وفتح الطرقات ووضع حد لمحاصرة المدن التي تكتظ بملايين السكان.

المزيد من متابعات