Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بلينكن يكرر رفض أي "احتلال جديد" لقطاع غزة ومحادثات تهدئة في فرنسا

ضربات جوية تستهدف مدينتي خان يونس ورفح ووفد من تل أبيب يصل إلى باريس لكسر جمود المفاوضات والولايات المتحدة ترد على خطة نتنياهو

ملخص

إطلاق سراح الرهائن هو أحد الأهداف الرئيسة للحرب التي أعلنها بنيامين نتنياهو الذي يريد مواصلة الهجوم على غزة حتى القضاء على "حماس"

كرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة أن الولايات المتحدة ترفض أي "احتلال جديد" لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك رداً على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة لما بعد الحرب ضد "حماس" تلاحظ استمرار "السيطرة الأمنية" لإسرائيل في الضفة الغربية المحتلة والقطاع.

وقال بلينكن رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي في بوينس آيرس، "لم أطلع على الخطة لذا أتحفظ عن الإجابة"، لكنه ذكر أن "هناك مبادئ أساسية وضعناها منذ أشهر، ونعتبرها مهمة جداً" لمستقبل غزة.

وأضاف بلينكن أن غزة "يجب ألا تكون منصة للإرهاب"، متابعاً "ينبغي ألا يحصل احتلال إسرائيلي جديد لغزة"، و"يجب عدم تقليص أراضي القطاع".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قدم خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة إلى مجلس الوزراء الحربي مساء أمس الخميس.

وفي هذه الوثيقة، تخطط إسرائيل خصوصاً للحفاظ على "السيطرة الأمنية" في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وهي فرضية سارعت السلطة الفلسطينية إلى رفضها.

وتنص الوثيقة على تفكيك حركتي "حماس" و"الجهاد" وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة. كما تنص على أن تتولى القوات الإسرائيلية الإشراف الأمني "على كامل منطقة غرب الأردن" براً وبحراً وجواً "للحيلولة دون تعزيز العناصر الإرهابية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وإحباط التهديدات الصادرة عنها تجاه إسرائيل".

وجاء في الخطة أيضاً أنه بعد انتهاء الحرب، "سيحتفظ الجيش الإسرائيلي بحرية غير محددة زمنياً للعمل في جميع أنحاء القطاع من أجل منع عودة النشاط المسلح".

وردت السلطة الفلسطينية على المقترح على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الذي اعتبر أن ما يطرحه نتنياهو من خطط "الهدف منها استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية".

قصف جنوب القطاع

قصف الجيش الإسرائيلي جنوب قطاع غزة حيث بات الوضع الإنساني بائساً، فيما وصل وفد إسرائيلي إلى باريس اليوم الجمعة لإجراء محادثات جديدة تهدف للتوصل إلى هدنة.

واستهدفت ضربات جوية مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة، بحسب ما أفاد به مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" إن عمليات القصف أسفرت عن سقوط 110 قتلى خلال الليل في قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي كامل.

وبينما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 29514، ويعرب المجتمع الدولي عن القلق على مصير ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني يتكدسون في رفح (جنوب) قرب الحدود المغلقة مع مصر، بينما أفادت الأمم المتحدة بأن 2.2 مليون شخص باتوا مهددين بالمجاعة في قطاع غزة.

معاناة شديدة جداً

وقالت ظريفة حمد (62 سنة)، وهي من سكان بيت حانون ونازحة في مدرسة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، "كل فئات المجتمع الفلسطيني تعاني معاناة شديدة جداً، أولاً وصلنا إلى حد الفقر المدقع وإلى حد الجوع، لا نجد أكلاً ولا شراباً ولا طحيناً ولا مواد غذائية في السوق".

وأضافت "صرنا نأكل الأعشاب كل يوم، أطفال يموتون من الجوع، ورجال وشيوخ يموتون من الجوع، كل طفل تسأله سيقول لك أنا جائع".

ويخضع إيصال المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، بينما يدخل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل رئيس عبر معبر رفح مع مصر، لكن نقله إلى الشمال أصبح شبه مستحيل بسبب الدمار والقتال.

"كسر الجمود"

في هذه الأثناء، وصل وفد إسرائيلي بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى باريس الجمعة "على أمل كسر الجمود" في المحادثات الرامية إلى هدنة جديدة مع حركة "حماس"، وفق ما ذكر مسؤول إسرائيلي.

والتقى رنيع في نهاية يناير (كانون الثاني) في باريس نظيريه الأميركي والمصري ورئيس وزراء قطر لبحث اتفاق هدنة جديد في غزة.

وقال مصدر في "حماس" إن الخطة التي تمت مناقشتها في باريس تتضمن وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني في مقابل 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة. وجرت مذاك محادثات أيضاً في مصر التي زارها رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، وهي زيارة انتهت مساء الخميس، بحسب الحركة الفلسطينية.

وتقدر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يعتقد أن 30 منهم قتلوا، من أصل نحو 250 شخصاً خطفوا خلال الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على "حماس" التي تحكم القطاع منذ عام 2007، وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".

وبعد تنفيذه حملة قصف برية وبحرية وجوية على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربعاً، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً في شمال قطاع غزة في الـ27 من أكتوبر، وتقدم جنوده جنوباً حتى خان يونس، بينما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه على تنفيذ هجوم بري في رفح.

في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي لويد أوستن، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حركة "حماس" بأنها "منظمة إرهابية تزرع بنيتها التحتية العسكرية وعملاءها بين السكان المدنيين والمؤسسات المدنية"، بحسب ما جاء في بيان لمكتبه.

خطة ما بعد الحرب

من جانبه قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة إلى مجلس الوزراء الحربي مساء الخميس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذه الوثيقة التي اطلعت عليها الصحافة الفرنسية اليوم الجمعة، تخطط إسرائيل بشكل خاص للحفاظ على "السيطرة الأمنية" في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو احتمال رفضته على الفور السلطة الفلسطينية التي نددت بالرغبة في "استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية".

كما تنص الخطة على تفكيك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

"نقطة الانهيار"

وأكد المفوض العام للوكالة التي توظف نحو 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية ولبنان والأردن وسوريا، إذ تدير خصوصاً المدارس والمستشفيات الخميس، أن "أونروا" وصلت إلى "نقطة الانهيار".

يأتي ذلك بعد أن علقت 16 دولة تمويلها للأونروا منذ اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر، وأنهت الوكالة عقود الموظفين المتهمين.

وحذر المفوض العام فيليب لازاريني من أن عمليات الوكالة في جميع أنحاء المنطقة ستكون "مهددة بشكل خطر اعتباراً من مارس (آذار)".

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض أمس الخميس أن المحادثات التي يجريها مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن في شأن إطلاق سراح رهائن ووقف الأعمال العدائية في القطاع "تسير بصورة جيدة".

وقال جون كيربي إن "المؤشرات الأولية لدينا من بريت (ماكغورك) تشير إلى أن المفاوضات تسير بصورة جيدة"، موضحاً أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط زار القاهرة الأربعاء وكان في إسرائيل الخميس لعقد اجتماعات مع الحكومة، وكذلك مع عائلات رهائن أميركيين.

وأجرى ماكغورك محادثات في إسرائيل شملت خصوصاً وزير الدفاع يوآف غالانت.

وأشار كيربي إلى أن المحادثات تتعلق "بتوقف طويل (في القتال) من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن" و"إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية" إلى قطاع غزة.

 

هنية يغادر القاهرة

وأعلنت حركة "حماس" أن وفد قيادة الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية قد اختتم زيارته لمصر التي استغرقت أياماً عدة. وأشارت الحركة في بيانها إلى أن الوفد أجرى خلال زيارته إلى مصر لقاءات عدة مع رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عباس كامل والمساعدين حيث تم بحث الأوضاع في قطاع غزة.

وأضاف البيان أن المحادثات تناولت وقف الهجمات الإسرائيلية على القطاع وعودة النازحين والإغاثة والإيواء بخاصة في شمال القطاع وسبل تحقيق ذلك. وأشار إلى أن وفد الحركة تطرق في مباحثاته مع المسؤولين المصريين إلى ملف تبادل الأسرى.

وزار هنية مصر هذا الأسبوع في أقوى إشارة تظهر منذ أسابيع إلى أن المفاوضات ما زالت مستمرة.

وإطلاق سراح الرهائن هو أحد الأهداف الرئيسة للحرب التي أعلنها بنيامين نتنياهو الذي يريد مواصلة الهجوم على غزة حتى القضاء على "حماس".

حركة "الجهاد"

ميدانياً، أفادت وزارة الصحة في غزة، في بيان، بأن الضربات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قتلت 29514 فلسطينياً على الأقل وأصابت 69616 آخرين

وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه استهدف مسلحاً من حركة "الجهاد الإسلامي" في ضربة جوية بالضفة الغربية بينما كان في طريقه لتنفيذ هجوم.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" أن فتى يبلغ من العمر 17 سنة قتل أيضاً في الضربة الجوية التي وقعت، في وقت متأخر أمس، في مدينة جنين وأسفرت كذلك عن إصابة أكثر من 10 آخرين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربة استهدفت ياسر حنون الذي نفذ هجمات عدة بإطلاق النار خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ثلاثة مسلحين فلسطينيين في غارة ليلية على المخيم الذي كان مسرحاً لاشتباكات متكررة في العام الماضي.

وأظهرت لقطات فيديو من مكان الواقعة الخميس سيارة مشتعلة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت ناشطاً مطلوباً للدولة العبرية.

كما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية أن "طائرة مسيرة قصفت المركبة في ساحة مخيم جنين". ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق.

وجاء الهجوم الإسرائيلي بعد ساعات من قيام مسلحين فلسطينيين بفتح النار على سيارات على طريق سريع مزدحم بالضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين، وهو الهجوم الأحدث في سلسلة هجمات دامية نفذها مسلحون فلسطينيون.

عمليات الإجلاء صحية

يأتي ذلك بينما تستهدف منظمة الصحة العالمية إجلاء نحو 140 مريضاً عالقين بمستشفى ناصر في غزة، حيث أفاد مسؤولون فلسطينيون بأن جثث مرضى توفوا بدأت تتحلل وسط انقطاع الكهرباء واستمرار الحرب.

وقال أياديل ساباربيكوف من منظمة الصحة العالمية في إيجاز صحافي إن المنظمة وشركاءها نفذوا حتى الآن ثلاث عمليات إجلاء من المستشفى الكائن في خان يونس، كان آخرها الأربعاء، ونقل خلالها 51 مريضاً إلى جنوب غزة.

وتوضح المنظمة أن المستشفى، وهو ثاني أكبر مستشفيات غزة وله أهمية كبيرة وسط حال من الشلل تصيب الخدمات الصحية في القطاع، توقف عن العمل الأسبوع الماضي بعد حصار إسرائيلي استمر أسبوعاً وأعقبته مداهمة.

وأضاف ساباربيكوف أن "منظمة الصحة العالمية ستواصل محاولة إجلاء المرضى والمصابين بجروح خطرة من مستشفى ناصر إلى مستشفيات أخرى في الجنوب، بما في ذلك المستشفيات الميدانية التي أقيمت في رفح"، وتابع "لكنها مهمة صعبة للغاية وعالية الأخطار".

وقال إن أعداد المرضى المتبقين في مستشفى ناصر تتغير على مدى الساعة، إذ غادر بعضهم هرباً من القتال بينما توفي البعض بسبب الإصابات.

الجبهة الشمالية

وقتل عنصران في الأقل من "حزب الله" الخميس جراء ضربة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في بلدة كفررمان القريبة من مدينة النبطية جنوب لبنان، على وقع تفاقم التصعيد الحدودي بين البلدين.

وأعلن "حزب الله" مسؤوليته عن عشر هجمات في الأقل على مواقع إسرائيلية الخميس.

وتشهد الحدود اللبنانية تصعيداً بين "حزب الله" وإسرائيل منذ اليوم التالي لبدء الحرب في غزة.

المزيد من متابعات