ملخص
أكد منسق موكب السلام "الرايات البيضاء" عمر محمد الضيعة أن المبادرة مستمرة في جهودها لفتح الطرق المغلقة الأخرى، وفي مقدمها طريق "مأرب- صنعاء" في حال تعاون أطراف النزاع معها.
عقب غلق دام نحو تسعة أعوام، ها هم اليمنيون يستبشرون بانزياح جزء من مكابداتهم جراء قطع الطرق الرئيسة التي تربط بين محافظاتهم مترامية الأطراف بفتح طريق البيضاء - الجوبة- مأرب (شرق) بمبادرة شعبية حملت اسم "الرايات البيضاء" التي وصلت طليعتها أمس الأربعاء إلى مدينة مأرب.
ونجحت المبادرة التي قوبلت بدعم واستبشار شعبي واسع في اختراق سلسلة وعرة من الحواجز والسواتر المصطنعة التي استحدثها طرفي الصراع جراء الحرب المستعرة، هناك بفتح الطريق الرابط بين محافظتي البيضاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، ومدينة مأرب التابعة لسلطة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً .
ووسط ترحيب واحتفاء الأهالي وصلت القافلة حاملة الرايات البيضاء بعد أن أعلن القائمون عليها تبنيهم هذه المبادرة التي تهدف إلى رفع الضرر والأذى الذي يعانيه المسافرون والعابرون والمرضى، جراء قطع الطرقات بين المحافظات اليمنية والمسافرين عبر الخط الدولي مع السعودية، آملين أن تتبع تلك الخطوة عمليات مماثلة لطرق رئيسة أخرى.
مقدم لسلام شامل
وقال منسق القافلة عمر محمد الضيعة إن مبادرتهم جاءت لرفع المعاناة عن المسافرين في طريق صحراء الجوف التي يستغرق السفر عبرها أكثر من ثماني ساعات، في حين أن هناك طرقاً يمكن قطعها خلال ساعتين إلى ساعتين ونصف للوجهة نفسها.
وأشار الضيعة في حديثة لـ "اندبندنت عربية" إلى أن موكب السلام "الرايات البيضاء" سيستمر في جهوده لفتح الطرق المغلقة الأخرى، وفي مقدمها طريق مأرب - صنعاء في حال تعاون أطراف النزاع معهم، ولهذا "نأمل أن تتجاوب الأطراف مع هذا المطلب الإنساني وتزيل العوائق والألغام كافة، وأملنا أن يكون فتح الطرقات مقدماً لاتفاق سلام ينهي الحرب وكل هذه التقسيمات داخل البلاد".
من جانبه أكد وكيل محافظة صنعاء عائض عصدان أن تهرب الحوثيين من فتح طريق فرضة- نهم "دليل إصرارهم على استمرار معاناة المواطنين وتحويل الطرقات إلى ملفات سياسية تساوم بها الميليشيات جميع اليمنيين".
ودعا عصدان إلى فتح طريق مأرب – نهم - صنعاء كونها الأقرب والأسهل للمواطنين، مقارنة بين طريقي نهم والبيضاء.
استهداف إسرائيلي
وعقب حملات شعبية مماثلة أعلن طرفا الصراع فتح الطريق كلاً من جانبه، إلا أن الحوثيون رفضوا ذلك بحجة خشيتهم من هجوم أميركي إسرائيلي ضدهم، بحسب ما ردده قادتهم وناشطوهم، متجاهلين حملة المطالبات الجماهيرية بفتح الطرق والتخفيف عن المسافرين معاناتهم، إذ يضطرون إلى سلك طرق وعرة تضاعف وقت وجهد السفر، فضلاً عن الحوادث المرورية المروعة التي راح ضحيتها المئات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعودة الحياة لهذا الشريان الحيوي فسيزاح عن كاهل اليمنيين عذابات تسببت آلة الحرب بقطعها على مدى السنوات التسع، كما ستعزز هذه الجهود الشعبية عودة حياة السفر النقل والحركة لبقية الطرقات في البلاد، بما فيها الخط الدولي الرابط بين العاصمة صنعاء ومحافظة مأرب النفطية عبر "فرضة نهم"، وعدد من الطرق في محافظة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين.
وكانت جماعة الحوثي المدعومة من إيران أعلنت أول من أمس الثلاثاء استكمال الترتيبات كافة، بما فيها رفع السواتر الترابية وتهيئة الطريق من جانبهم لمرور المسافرين، مطالبين الحكومة المعترف بها، بفتح الطريق من جانبها.
فيما قالت الحكومة إن الطرق الرابطة بين مأرب والبيضاء ومأرب وصنعاء عبر فرضة نهم، ومأرب وصنعاء عبر صرواح مفتوحة منذ أربعة أشهر، عندما أعلن عضو المجلس الرئاسي محافظ مأرب سلطان العرادة أن الطرق أصبحت مفتوحة.
ولكن الحوثيون شككوا في خطوة سلطة مأرب وعدوها مؤامرة عسكرية تستهدفهم، واستمروا في قرار منع المسافرين بين مأرب وصنعاء عبر "نهم".
وفي مطلع فبراير (شباط) الماضي، ومع حلول شهر رمضان وعيد الفطر وموسم الحج وعيد الأضحى كمواسم دينية تشهد عودة المغتربين في الخارج إلى أهاليهم وتضاعف حركة، انطلقت حملة إلكترونية تدعو إلى الضغط على الجهات الفاعلة محلياً ودولياً لفتح الطرق المغلقة، وإنهاء معاناة المدنيين كأولوية إنسانية وحق أساس لكل المدنيين، إذ لا ينبغي حرمانهم والنأي بهم عن الصراع السياسي.
وفي الـ 13 من ديسمبر (كانون الأول) 2018 أفضت مشاورات بين الفرقاء اليمنيين برعاية الأمم المتحدة في العاصمة السويدية ستوكهولم إلى اتفاق بين الحكومة الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي عُرف بـ"اتفاق ستوكهولم "، تضمن الاتفاق ثلاثة محاور رئيسة من بينها إلزام الحكومة والحوثيين بـ "التفاهم لفك الحصار عن مدينة تعز عبر تشكيل لجنتين حكومية وحوثية لمناقشة آلية لمعالجة الأوضاع وإعادتها لما كانت عليه قبل الحصار، غير أن ذلك لم يحدث وفشلت الجهود الأممية والمبادرات المحلية في إقناع الحوثيين بفتح الطرقات.
وذهب الجانب الحكومي إلى إعلان فتح الطريق الرئيس الذي يربط وسط عاصمة المحافظة مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومع ذلك رد الحوثيون وأعلنوا فتح طريقين فرعيين إلى المدينة، تقول السلطات إنهما لا يلبيان الحاجة الفعلية لسكان المدينة، فيما تسيطر قوات الحوثي على طرقات ومداخل المدينة من الجهات كافة، باستثناء الجهة الجنوبية فهي خاضعة لسيطرة القوات الحكومية.