Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من الرياض: منتدى ودرعية وتأسيس

كيف لمن يشعل الحروب ويحدث الدمار والقتل والنزوح واللجوء أن يكون بطلاً؟

تقع الرياض - واسمها التاريخي حجر اليمامة - وسط الجزيرة العربية، وهي العاصمة السياسية للمملكة العربية السعودية (واس)

تساءل صاحبي تساؤلاً من النوع الذي لا ينتظر إجابة، لكنه تساؤل بتحسر وحسرة على بعض العقول بيننا.

هل يعتبر من دمر الأرض بطلاً وليس من عمرها؟ كيف لمن يشعل الحروب ويحدث الدمار والقتل والنزوح واللجوء أن يكون بطلاً؟ بينما لا نرى البطولة في من أنشأ المشاريع والبنى التحتية وخلق فرصاً للعمل وافتتح المدارس والجامعات والمستشفيات وصنع الأمل!

راح صاحبي يقارن بين الحريري وبين حسن نصر الله، بين صدام حسين وبين نوري السعيد، بين القذافي وبين السنوسي، وقارن بين الملك فاروق وجمال عبدالناصر. قد يختلف بعضهم على جمال عبدالناصر، لكن شواهد المقارنات والأرقام والنتائج تميل لصالح العهد الملكي بمصر وليس لصالح العهد الجمهوري.

كنت وصاحبي نسير في متنزه البجيري بمدينة الدرعية، وهي العاصمة التاريخية للدولة السعودية الأولى، وجدنا نخيلاً مكرباً مشذباً، ومسارات تاريخية وشباباً سعودياً من الجنسين يستقبلون الزوار مرحبين ليدلوهم ويشرحوا لهم عن تاريخ المكان وخصائصه، مقاه مفتوحة على أصوات موسيقى عربية هادئة، بين فترة وأخرى يقف عازف ناي يترنم بلحن تردد صداه مئات السنين. يتزين النخل الباسق بأضواء مركبة بطريقة خافتة توحي بأنوار للساري ليلاً في أزمنة غابرة.

 

 

شرحوا لنا كيف أن هذه المناطق كلها كانت خرائب أكل الدهر عليها وشرب، وأحيتها المشاريع السياحية بعد موتها، وراحت تنبض بالحياة والمتعة البريئة التي تجذب السائح من كل مكان. تحولت هذه المنطقة من النسيان إلى مناطق محمية كتراث إنساني من منظمة "اليونيسكو" التابعة للأمم المتحدة. حياة وسياحة وفرص عمل وأمل.

 بدعوة من المنتدى السعودي للإعلام، أتيت إلى الرياض الإثنين الماضي، هي زيارتي الأولى لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019، خمس سنين مضت على آخر زيارة لأجد مدينة غير تلك التي زرتها آخر مرة.

كان الانطباع نفسه قد تكون عندي في آخر زيارة. أعترف أني قضيت باللقاءات خارج قاعات المنتدى السعودي للإعلام وقتاً أطول مما قضيته داخلها، نظم المنتدى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السعودية بإشراف من وزارة الإعلام. هو تظاهرة إعلامية سبقها افتتاح معرض مستقبل الإعلام من وزير الإعلام المجتهد سلمان الدوسري. لغة جديدة للإعلام، وعالم يتشكل مبتعداً عن الإعلام التقليدي جسده المعرض بما عرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقع الرياض - واسمها التاريخي حجر اليمامة - وسط الجزيرة العربية، وهي العاصمة السياسية للمملكة العربية السعودية، مدينة هائلة واسعة الأطراف يسكنها أكثر من 7 ملايين إنسان من جنسيات مختلفة. تعج بالحياة وبالأمل، تنظر للمستقبل محتضنة ماضيها التليد الذي يعود للقرن الرابع الميلادي. المشاريع لا تتوقف فيها، ولكل شيء نهاية إلا الطموح والتطلعات في الرياض. في هذه الأيام، أجواؤها معتدلة وهواؤها جميل عليل، ولكن "الحلو لا يكمل": الرياض مدينة مزدحمة، يشكو قاطنوها الازدحام المروري فيها.

علق أحد المشاركين بالحوار: "ستنتهي هذه الأزمة المرورية بانتهاء مشاريع النقل الجماعي وعلى رأسها مشروع قطار الرياض المحلي"، لكن آخر خالفه: "لا يستخدم الناس الحافلات (الباصات) الموجودة على رغم جودتها وجدتها ونظافتها وانضباط مواعيدها، وقد لا يستخدمون القطارات مستقبلاً". صاح بيئي سعودي بيننا: "الحل عندي". التفتنا إليه: "نرفع أسعار البنزين أضعافاً، فنضرب عصفورين بحجر: نخفف الازدحام المروري ونقلل من الانبعاثات والأبخرة الضارة بالبيئة".

تزامن وجودي بالرياض مع ذكرى تأسيس السعودية قبل ثلاثة قرون، إنه الـ22 من يناير (كانون الثاني)، يوم التأسيس الذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى. تلتها الدولة السعودية الثانية، وأعيدت على يد داهية من دهاة العرب - هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - الذي حقق أكبر وحدة عربية وأقدمها ممثلة بالسعودية الحديثة التي تتجاوز مساحتها مليوني كيلومتر مربع وتعتبر من أكبر الاقتصادات في العالم.

لعل أكثر ما شدني في هذه الزيارة، هو أجواء الأمل والتفاؤل على وجوه الشباب السعودي من الجنسين، تشعر بالطموح بمحياهم، وتلحظ العيون المشعة تطلعاً، وتشتم عبق التفاؤل بالتعامل معهم في مناحي الحياة الخدماتية كافة.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء