Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تردع نقاط المراقبة الروسية بين سوريا وإسرائيل انفجار الحرب؟

يعتبر مراقبون أنها مجرد "أجراس إنذار" بينما يرى آخرون فيها رغبة لدى موسكو في تقليص النفوذ الإيراني

مع استحداث نقطة المراقبة الجديدة، تسعى موسكو إلى المحافظة على سياسة الحياد التي اعتمدتها منذ اندلاع حرب غزة (اندبندنت عربية)

ملخص

نقطة مراقبة روسية جديدة ترفع عدد النقاط قرب الجولان السوري المحتل إلى 10

لن تطول فترة مراقبة روسيا لمجريات الأحداث في غزة على ما يبدو، فالساحة العربية قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ليست كما بعده، إذ خطفت حرب القطاع الأنظار وتركت أحداث الحرب الأوكرانية تدور في عتمة شديدة، وتُرك الأوكرانيون لمصيرهم.

نقطة مراقبة جديدة

ويبدو صاحب الكرملين على دراية بالتوقيت المناسب للتدخل، وها هي موسكو على موعد مع نهاية فبراير (شباط) الجاري، حين ستعقد اجتماعات مع قادة الفصائل الفلسطينية، بينما يتحرك الجيش الروسي بهدوء معتاد مستكملاً شريط نقاط المراقبة على الحدود المشتركة بين سوريا وإسرائيل بغية خفض التصعيد الحاصل، رغبةً منه بعدم اتساع الحرب لتصل إلى سوريا المثخنة بجراح الصراع الأهلي المسلح خلال عقد من الزمن فضلاً عن انشغاله في حرب الشمال السوري، ووجهاً لوجه أمام فصائل المعارضة المتشددة.
نقطة مراقبة روسية جديدة تضاف إلى ما سبقها من نقاط جرى نصبها على الحدود، حيث يرتفع عددها قرب الجولان إلى 10، انتشرت بشكل متاخم لتلك المنطقة في ريف القنيطرة الغربي بداية يناير (كانون الثاني) الماضي.
في هذه الأثناء، يؤكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" (مقره بريطانيا) إقدام القوات الروسية على تثبيت نقطة المراقبة في منطقة السهول الغربية التابعة لبلدة بئر العجم في ريف القنيطرة الغربي، ضمن إطار خفض وتيرة التوترات في المنطقة بين "حزب الله" وإسرائيل.

سياسة الحياد وتوقيت التدخل

ومع استحداث نقطة المراقبة الجديدة، تسعى موسكو إلى المحافظة على سياسة الحياد التي اعتمدتها منذ اندلاع حرب غزة، على رغم توتر علاقاتها مع تل أبيب على خلفية توطيد روسيا الاتحادية علاقتها بإيران، وإمداد الأخيرة روسيا بطائرات مسيرة استُخدمت في الحرب الأوكرانية.
ودخلت روسيا مباشرة في عملية المفاوضات، وها هو نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يعلن عن محادثات مع الفلسطينيين اعتباراً من 29 فبراير الجاري، في موسكو حيث من المقرر حضور قادة من حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس".
وكشف بوغدانوف الذي يشغل منصب مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص إلى الشرق الأوسط، عن دعوة ممثلي المنظمات الفلسطينية، واللافت دعوة قادة الفصائل التي تتلقى دعماً إيرانياً، من لبنان وسوريا أيضاً، بينما لا تقر إيران بمعرفتها بشكل مباشر بعملية "طوفان الأقصى" وتوقيتها، وفق ما صرح وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان في لقاء تلفزيوني سابق.
وينقسم المتابعون للمشهد السياسي السوري بين مؤيد للمساعي الروسية بهدف وأد الحرب بين تل أبيب والفصائل الموالية لإيران العاملة على الأراضي السورية، ومن يعتبرها على الجهة المقابلة فرصة ذهبية للروس الذين يمتلكون قواعد عسكرية في طرطوس واللاذقية ويطلون على البحر المتوسط للتخلص من تمدد النفوذ الإيراني في سوريا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وثمة من يعتبر نقاط المراقبة حمايةً لكل الأطراف وذراع روسية تهدف إلى نزع فتيل معركة التصفيات المستعرة عقب غارات جوية استهدفت قيادات من الصف الأول في "الحرس الثوري" كان آخرها قصف إسرائيلي طاول قلب دمشق بصواريخ موجهة على شقق سكنية صباح يوم الأربعاء 21 من فبراير الجاري، بغية استهداف شخصية إيرانية لم تحدد هويتها بعد، وسبقها بشهر اغتيال قادة في "فيلق القدس" وسط العاصمة السورية.
في المقابل، لا يستبعد مراقبون وجود قبول روسي ضمني للضربات الجوية على المواقع الإيرانية، إثر تزايد وتيرتها بعد عملية "طوفان الأقصى"، فضلاً عن الضربات التي شنتها القوات الأميركية في الثالث من فبراير الجاري شملت مواقع لميليشيات إيرانية في سوريا والعراق. ويرى المراقبون ذلك كنوع من رغبة روسية بإنهاء الوجود الإيراني في دمشق بعد اتساعه، والتفرد بإدارة وصناعة القرار العسكري والاقتصادي، وهذا بالتالي ما يفسر عدم تفعيل نظامَي الصواريخ المتطورة "أس 300" و"أس 400" لإسقاط المقذوفات وتعطيل الاعتداءات المتكررة.

تبريد خطوط الاشتباك

إزاء كل هذا تشيع النقاط الروسية المنتشرة في قرى ريف القنيطرة الغربي والممتدة في قرى القحطانية وبئر عجم وكودنا والمعلقة والرفيد وغدير البستان، حالة من الاستقرار لا سيما وسط أجواء التوتر السائدة، وتبادل رسائل النار، من قصف بالمدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة، بين الفصائل الموالية لإيران وإسرائيل، وهو ما أكده في وقت سابق نائب رئيس مركز المصالحة الروسي الأميرال فاديم كوليت حين أفصح قبل ما يناهز الشهر عن أن "تلك النقاط تندرج ضمن مراقبة وقف إطلاق النار".
في المقابل، رأى الخبير الروسي في الشؤون السياسية، رولاند بيجاموف أن "نقاط المراقبة الروسية ليست سوى جرس إنذار عن وجود انتهاكات". وعبّر عن اعتقاده بأن "قرار الحرب والسلام موجود لدى القيادة الإسرائيلية". وأضاف أن القوات الموجودة في نقاط المراقبة تلك "تتبع للشرطة العسكرية الروسية وليس بيدها وقف الحرب أو منعها كما أنها تندرج ضمن مهمات المراقبة وحسب".
في الوقت ذاته، يتوقع متابعون، تدخلاً روسياً أوسع في هذا الحيز الجغرافي، وتشي معلومات عن مفاوضات لإبعاد الفصائل الإيرانية عن جنوب سوريا، كما فعلت في عام 2018 حين أبعدتهم عن الحدود لمسافة تقدر بـ 85 كيلومتراً عن حدود الجولان (المحتل من قبل إسرائيل منذ عام 1967) بعد مفاوضات أميركية- روسية نُقلت على إثرها فصائل المعارضة وما كان يسمى بـ "الجيش الحر" إلى الشمال السوري، ومن فضّل البقاء من تلك الفصائل أجريت له تسوية سميت بـ "المصالحة الوطنية".
من جهته، رجح الناشط المدني، أحمد حوراني "اعتماد روسيا سياسة استقرار وتبريد الجبهة، لا سيما بعد دخول جيش النظام مع حليفه الإيراني، وتسلّمه المنطقة عقب حرب ضروس بينه وبين فصائل المعارضة المسلحة". وأضاف أن "عودة القوات الروسية بعد انسحابها في منتصف عام 2021 على خلفية استهداف إحدى الدوريات الروسية، ونشرها لنقاط المراقبة مجدداً، ترك تأثيراً على المنطقة بأكملها، وفرض هدوءاً نسبياً على الحدود شعر به جميع القاطنين بعد انخفاض واضح بعدد الهجمات المتبادلة".
وكانت العائلات السورية في القرى المحاذية على طول الشريط الملاصق للجولان قد توجست من تصعيد محتمل في أعقاب تزايد القصف الإسرائيلي المتبادل مع الفصائل المسلحة العراقية، واللبنانية التابعة لـ "حزب الله"، بعد اندلاع حرب السابع من أكتوبر في غزة، ضمن تكتيك عسكري يفضي إلى معركة أطلقت عليها تسمية "وحدة الساحات".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير