Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية تدافع عن وجاهة اعتراف العالم بفلسطين من جانب واحد

يرى وزير الخارجية الأميركي خلال مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي أن ثمة "فرصة استثنائية" تنتظر إسرائيل في الأشهر المقبلة لتحقيق تقدم في تطبيع العلاقات مع جيرانها العرب

شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في جلسة نقاش "نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط" (الخارجية السعودية)

في إطار مؤتمر ميونيخ للأمن 2024 ناشد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل، لتنسحب من قطاع غزة وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى سكانها لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وحث المجتمع الدولي على التحرك والتركيز على هذه القضية العاجلة وإقامة دولة فلسطينية خلال مشاركته في جلسة نقاش بعنوان "نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحدي خفض التصعيد".

وأشار الأمير خلال الجلسة الحوارية إلى أن المفاوضات المستمرة بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية تركزت على مجموعة من القضايا الرئيسة المتعلقة بالصراع الفلسطيني، مؤكداً أن الأولوية القصوى "تكمن في التصدي للأزمة الإنسانية في قطاع غزة والسعي لوقف العنف المستمر وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، مشدداً على أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضرورة التركيز على حل النزاعات بشكل سلمي.

وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن استفزازات الاحتلال الإسرائيلي "تؤدي بالضرورة إلى تصاعد التوتر والاحتقان في العالمين العربي والإسلامي، وبخاصة مع تزايد عدد الضحايا المدنيين بمن في ذلك الأطفال الذين بلغ عددهم عشرات الآلاف جراء هذه الأزمة المستمرة".

وأضاف أن "هناك أزمة إنسانية مستمرة في قطاع غزة تتضمن نقصاً في إمدادات الغذاء والمياه والأدوية، وأن هذه الاستفزازات الإسرائيلية قد تعمل على تعزيز الأيديولوجيات الإرهابية والتطرف في جميع أنحاء العالم، وأن الوضع الحالي يتطلب جهوداً مكثفة من الأطراف المعنية لتهدئة التوترات وتحقيق تسوية سلمية وعادلة للصراعات".

التطبيع مع إسرائيل

وعلى هامش مناقشات مؤتمر ميونيخ الأمني طرح سؤال على الأمير فيصل حول تطوير العلاقات مع إسرائيل، فيما ركز هو على الجهود الرامية إلى تحقيق حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتسليط الضوء على عناصر الاستقرار الأساسية بما في ذلك تحقيق وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى ضمان توفر المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في قطاع غزة.

وتعزز السعودية موقفها بتأكيدها المتكرر على أنها لن تقوم بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلا بعد أن يتم الاعتراف الرسمي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأوضح وزير خارجيتها أن "عدم وجود علاقات رسمية يحول دون إمكانية إجراء محادثات مباشرة في الوقت الحالي مع إسرائيل إلا أن السعودية قد أعربت عن موقفها من خلال الوساطة الأميركية"، مؤكدة أن الأولوية القصوى تكمن في التعامل مع الأزمة الإنسانية العاجلة وإنهاء النزاع وعند تحقيق هذه الأهداف يمكن فتح نقاشات مستقبلية مع إسرائيل وفقاً للممارسات السابقة قبل تاريخ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)".

ونوه الأمير فيصل بن فرحان على أن أولوية هذه النقاشات ستكون لقضية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يمتلك حقه الشرعي في تقرير مصيره وأن تحقيق الأمن والاستقرار العالميين يعتمدان بشكل أساس على تحقيق هذا الحل العادل والشامل.

الوساطة الأميركية

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن تفاؤله بوجود "فرصة استثنائية" تنتظر إسرائيل في الأشهر المقبلة لتحقيق تقدم في تطبيع العلاقات مع جيرانها العرب مؤكداً أيضاً ضرورة إقامة دولة فلسطينية خلال مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي قائلاً: "تقريباً كل دولة عربية تسعى الآن بصدق لدمج إسرائيل في المنطقة وتحقيق التطبيع بهدف تقديم التزامات وضمانات أمنية لتعزيز شعور إسرائيل بالأمان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار كبير الدبلوماسيين الأميركيين إلى الجهود الفعلية التي تبذلها الدول العربية لتعزيز دور السلطة الفلسطينية وتعزيز فاعليتها في تمثيل الشعب الفلسطيني مضيفاً، "أعتقد أن هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى للمضي قدماً في إقامة دولة فلسطينية تضمن أيضاً أمن إسرائيل" وتنظر واشنطن إلى صفقة تسليم الرهائن والهدنة الإنسانية على أنها مفيدة في المساعدة على تقدم المحادثات حول اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، والتي جمدتها في أعقاب الهجوم مباشرة لكنها استؤنفت في الأشهر الأخيرة.

وتقوم الولايات المتحدة والحلفاء العرب بإعداد خطة تتضمن جدولاً زمنياً محدداً لإنشاء دولة فلسطينية وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء الماضي، وعلى رغم ذلك أعربت إسرائيل عن اعتراضها مناقشة خطط "اليوم التالي" لغزة في الوقت الحالي.

وفي مؤتمر صحافي صرح المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي آفي هيمان قائلاً: "نحن لا نزال نتعامل مع تداعيات مذبحة السابع من أكتوبر"، وأشار إلى أنه "ليس الوقت المناسب لمنح الهدايا للشعب الفلسطيني في وقت لم تدن فيه السلطة الفلسطينية نفسها بعد مذبحة السابع من أكتوبر".

وبعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن بخصوص هذا الموضوع، أعلن نتنياهو أن إسرائيل ترفض بشدة المبادرات الدولية المفروضة في شأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، وأن أي ترتيب مستقبلي يجب أن يتم التوصل إليه من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين من دون وجود شروط مسبقة.

وأضاف رئيس الوزراء: "إسرائيل ستستمر في رفض الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، وهذا الاعتراف بعد مذبحة السابع من أكتوبر سيكون مكافأة كبيرة للإرهاب غير المسبوق وسيعرقل أي تسوية سلمية في المستقبل".

الاعتراف من جانب واحد ينهي الجمود

ومن جهته يقول المتخصص في الشؤون الخارجية وعضو جمعية العلوم السياسية بجامعة كينغستون عزام الشدادي إن "الخطة العربية الأميركية تأتي في إطار جهود السلام طويلة المدى في الشرق الأوسط، تتضمن نقاطاً تفاوضية لحل الأمور العالقة بين الطرفين وتشمل وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وتشكيل حكومة فلسطينية، وانسحاب بعض المستوطنات".

ويشير الشدادي في حديثه مع "اندبندنت عربية" إلى أن التحدي الأبرز يتمثل في جدية واستجابة إسرائيل لهذه النقاط وقبولها، مضيفاً أن "هناك تفاهماً مع إدارة بايدن في شأن الاعتراف بدولة فلسطينية إضافة إلى الحكومة البريطانية التي عبر وزير خارجيتها ديفيد كاميرون عن نية بلاده في الاعتراف بفلسطين"، ويعتبر هذا الاعتراف من كلا الجانبين تحولاً تاريخياً في مسار القضية الفلسطينية.

ونوه المتخصص في الشؤون الخارجية إلى أن الخطة العربية الأميركية هي نتاج عمل ورحلات موسعة قام بها وزراء الخارجية العرب المكلفون من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، إذ يشير إلى أن السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا يرون أن الحل الحقيقي يكمن في تمكين حل الدولتين كوسيلة لتحقيق سلام دائم في المنطقة.

المزيد من الأخبار