Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جبهة صعدة تدخل على خط البحر الأحمر

رئيس المجلس الرئاسي يحذر من أن ترضية الحوثيين مقابل وقف الاعتداءات على الملاحة لن يجدي وسيضاعف المشكلة

جندي في الجيش اليمني يواجه مليشيا الحوثي التي اعتادت التكسب سياسياً بشن الحروب (ا ف ب)

ملخص

تصعيد حوثي وتحذير يمني من ترضيته دولياً على حساب حروبه الداخلية

عقب ساعات من دخول تصنيفها على قوائم الإرهاب حيز التنفيذ، شنت ميليشيات الحوثي هجوماً على مواقع الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية في محافظة صعدة شمال البلاد، معقل الجماعة التاريخي ومركز انطلاقها،  بالتزامن مع إجراءات حكومية ودولية تهدف إلى تحجيم قدرات الحركة المدعومة من إيران.

وقابلت الجماعة الإجراءات بشنها هجوماً واسعاً على مواقع الجيش في صعدة التي أعلنت أمس الجمعة تصديها للمحاولات الحوثية الفاشلة بالسيطرة على مواقعها في المحافظة المحاذية للسعودية، مما يعد خرقاً جديداً للجهود الإقليمية والأممية الرامية إلى تثبيت التهدئة وتهيئة التوصل إلى صيغة اتفاق تنهي الحرب ومعاناة اليمنيين.

رسائل حوثية معتادة

التصعيد الحوثي الذي أدرجه رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي في إطار "استثمار الحوثيين غير الأخلاقي للحرب" تنوع في غير جبهة وميدان، وتكرر أخيراً متزامناً مع تصعيد مستمر في الممرات الدولية بالبحر الأحمر، وهو يقرأ في سياق إيصال الجماعة رسائل داخلية ودولية عدة، منها ما يتعلق بالتظاهر أمام أتباعها بعدم اكتراثها بالقرار الأميركي الذي قضى بتصنيفها على قوائم الإرهاب ودخل حيز التنفيذ أمس الجمعة، وكذلك فهو رسالة للتهديد بعودة الحرب استغلالاً لحرص الشرعية والإقليم والعالم على وقفها.

والميليشيات التي عُرفت بالتكسب السياسي  بواسطة وسيلتها الوحيدة المتمثلة بالعنف والحروب تسعى وفقاً لمراقبين إلى ثني القرار الأميركي الذي يتوقع أن يسهم في كبح جماحها، وبالتحديد في جوانب علاقات شبكاتها الدولية سواء السياسية أو الاقتصادية وتحركات قادتها، خصوصاً والإدارة الأميركية وعدت في حال كفت الميليشيات عن ممارساتها في البحر الأحمر بأنها سترفع عن قوائم الإرهاب.

ووفقاً لذلك فقد أشار قائد محور علب العسكري التابع للشرعية اللواء ياسر مجلي إلى أن "الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الخروق المتكررة التي تقوم بها الميليشيات في الجبهة، وتهدف إلى إفشال مساعي تحقيق السلام في اليمن".

من المدفعية للـ "سوشيال ميديا"

ولم تقتصر مساعي الشرعية على إسكات المدفعية الحوثية في الميدان، ولكن تعدتها إلى إسكات معاركها الكلامية في الفضاء الرقمي الالكتروني، إذ طالبت الحكومة اليمنية منصات التواصل الاجتماعي بحظر المحتوى الذي تقدمه الجماعة المسلحة بعد ساعات من دخول تنصيفهم جماعة إرهابية حيز التنفيذ.

وكشف وزير الإعلام معمر الإرياني في تغريدة عبر "منصة إكس" عن ارساله "عدداً من المذكرات الرسمية إلى إدارة كبرى منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي تطالبها بحظر محتوى ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، وذلك بناء على قرار الإدارة الأميركية بتصنيفها منظمة إرهابية عالمية"، مشيراً إلى أن حكومته سبق و"صنفت الحوثيين جماعة إرهابية عام 2022".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح، "أكدنا تورط صفحات ميليشيات الحوثي على منصات التواصل الاجتماعي، سواء الرسمية أو تلك التابعة لأشخاص في نشر الأفكار الإرهابية والترويج لخطاب الكراهية والتحريض على العنف والقتل وغسل عقول الأطفال وتجنيدهم والزج بهم في محارق الموت".

ولإكساب الطلب بعداً يتعلق بالمصالح الدولية المستهدفة من قبل أذرع إيران، قال الوزير اليمني إن تلك الحسابات متورطة أيضاً في "التحريض على استهداف السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن، وتقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة العالمية".

وأكد الإرياني أنه دعا الشركات إلى إغلاق تلك الصفحات التي تستغلها الميليشيات الحوثية كمنابر للإرهاب، "وذلك للحد من إرهاب هذه الجماعة الذي فاق خطر كل الجماعات الإرهابية، وكلفنا عدداً من المتخصصين برصد صفحات الميليشيات ومتابعة التنفيذ".

وأشار إلى أن الشركات المخاطبة هي "فيسبوك" و"إكس" و"إنستغرام" و"تيك توك" و "تيليغرام"، كما سبق أن أغلقت منصات التواصل الاجتماعي عدداً من صفحات الميليشيات وقياداتها لأسباب تحث على العنف والإرهاب.

المشكلة داخلية أولاً

وفي قراءته لمشهد بلاده في ضوء هذه التطورات قال رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي إن الهجمات على سفن البحر الأحمر بدأت قبل الحرب في غزة.

وطالب خلال مقابلة مع قناة "العربية" بوجوب "ردع إيران عن نقل الأسلحة للحوثيين وتجفيف منابعهم المالية بهدف القضاء عليهم".

ويتطلب تحقيق هذه الغاية، وفقاً للرئيس العليمي، "دعماً للحكومة الشرعية اليمنية للسيطرة على مناطق الميليشيات"، مضيفاً أن الضربات العسكرية لن تقضي وحدها على قدرات الحوثيين العسكرية.

إلى ذلك بين العليمي أن المشكلة الحقيقية هي في إيران التي تعتمد مشروعاً تخريبياً في المنطقة، وقال إن طهران ضد السلام في اليمن والمنطقة بعامة.

وفي تحذير من فصل ملفات الخلاف مع الحوثي في البحر الأحمر بمعزل عن مشكلته الداخلية مع اليمينيين، حذر الرئيس العليمي مما وصفه "ترضية الحوثيين في مقابل وقف الاعتداءات على الملاحة، فذلك لن يجدي وسيضاعف المشكلة".

وأضاف، "اليمنيون لن يتضرروا من إعادة تصنيف واشنطن الحوثيين منظمة إرهابية"، مشيراً إلى أن الحوثيين يهربون من عملية السلام ويخلقون الأعذار، مضيفاً أن "الهجمات على الملاحة الدولية هرب من عملية السلام".

ودخل تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كجماعة إرهابية عالمية حيز التنفيذ أمس الجمعة، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه بسبب "الهجمات المستمرة على السفن في البحر الأحمر".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات