Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فصائل عراقية تقاتل في سوريا… ما موقف الحشد الشعبي؟

جدل محتدم بعد تعرض مجموعات عراقية لغارات نفذتها طائرات مجهولة قرب حدود البلاد الغربية

مقاتلون في صفوف الحشد الشعبي بالقرب من الحدود العراقية - السورية (أ.ف.ب)

 

أكدت مصادر مقرّبة من فصائل عراقية مسلحة، تعرّض مخزن عتاد تابع لـ"الحشد الشعبي" في محافظة الأنبار، المحاذية للحدود السورية، غرب البلاد، إلى هجوم صاروخي فجر الثلاثاء، ما تسبب بتدميره كلياً.
وجاءت هذه الأنباء، بعد ساعات من الكشف عن تعرض مسلحين عراقيين، مسجّلين ضمن قوات "الحشد الشعبي"، لهجمات جوية، نفذتها طائرات مجهولة فجر الاثنين، في مواقع داخل الأراضي السورية، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى.
 

 

الحشد يلتزم الصمت
 

 

لم يعلّق "الحشد" على الحادثتين بشكل علني، لكنّ وسائل إعلام مقربة منه نقلت تفاصيل عنهما، ملمّحةً إلى تورط إسرائيل في تنفيذهما.
وتعرضت خمسة مخازن سلاح ومقرات قيادة تابعة لـ"الحشد" خلال الشهرين الماضيين، داخل الحدود العراقية، لهجمات، فيما وُجِهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل بالمسؤولية عنها. لكن هذه الاتهامات قوبلت بتشكيك واسع، لا سيما عندما ربطها قادة "الحشد الشعبي" الموالون لإيران، بالولايات المتحدة، التي دانوا تسهيلها مهمة إسرائيل في القصف.
 

هل الحريق مفتعل؟

 

 

مصدر في الحكومة المحلية لمحافظة الأنبار، لم يستبعد في حديث لـ "اندبندنت عربية" أن "يكون حريق مخزن السلاح، مفتعلاً، لتغطية الهجوم الذي تعرضت له فصائل في الحشد الشعبي، داخل الأراضي السورية"، مضيفاً "ربما افتعلت فصائل الحشد المتشددة حريقاً في أحد مواقعها في مدينة هيت في محافظة الأنبار، غرب العراق، لصرف الأنظار عن الهجوم الذي تعرضت له داخل الأراضي السورية قبل ساعات، وتسبب بخسائر بشرية فادحة".
وتابع أن "الموقع الذي قيل إنه استُهدف في منطقة هيت، معزول، وليس من الواضح ما إذا كان مخزناً للسلاح فعلاً، أو أنه مكب خردة". ولفت المصدر ذاته إلى أنه "لا يمكن للحشد الشعبي استثمار الغارات التي يتعرض لها في سوريا لاستنهاض جمهوره عاطفياً، كما فعل خلال الحديث عن تعرض مخازن سلاحه داخل العراق لهجمات إسرائيلية، لأن الجميع سيسأله: ماذا تفعل خارج حدود العراق؟".
ويرفض قطاع واسع من شيعة العراق إرسال مسلحين إلى سوريا للدفاع عن نظام بشار الأسد، على الرغم من أن فصائل عراقية موالية لإيران، تقول إنها موجودة في سوريا لحماية مقدسات شيعية، وليس لغرض سياسي. كما أن القوانين العراقية لا تسمح لعناصر "الحشد الشعبي" بتنفيذ عمليات قتالية في دولة أخرى.
ورأى المصدر في حكومة الأنبار أن "تحول جبهة الصراع إلى حدود العراق الغربية، سيمنح الولايات المتحدة أفضلية كبرى في مراقبة التطورات، وربما التحكم في مسارها". وذكر أن "القوات الأميركية تملك موقعين كبيرين على الأقل في محافظة الأنبار، إضافةً إلى عدد من المواقع الصغيرة، ما يمنحها تفوّقاً كاسحاً في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"الحرس الثوري العراقي"

 

يعتقد المحلل السياسي العراقي غازي حسين بضرورة التمييز بين الجماعات التي تنتمي إلى "الحشد الشعبي"، أي بين فريق يلتزم بقرار الحكومة العراقية ويصغي إلى تعليمات المرجع الشيعي الأعلى في مدينة النجف علي السيستاني، وآخر مرتبط عقائدياً بالمرشد الإيراني علي خامنئي، يمكن وصفه بـ "الحرس الثوري العراقي"، المتخصص في المهمات العابرة للحدود، علماً أن "الدولة الإسلامية من وجهة نظر الإيرانيين، لا تعترف بهذه الحدود أساساً"، وفق تعبير حسين.
ويقول إن "العراق هو حليف استراتيجي للولايات المتحدة، وعقيدة التسليح للجيش العراقي حالياً هي أميركية. في المقابل، فإن الحرس الثوري الإيراني هو منظمة إرهابية من وجهة نظر الولايات المتحدة. ومع ذلك، هي تشرف على تحركات 34 فصيلاً في الحشد الشعبي العراقي".
وأوضح أن "الفصائل التي تستمع إلى تعليمات النجف، لديها مهمة واضحة، هي حماية المقدسات في العراق، بعدما شاركت في الحرب على داعش، لكنها أحجمت عن المشاركة في عمليات خارج الحدود العراقية. في المقابل، هناك منظمات أخرى ضمن الحشد الشعبي، تتصرف بوصفها الحرس الثوري العراقي، ويمكن تلمّس ذلك من خلال مواقفها المتشددة، والتزامها بتعليمات خامنئي، ولا تخفي أنها تتلقى التعليمات من الجنرال قاسم سليماني"، القائد البارز في الحرس الثوري الإيراني.

موقف بغداد

على الرغم من أن الحكومة العراقية لم تعلّق على أنباء قصف قوات تابعة لـ"الحشد الشعبي" في سوريا أو تعرض مخزن السلاح في الأنبار إلى هجوم، إلاّ أنّ مراقبين يقولون إنها قد تكون الرابح الأكبر من هذه التطورات.
وقال مصدر سياسي في بغداد إن "الحكومة العراقية لم تعد بحاجة إلى بذل أي جهد للتمييز بين الفريقين المتقابلين في الحشد، فحلفاء إيران فعلوا هذا على أكمل وجه"، مضيفاً أن "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي هو أكبر المستفيدين من هذه التطورات، فالفصائل المسلحة الموالية لإيران ضمن الحشد الشعبي، تحرج نفسها أمام الجمهور بظهورها في واجهة المشهد السوري، والشارع يوجه لها انتقادات مباشرة". ورأى المصدر ذاته أنّ "هذه التطورات قد تساعد الحكومة العراقية في عزل الأطراف المتشددة في الحشد، وسط تأييد شعبي".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي