التجارة السعودية تلاحق عصابة تواطأت لرفع أسعار البصل

أعلنت وزارة التجارة السعودية تدخلها في ضبط التجاوزات التي تردد الحديث عنها منذ أسابيع بشأن "سوق البصل". 

وقال المتحدث باسمها عبدالرحمن الحسين، إن الوزارة تمكنت من "ضبط عمالة مخالفة خزنت 3 أطنان من البصل في مستودع لغرض التأثير على السلعة، وافتعال نقص في وفرة الكميات وبيعها بأسعار عالية"، مشيراً إلى أن الفرق الرقابية لوزارة التجارة في تبوك  شمال البلاد "أعادت ضخها في الأسواق فوراً".

وكانت "اندبندنت عربية" تداولت شح السلعة قبل أيام، في حين شهدت السعودية خلال الأيام الأخيرة ارتفاعاً في أسعار البصل وسط أزمة عالمية نتيجة عرقلة سلاسل الإمداد وانخفاض مستويات الإنتاج من الدول المصدرة بسبب الظروف العالمية، تبين أنها أغرت متحكمين في السلعة لوضع مزيد من القيود على السلعة الحيوية، طمعاً في تحقيق أرباح غير شرعية.

وفي وقت يرى فيه متخصصون أن قلة معروض المنتج بالأسواق تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، مما يشير إلى حاجة ماسة لإعادة النظر في سياسات الزراعة بالبلاد، أعلنت الجهات المتخصصة متابعة وفرته بالأسواق، إضافة إلى تشجيع وتحفيز زراعته ومتابعة التعاقدات مع الموردين، إلى جانب توفير خيارات أخرى من الدول للاستيراد منها وتأمين حاجة السوق المحلية.

الاكتفاء الذاتي

يقول مستشار الأعمال التنفيذية والأمن الغذائي عبدالعزيز الياقوت، "نحن من الدول التي تزرع على موسمين، ولدينا الإمكانات واقعياً لزراعته لكي يحقق الموازنة العادلة للأمن الغذائي للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي".

بحسب اتحاد الغرف السعودي أسهم الإنتاج المحلي بنحو 365 ألف طن تشكل 52 في المئة فيما غطي العجز من طريق الاستيراد من الخارج، إلا أن البصل يعد من المحاصيل ذات الإنتاجية العالية في بعض مناطق السعودية امتداداً من تبوك مروراً بحائل والقصيم مخترقاً محافظتي ساجر ووادي الدواسر منتهياً في وادي حرض التابع للمنطقة الشرقية، حيث ينتج الهكتار بمتوسط 90 كيلو من البصل. وأعلنت المؤشرات، أن الإنتاج المحلي من المحصول بلغت نسبته 46 في المئة عام 2021، وانخفضت خلال 2022 إلى 44 في المئة.

أزمة عالمية

في السياق، يرى نائب رئيس لجنة التموين والأمداد الغذائي محمد السهلي أن أسعار البصل واصلت الارتفاع عالمياً، وتضمن ذلك السعودية ودول الخليج، وأرجع ذلك إلى عوامل عدة، بينها الحظر الممتد على صادرات البصل من البلدان المصدرة التقليدية، مثل الهند ومصر، إضافة إلى خفض الإنتاج في معظم دول أوروبا، وتأثير هجمات البحر الأحمر التي أثرت في الشحنات المقبلة من الصين إلى الخليج وأوروبا.

وتشير البيانات أيضاً إلى ارتفاع أسعار البصل في الصين بنسبة 30 في المئة، وكذلك في بنغلاديش بنسبة 25 في المئة خلال الأسبوع الأخير، وأعلنت ألمانيا أيضاً ارتفاع أسعار البصل المحلي بسبب نقص المستورد، وجرى الأمر ذاته في إيطاليا.

وعالمياً، من المتوقع أن تستمر زيادة أسعار البصل حتى منتصف العام الحالي، بما في ذلك الدول الرئيسة المنتجة للبصل في آسيا وأوروبا، وفقاً للتقارير الزراعية الأوروبية.

يضيف السهلي أن سعر كيلو البصل في السوق السعودية كان ريالين (0.53 دولار أميركي)، وارتفع إلى سبعة ريالات (1.87 دولار أميركي)، أي أكثر من ثلاثة أضعاف، وأشار إلى أن دورة إنتاج البصل تستغرق ما بين خمسة إلى ستة أشهر. فيما يرى الياقوت أن انتهاء أزمة البصل وخلق حلول مستدامة رهين بتفعيل الخريطة الزراعية الميدانية، وعدم الاكتفاء فقط بالروزنامة الزراعية التي تعتمد على ثوابت ولا تقدم حلولاً مرنة تتغير بتغير المواسم والظروف الجوية والاقتصادات الخارجية.