Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستشفى ناصر تحت الحصار لليوم الثالث واحتدام القصف الإسرائيلي على غزة

واشنطن تعتزم إرسال أسلحة لتل أبيب وسط تزايد القلق الدولي من تفاقم الأزمة الإنسانية وماكرون يفتح المجال أمام الاعتراف بالدولة الفلسطينية

ملخص

تزايد القلق بشأن مستشفى ناصر في غزة غداة اقتحام الجيش الإسرائيلي للمؤسسة وإعلان وزارة الصحة في القطاع الذي تديره "حماس" وفاة عدد كبير من المصابين والمرضى بسبب نقص الأوكسجين.

قال مسؤولون إن أكبر مستشفى لا يزال يعمل في غزة وقع تحت الحصار الإسرائيلي أمس الجمعة، مما ترك المرضى والأطباء عاجزين وسط حالة من الفوضى.

وفي الوقت الذي قصفت فيه طائرات حربية رفح الملاذ الأخير للفلسطينيين في القطاع تستعد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإرسال قنابل وغيرها من الأسلحة إلى إسرائيل ستعزز ترسانتها العسكرية، على رغم أن الولايات المتحدة تسعى من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.وظلت القوات الإسرائيلية في مستشفى ناصر في خان يونس بعد مداهمته الخميس.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن خمسة مرضى توفوا في وحدة العناية المركزة بالمستشفى نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف إمدادات الأوكسجين.

وأعلنت إسرائيل أنها داهمت المستشفى لأن مسلحين من حركة "حماس" يختبئون به. وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن قواته اعتقلت أكثر من 20 مسلحاً في المستشفى ممن شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، وأضاف أنه يجري استجواب عشرات آخرين. وتنفي "حماس" وجود مسلحين في المستشفى، ووصفت هذا الزعم بأنه "أكاذيب لتبرير جرائمها لتدمير المستشفيات".

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الكهرباء انقطعت عن المستشفى وظل بدون كهرباء الجمعة مما عرقل رعاية المرضى. لكن الجيش الإسرائيلي ذكر أنه أصلح أحد المولدات ووفر آخر لضمان "استمرار تشغيل كافة الأنظمة الحيوية". وأشار المتحدث باسم الوزارة  أشرف القدرة، إلى أن امرأتين وضعتا مولودين "في ظل ظروف قاهرة، بلا ماء ولا كهرباء ولا تدفئة في ظل هذه الأجواء الباردة".

وأضافت الوزارة إن قوات إسرائيلية داخل مستشفى ناصر أجبرت النساء والأطفال على الذهاب إلى قسم الولادة الذي حولته إلى منطقة عسكرية. ولم يُسمح للنساء باصطحاب أي من متعلقاتهن. وذكرت أن جنوداً إسرائيليين أوقفوا قافلة مساعدات خارج المستشفى ولم يتسن لها توصيل الإمدادات. وأضافت أنها كانت تجلب مساعدات تشمل غذاء للرضع ومياه.

وأثار اقتحام المستشفى مخاوف على المرضى والطاقم الطبي والنازحين الفلسطينيين الذين يتخذونه مأوى. وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش "لا يزال هناك مرضى ومصابون بجروح خطيرة داخل المستشفى".

 

وأضاف "هناك حاجة ملحة لتوصيل الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمات المنقذة للحياة... نحاول الوصول لأن الأشخاص الذين ما زالوا في مجمع ناصر الطبي يحتاجون إلى المساعدة". وقالت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق من الأسبوع إن هناك عشرة آلاف شخص يحتمون بالمستشفى، لكن الكثير منهم غادروا خوفاً من أن تكون المداهمة الإسرائيلية وشيكة أو بسبب الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء.

وقالت إسرائيل إن جنودها عثروا على ذخيرة وأسلحة في المستشفى، وكذلك أدوية تحمل أسماء بعض الرهائن. وأشار اثنان على الأقل من الرهائن الإسرائيليين المطلق سراحهم إلى أنهما كانا محتجزين في مستشفى ناصر وهو ما تنفيه "حماس".

ويتزايد القلق الدولي من أن تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بشكل حاد إذا قرر الجيش الإسرائيلي اقتحام مدينة رفح الحدودية جنوب غزة، حيث لجأ أكثر من نصف سكان القطاع المكتظ بالسكان تحسباً لهجوم كبير.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة إن ضربة جوية إسرائيلية أصابت منزلين في رفح بجنوب قطاع غزة الجمعة مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة آخرين.

نوايا الإمداد العسكري ودعوة لوقف إطلاق النار

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وغيرها من الأسلحة إلى إسرائيل ستعزز ترسانتها العسكرية، على رغم أن الولايات المتحدة تسعى من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت الصحيفة، أمس الجمعة، إن شحنة الأسلحة المقترحة تشمل قنابل "أم كيه-82" وذخائر الهجوم المباشر المشترك "كيه أم يو-572" التي تضيف توجيهاً دقيقاً للقنابل وصمامات قنابل "أف أم يو-139"، مضيفة أن قيمة الشحنة تقدر بنحو "عشرات الملايين من الدولارات".

وأشار التقرير نقلاً عن مسؤول أميركي إلى أن الإدارة الأميركية لا تزال تدرس الشحنة المقترحة. وقال المسؤول إن تفاصيل الاقتراح قد تتغير قبل أن تبلغ الإدارة قادة الكونغرس الذين يتعين أن يوافقوا على الشحنة.

ولم ترد وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان ووزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي على طلبات من "رويترز" للتعقيب على التقرير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023 تفادت إدارة بايدن مراجعة الكونغرس لمبيعات أسلحة إلى إسرائيل مرتين.

وواجهت الإدارة انتقادات لمواصلة توريد أسلحة إلى إسرائيل مع تصاعد الاتهامات بأن الأسلحة أميركية الصنع استخدمت في ضربات أسفرت عن مقتل أو إصابة مدنيين.

وأمس الجمعة، أكد  جو بايدن الجمعة الحاجة إلى "وقف موقت لإطلاق النار" في قطاع غزة من أجل "إخراج الرهائن"، مضيفاً أنه "ما زال يأمل بأن ذلك ممكن". 

وقال لدى سؤاله عن العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح بجنوب قطاع غزة "آمل في الأثناء بألا ينفذ الإسرائيليون عملية برية كبيرة".

وحذر المسؤولون الفلسطينيون والأمم المتحدة ودول عدة من التداعيات الكارثية لهجوم مماثل، وخصوصاً أن سكان القطاع المدمر يعانون أصلاً ظروفاً إنسانية مأسوية.

وأضاف بايدن "في الأيام السبعة الأخيرة، أجريت مباحثات طويلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، استغرق كل منها نحو ساعة".

وتابع "دافعت عن فكرة ما زلت متمسكاً بها إلى حد بعيد، هي وجوب (التزام) وقف موقت لإطلاق النار بهدف إخراج الرهائن. الأمر مستمر. ما زلت آمل بأن ذلك ممكن".

تقول إسرائيل إن 130 رهينة لا يزالون في غزة، مرجحة مقتل ثلاثين منهم. وكانت حركة "حماس" قد احتجزت 250 شخصاً خلال هجومها غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل اكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد يستند إلى معطيات إسرائيلية رسمية.

ماكرون يفتح المجال أمام الاعتراف بالدولة الفلسطينية

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة إن الاعتراف بدولة فلسطينية لم يعد من المحرمات بالنسبة لفرنسا، مما يشير إلى أن باريس قد تتخذ القرار إذا تعثرت جهود حل الدولتين بسبب معارضة إسرائيل.

غير أن الاعتراف الفرنسي من جانب واحد لن يفعل الكثير لتغيير الوضع على الأرض دون مفاوضات حقيقية، لكن سيكون له تأثير رمزي ودبلوماسي.

وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن معارضته للسيادة الفلسطينية، قائلاً إنه لن يتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على غرب نهر الأردن، وأن ذلك يتعارض مع قيام دولة فلسطينية.

وصوت المشرعون الفرنسيون في عام 2014 لصالح حث حكومتهم على الاعتراف بفلسطين، وهي خطوة رمزية لم يكن لها تأثير يذكر على الموقف الدبلوماسي الفرنسي.

وكانت تصريحات ماكرون هي المرة الأولى التي يقدم فيها زعيم فرنسي مثل هذا الاقتراح، وتسلط الضوء على مزيد من نفاد الصبر بين الزعماء الغربيين مع تزايد الخسائر البشرية في غزة.

 

وقال ماكرون بينما يقف جنباً إلى جنب مع الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن في باريس "شركاؤنا في المنطقة، وخاصة الأردن، يعملون على ذلك، ونحن نعمل معهم. ونحن على استعداد للمساهمة فيه، في أوروبا وفي مجلس الأمن. الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس من المحرمات بالنسبة لنا".

ومن المرجح أن تهدف تعليقات ماكرون إلى زيادة الضغط على إسرائيل. وفي حين تعترف أغلب الدول النامية بفلسطين كدولة، فإن أغلب دول أوروبا الغربية لا تعترف بذلك، بحجة أن الدولة الفلسطينية المستقلة لابد أن تنشأ من المفاوضات مع إسرائيل.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون هذا الشهر إن جزءاً من السياسة البريطانية هو القول بأنه سيأتي وقت تتطلع فيه بريطانيا إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة.

وذكر ماكرون أن الهجوم الإسرائيلي على رفح لن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة ومن شأنه أن يكون نقطة تحول في الصراع.

"العدل الدولية": لا حاجة لإجراءات طوارئ إضافية

قالت محكمة العدل الدولية الجمعة إنها لا ترى ضرورة لاتخاذ إجراءات طارئة إضافية لحماية حقوق الفلسطينيين بعد الهجوم الإسرائيلي على رفح.

وقالت المحكمة إن "الوضع الخطير" في قطاع غزة ورفح بشكل خاص "يتطلب تنفيذاً فورياً وفعالاً للإجراءات الموقتة" بموجب قرارها الصادر في 26 يناير (كانون الثاني) و"لا يتطلب الإشارة إلى تدابير موقتة إضافية".

ويأتي هذا القرار بعد أن طلبت جنوب أفريقيا من المحكمة النظر فيما إذا كانت خطة إسرائيل لتوسيع هجومها في غزة إلى مدينة رفح تتطلب إجراءات طارئة إضافية لحماية حقوق الفلسطينيين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات