ملخص
فشلت الدبلوماسية بإنهاء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر في غزة. وعلى رغم الضغوط الأميركية الشديدة قالت إسرائيل إنها ستمضي قدماً في تنفيذ هجومها على مدينة رفح والتي لجأ إليها أكثر من مليون نازح.
تواصلت الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، صباح اليوم السبت، على رغم انتقادات وجهتها واشنطن في شأن سير الحرب وتحذير الأمم المتحدة من وقوع "كارثة إنسانية هائلة" في مدينة رفح المكتظة بالسكان.
وفي ساعة باكرة السبت أفيد بحصول غارات في قطاعات مختلفة من غزة.
دبابات
وفيما سيطرت دبابات إسرائيلية على الطريق الرئيس الذي يفصل بين النصف الشرقي والغربي لرفح في جنوب قطاع غزة، مما أدى فعلياً إلى تطويق كامل للجانب الشرقي للمدينة، أعلنت واشنطن أنها تراقب "بقلق" العملية الإسرائيلية في رفح لكنها لا تعتبرها "كبيرة" حتى الآن.
وقال البيت الأبيض أمس الجمعة إن المحادثات وجهاً لوجه في شأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مقابل تحرير الرهائن انتهت من دون التوصل إلى اتفاق لكن الولايات المتحدة تعتقد أنه لا يزال من الممكن سد الفجوات المتبقية.
وجددت واشنطن قلقها إزاء الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح المكتظة، لكنها لم تتوقع على رغم ذلك حدوث أي عملية "كبيرة" معربة عن تمسكها بإمكان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي لصحافيين "نحن بالطبع نراقب (العملية) بقلق، لكنني لن أذهب إلى حد قول إن ما رأيناه هنا في الساعات الـ24 الأخيرة يحمل معنى عملية برية كبيرة أو واسعة النطاق، أو أنه يدل على ذلك". وذكر كيربي أن الولايات المتحدة تريد إعادة فتح معبر رفح على الفور.
وتوعد الرئيس جو بايدن بوقف تزويد إسرائيل بعض الأسلحة في حال شنت هجوماً واسع النطاق على هذه المدينة القريبة من الحدود المصرية، وحيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني.
إلى ذلك، أكد كيربي أن واشنطن تعتقد بأن التوصل إلى اتفاق حول هدنة في غزة لا يزال "ممكناً"، على رغم أن وفدي "حماس" وإسرائيل غادرا القاهرة من دون تحقيق اختراق في المفاوضات من أجل هدنة.
وأضاف كيربي "إنه حقاً أمر مؤسف بالنظر إلى الجهود التي بذلت لبلوغ" اتفاق يشمل أيضاً الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة. وتابع "لا نزال نعتقد بإمكان معالجة التباينات، لكن هذا سيتطلب شجاعة وقدرة على التسوية وإرادة للتفاوض بحسن نية".
واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل أسلحة أميركية
وانتقد تقرير لوزارة الخارجية الأميركية طال انتظاره الجمعة طريقة استخدام إسرائيل الأسلحة الأميركية في حرب غزة لكنه لم يجد أدلة كافية على وجود انتهاكات من أجل تعليق الشحنات. وقال التقرير إنه "كان منطقياً التقييم" بأن إسرائيل "استخدمت أسلحة بطرق لا تتفق مع القانون الإنساني الدولي"، لكن الولايات المتحدة لم تتمكن من التوصل إلى "نتائج قاطعة".
وأدى نقاش في شأن التقرير في وزارة الخارجية إلى إرجاء إصداره أياماً عدة، قبل أن يُنشر أخيراً بعد التهديد العلني لبايدن بحجب بعض القنابل وقذائف المدفعية عن إسرائيل إذا مضت قدماً في هجومها على رفح.
ولا يؤثر التقرير في هذا القرار، إذ أعاد البيت الأبيض الجمعة تأكيد شعوره بالقلق إزاء عملية عسكرية إسرائيلية ضد رفح حيث لجأ نحو 1.4 مليون فلسطيني. وأضاف التقرير أن "طبيعة النزاع في غزة تجعل من الصعب تقييم الحوادث الفردية أو التوصل إلى نتائج حاسمة في شأنها".
وتابع التقرير "مع ذلك، ونظراً إلى اعتماد إسرائيل الكبير على مواد دفاعية أميركية الصنع، من المنطقي التقييم بأن المواد الدفاعية المشمولة بمذكرة (أن أس أم-20) تم استخدامها منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في حالات لا تتفق مع التزاماتها بالقانون الإنساني الدولي أو مع أفضل الممارسات المعمول بها للتخفيف من الأضرار"، في إشارة إلى القانون الإنساني الدولي.
وأشار التقرير أيضاً إلى أنه على رغم امتلاك القوات الإسرائيلية "المعرفة والخبرة والأدوات" لتقليل الضرر، فإن "النتائج على الأرض، بما في ذلك المستويات العالية من الضحايا المدنيين، تثير تساؤلات جوهرية حول ما إذا كان جيش الدفاع الإسرائيلي يستخدمها بصورة فعالة في جميع الحالات".
ولكن على رغم بعض "المخاوف الجدية"، أفاد التقرير بأن جميع الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية أميركية قدمت ضمانات ذات صدقية وموثوقة بما يكفي "للسماح بمواصلة تقديم المواد الدفاعية المشمولة بموجب أن أس أم-20".
ووصف مسؤول أميركي التقرير بأنه مجرد لمحة سريعة، قائلاً إن وزارة الخارجية لا تزال تراقب استخدام الأسلحة. والدول الأخرى التي يغطيها التقرير باعتبار أنها تلقت مساعدات عسكرية أميركية هي كولومبيا والعراق وكينيا ونيجيريا والصومال وأوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"حماس": نتنياهو يريد الحرب
من جانبه، قال نائب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية الجمعة إن الحركة تريد التهدئة والتوصل إلى اتفاق حقيقي لتبادل الرهائن والمحتجزين الفلسطينيين، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد استمرار الحرب.
وأضاف في تصريحات نشرتها الحركة "لم نعلق المفاوضات ولم ننسحب منها"، مشدداً على أن إسرائيل "انقلبت على اقتراح الوسطاء".
وقالت الحركة الجمعة إن رفض إسرائيل "مقترح الوسطاء، من خلال ما وضعته من تعديلات عليه، أعاد الأمور إلى المربع الأول". وأضافت في بيان أنها ستتشاور مع الفصائل الفلسطينية لمراجعة استراتيجيتها للمفاوضات حول وقف الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.
وحذرت الأمم المتحدة قبل ساعات من أن المساعدات لقطاع غزة قد تتوقف في غضون أيام بعد أن سيطرت إسرائيل هذا الأسبوع على معبر رفح بين غزة ومصر، وهو طريق حيوي للإمدادات إلى القطاع الفلسطيني المدمر.
انفجارات وإطلاق نار
وتحدث سكان عن وقوع انفجارات وإطلاق نار شبه متواصل إلى الشرق والشمال الشرقي من رفح الجمعة مع احتدام القتال بين القوات الإسرائيلية ومسلحين من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وقالت "حماس" إنها نصبت كميناً لدبابات إسرائيلية بالقرب من مسجد بشرق المدينة، مما يشير إلى توغل الإسرائيليين كيلومترات عدة من الشرق إلى مشارف المنطقة المأهولة.
وأمرت إسرائيل المدنيين بالخروج من الجزء الشرقي لرفح مما أجبر عشرات الآلاف على البحث عن مأوى خارج المدينة، التي كانت في السابق الملاذ الأخير لأكثر من مليون شخص فروا من مناطق أخرى من القطاع خلال الحرب.
المقابر الجماعية
وطالب مجلس الأمن الدولي الجمعة بإجراء تحقيق "مستقل" و"فوري" بعد اكتشاف مقابر جماعية بمحيط مستشفيات في غزة دفن فيها "مئات" الأشخاص.
وأعرب أعضاء المجلس في بيان عن "قلقهم العميق إزاء تقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيي ناصر والشفاء وبمحيطهما في غزة، حيث عثر على مئات الجثث التي تعود خصوصاً لنساء وأطفال وشيوخ".
ولم يحدد المجلس الجهة التي يمكنها قيادة هذا التحقيق. وشدد المجلس أيضاً على أهمية أن تعرف العائلات "مصير أحبائها المفقودين ومكانهم وفقاً للقانون الإنساني الدولي".
تعرضت مستشفيات غزة لاستهداف شديد منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني. ويتهم الجيش الإسرائيلي "حماس" باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى غزة
وأعلنت إسرائيل الجمعة تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة، بعد أن قالت الأمم المتحدة إن نقص المخزون يعرقل عمليات الإغاثة.
وأعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع والتي تشرف على الشؤون المدنية الفلسطينية "نقل 200 ألف لتر (52834 غالوناً) من الوقود إلى المنظمات الدولية في قطاع غزة".
وأضافت أن الوقود تم تسليمه عبر معبر كرم أبو سالم من إسرائيل إلى جنوب غزة، الذي تدخل من خلاله معظم المساعدات الإنسانية إلى القطاع، على رغم أنها لا تحتوي على الوقود في العادة.
وقالت إنه "تم تفتيش جميع الشاحنات المحملة بالوقود" من قبل موظفي وزارة الدفاع مضيفة أن الوقود سيخصص "للمتطلبات الأساسية للمجتمع الدولي، بما في ذلك المستشفيات والمناطق الإنسانية والمراكز اللوجيستية وتوزيع المساعدات الإنسانية".
بريتوريا تطلب فرض إجراءات طارئة
طلبت جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية فرض إجراءات طارئة جديدة على إسرائيل بسبب الوضع في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وفق ما أعلنت المحكمة.
وهي المرة الثالثة تطلب بريتوريا اتخاذ تدابير إضافية من أعلى محكمة في الأمم المتحدة، بعدما طلبت تدخلها نهاية ديسمبر (كانون الاول)، متهمة إسرائيل بارتكاب "إبادة" في غزة، الأمر الذي نفته الدولة العبرية بشدة.
وقالت بريتوريا بحسب بيان للمحكمة إن الوضع "الناتج من الهجوم الإسرائيلي على رفح" يؤدي إلى "تطورات جديدة تتسبب بضرر لا يمكن إصلاحه يطاول الشعب الفلسطيني في غزة".
وطلبت بريتوريا خصوصاً من المحكمة أن تحض إسرائيل على ضمان "انسحابها الفوري ووقف هجومها العسكري في منطقة رفح، وأن تتخذ فوراً كل التدابير الفاعلة لضمان وصول (المساعدة الإنسانية) من دون عوائق إلى غزة".