Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوق النفط: صدمة المخزونات الأميركية تضغط على الأسعار فما التوقعات؟

نمو الطلب العالمي يعاكس توقعات "الطاقة الدولية" وسط استقرار الأسواق

زادت العقود الآجلة لخام برنت 53 سنتاً بما يعادل 0.7 في المئة إلى 82.13 دولار للبرميل (اندبندنت عربية)

واصلت أسعار النفط الخام التذبذب، حيث استمر نزف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، بعدما أظهرت بيانات مخزونات الخام الأميركية زيادة بأكثر من المتوقع، مما أثار مخاوف في شأن الطلب في أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة مستهلكة للنفط، تزامناً مع كبح المستثمرين توقعات خفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي).

العودة للصعود

على رغم ذلك إلا أن الأسعار عادت للصعود بعد هبوط الدولار اليوم وعوضت خسائرها في بداية التعاملات، على رغم أن المكاسب جاءت محدودة، بعدما توقعت وكالة الطاقة الدولية تباطؤ النمو على الطلب هذا العام وبعد بيانات أظهرت أن مخزونات الخام الأميركية زادت بأكثر من المتوقع، وزادت العقود الآجلة لخام برنت 53 سنتاً بما يعادل 0.7 في المئة إلى 82.13 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 52 سنتاً، أو ما يعادل 0.7 في المئة، إلى 77.16 دولار للبرميل.

مؤشر الدولار

وانخفض مؤشر الدولار 0.4 في المئة بعدما أظهرت بيانات انخفاض مبيعات التجزئة الأميركية أكثر من المتوقع في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقال مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة الأميركية إن "مبيعات التجزئة تراجعت 0.8 في المئة الشهر الماضي"، وعدل المكتب بيانات شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالخفض لتظهر ارتفاع المبيعات 0.4 في المئة، بدلاً من 0.6 في المئة كما ورد سابقاً.
وعادة ما يعزز ضعف الدولار أسعار النفط، إذ إنه يجعل السلعة أرخص بالنسبة إلى حائزي العملات الأخرى.
 

ارتفاع المخزونات

في تلك الأثناء قالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام الأميركية قفزت 12 مليون برميل مسجلة أقوى صعود منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى 439.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في التاسع من فبراير (شباط) الجاري، وهو ما يتجاوز بكثير توقعات المحللين بزيادة 2.6 مليون برميل.

ومع ذلك أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات البنزين ونواتج التقطير انخفضت بأكثر من المتوقع، إذ هبطت مخزونات البنزين 3.7 مليون برميل إلى 247.3 مليون برميل في مقابل توقعات بانخفاضها 1.2 مليون برميل.

وانخفضت مخزونات نواتج التقطير 1.9 مليون برميل إلى 125.7 مليون برميل، مقارنة مع توقعات بانخفاضها 1.6 مليون برميل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين فاجأ ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة المستثمرين، إلا أن انخفاض رصيد البنزين وارتفاع الطلب على وقود الطائرات حد من هبوط الأسعار، وارتفع استهلاك وقود الطائرات على أساس أربعة أسابيع إلى أعلى مستوى موسمي قبل الوباء، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة.

من جهته أكد الأمين العام لمنظمة "أوبك" هيثم الغيص، هذا الأسبوع أن سوق النفط مستقر وآخذ في التحسن مع توقعات إيجابية للطلب على النفط هذا العام، في حين كشفت التوقعات الشهرية من المنظمة عن التزام محدود بين الأعضاء بالجولة الأخيرة من خفوضات الإمدادات.

توقعات الطلب

وبصورة منفصلة، توقعت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس أن تشهد أسواق إمدادات وفيرة هذا العام، على أن ينمو المعروض بما يتجاوز تلبية الاستهلاك العالمي.

وثبتت الوكالة توقعات الطلب على النفط خلال العام 2024، من دون تغيير تقريباً، مشيرة إلى أن نمو الاستهلاك العالمي يفقد زخمه، مما يدفع زيادة المعروض إلى تجاوزه.

وتوقعت الوكالة في تقريرها الشهري، تباطؤ نمو الطلب على النفط عالمياً خلال العام الحالي إلى 1.2 مليون برميل يومياً، مقارنة بمتوسط بلغ 2.3 مليون برميل يومياً في العام الماضي.

وانخفض الطلب على النفط خلال الربع الأخير من العام الماضي بمقدار 830 ألف برميل يومياً، ليصل إلى 102.1 مليون برميل يومياً، متأثراً بتراجع حاد في الطلب الصيني.

وبالتوازي، تراجعت إمدادات النفط بصورة حادة خلال شهر يناير الماضي بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً على أساس شهري، مع تعطل الإنتاج بأميركا الشمالية، تزامناً مع الخفوضات التي يتبعها تحالف "أوبك+".

وعلى رغم ذلك ترى وكالة الطاقة أن الإنتاج القياسي في الولايات المتحدة والبرازيل وغايانا وكندا سيعمل على تعزيز الإمدادات من خارج "أوبك+" بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً خلال 2024، مقارنة بنحو 2.4 مليون برميل يومياً في عام 2023.

مخاوف المتعاملين

وبينما أثار ارتفاع المخزونات مخاوف بين المتعاملين في شأن الطلب، قال بعض المحللين إن هذا التحرك كان مدفوعاً إلى حد كبير بانخفاض معدلات تشغيل المصافي.

وأضاف المحللون أن استمرار وقف العمليات في مصفاة وايتنج التابعة لشركة "بي بي" أسهم في انخفاض معدلات التشغيل، إلى جانب بعض أعمال الصيانة الأخرى للمصافي، وانخفاض معدلات تشغيل المصافي يعني انخفاض مخزونات البنزين.

وبالنسبة إلى الإمدادات، قالت كازاخستان إنها ستعوض فائض الإنتاج من النفط في يناير الماضي خلال الأشهر الأربعة المقبلة بما يتماشى مع التزاماتها في "أوبك+".

العراق يعلن التزامه بالتخفيضات الطوعية

في غضون ذلك، أعلن العراق أيضاً أنه سيراجع إنتاجه النفطي وسيعالج أية زيادات في الإنتاج تتجاوز خفوضاته الطوعية لتحالف "أوبك+" في الأشهر الأربعة المقبلة.

وقالت وزارة النفط العراقية، أمس الأربعاء، إن بغداد ستراجع إنتاجها النفطي وستعالج أية زيادات تتجاوز التزامها بتعديلات الإنتاج المتفق عليها ضمن تحالف "أوبك+" في الأشهر الأربعة المقبلة.

وأضافت في بيان "ستقوم الوزارة بمراجعة تقارير المصادر الثانوية والتحقق منها، ومعالجة الزيادات في الإنتاج إن وجدت وتعويضها"، مؤكدة التزامها بتعديلات الإنتاج المتفق عليها في الاجتماع الوزاري الـ35 لـ"أوبك+"، الذي عقد في الرابع من يونيو (حزيران) 2023 وتعديلات الإنتاج".

وكان التقرير الشهري لمنظمة "أوبك"، الصادر أول من أمس الثلاثاء، أظهر أن العراق خفض إنتاجه بمقدار 98 ألف برميل يومياً فحسب في يناير الماضي، أي ثلث الخفض اللازم للالتزام بحصتها تقريباً.

وفي بيان أمس الأربعاء أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في اجتماع مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، على أهمية تنسيق الموافق وتطابق الرؤى للحفاظ على استقرار سوق النفط.

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي في البيان إن من المهم "التنسيق في المواقف، وتطابق الرؤى بخصوص تنظيم سوق الطاقة، وأسعار النفط تحت مظلة منظمة أوبك، بما يضمن الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة في المنطقة والعالم، ومصالح الدول المنتجة والمستهلكة".

تمديد خفض الإمدادات

وقال محللو "إيه إن زد" في مذكرة اليوم الخميس، إن ذلك يأتي قبل اجتماع "أوبك" في مارس (آذار)، إذ تخطط المجموعة لاتخاذ قرار في شأن ما إذا كانت ستمدد خفض الإمدادات في الربع الثاني".

وأضافوا "أي مؤشرات على أن التمديد يبدو غير مرجح ستؤثر في المعنويات في أسواق النفط".

فيما ذكر محللو "جيه  بي مورغان" أن الطلب على الوقود صامداً مدعوماً بعودة السفر الجوي لمستويات ما قبل "كوفيد-19"، بينما قال محللو أبحاث السلع بالبنك في مذكرة "تظهر مؤشرات المعاملات لدينا زيادة في الطلب على النفط 1.6 مليون برميل يومياً في أول أسبوعين من فبراير (شباط) الجاري مقارنة بالشهر الماضي"، في إشارة إلى زيادة السفر في الصين خلال عطلة العام القمري الجديد.

إشارات الهبوط 

من جهته أرجع المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي، انخفاض أسعار النفط والاتجاه الهبوطي إلى ارتفاع مخزونات الوقود في أميركا، مضيفاً أنه يتعين على تحالف "أوبك+" أن يتعامل مع كل إشارات الهبوط مع تركيز السوق حالياً على العرض بدلاً من الطلب، لا سيما أن هذا التراجع يأتي قبل اجتماع "أوبك" في مارس المقبل، إذ يخطط التحالف لاتخاذ قرار في شأن ما إذا كان سيمدد قيود الإمدادات خلال الربع الثاني من العام الحالي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين في "أوبك+" أن التحالف سيبت الشهر المقبل فيما إذا كانت سيمدد العمل بخفوضات إنتاج النفط الطوعية التي تبناها في الربع الأول من العام، وذلك بعدما لم يسفر اجتماع لجنة وزارية مطلع فبراير الجاري عن تبني إجراء تغييرات على سياسة الإنتاج للمجموعة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اتفق "أوبك+" على خفوضات طوعية للإنتاج بنحو 2.2 مليون برميل يومياً في الربع الأول من العام الحالي، وجاءت السعودية في المقدمة بتحمل خفوضات طوعية بأكثر من مليون برميل يومياً.

وعادة ما تجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة كل شهرين، وتضم ممثلين عن كبار المنتجين في "أوبك+" منها الإمارات والسعودية وروسيا، والاجتماع المقبل للجنة تقرر له الثالث من أبريل (نيسان) 2024.

المزيد من البترول والغاز