Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تجرّ الميليشيات الإيرانية "قسد" إلى معركتها مع أميركا؟

محللون: لن تفتح جبهة ثالثة زيادة على "داعش" وتركيا

تعد قوات الـ"كوماندوس" التابعة لـ"قسد" قوات نخبة ومهام خاصة في مواجهة تنظيم "داعش" (إعلام "قسد")

ملخص

هل تنخرط قوات سوريا الديمقراطية في الصراع الدائر بين أميركا والميليشيات المدعومة من إيران؟ 

فجر الإثنين الماضي كانت منطقة شمال شرقي سوريا على موعد مع تصعيد جديد في الصراع الأميركي - الإيراني الدائر في المنطقة بعنف منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فقد قتل ستة من مقاتلي النخبة (الكوماندوس) التابعين لـ"قسد" في أكاديمية تدريبية داخل حقل "العمر" بريف دير الزور الشرقي جراء استهدافها بمسيرة مفخخة من قبل فصائل مدعومة من إيران، حيث أعلنت ما تعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" استهداف المكان في بيان عقب ذلك.

محنة الرد الأقسى

والحادثة هي الثانية من نوعها، فقد استُهدف مستودع لذخائر "قسد"، وكشف قائدها العام مظلوم عبدي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن ذلك، قائلاً إنهم لا يريدون أن تصبح أراضيهم ساحة معركة بين الولايات المتحدة والميليشيات المدعومة من إيران، لكن ما جرى الإثنين كان ضربة مباشرة لـ"قسد" هي الأولى من نوعها وقد لا تكون الأخيرة في إطار الحملة العسكرية الأميركية لاستهداف مواقع الميليشيات الإيرانية وردها على قصف مواقع التحالف الدولي المنتشرة في منطقة شرق الفرات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"قسد" أعلنت أنها تحتفظ بحق الرد على مقتل عناصرها الذين كانوا يتلقون التدريبات لمكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية التي كانت منصة لإعلان النصر على "داعش" في مارس (آذار) 2019.

منذ أكتوبر الماضي تجاوز عدد الهجمات التي استهدفت القواعد الأميركية في كل من سوريا والعراق 170، لكن المرات التي حققت فيها الميليشيات المدعومة من إيران خسائر بشرية كانت معدودة وأبرزها مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين في قاعدة "برج 22" شمال شرقي الأردن في الـ28 من يناير (كانون الثاني)، والذي اعتبر أكبر هجوم على تلك القواعد، مما استدعى رداً أميركياً عسكرياً في الثاني من فبراير (شباط) الجاري من خلال قصف 85 موقعاً للمسلحين المدعومين من إيران في كل من سوريا والعراق، وهو أقسى رد أميركي على مجموع الهجمات التي طاولت قواعدها منذ اندلاع حرب غزة.

خطوة نحو التوسيع

مهما كانت التصريحات الرسمية للقادة الأميركيين بعدم الرغبة في توسيع دائرة الصراع في المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية على غزة، أو انخراط أطراف مؤيدة لإيران في استهداف القواعد الأميركية في سوريا والعراق، أو الهجمات على السفن من قبل الحوثيين في البحر الأحمر، أو المناوشات التي تجري في جنوب لبنان عبر القصف الصاروخي من قبل "حزب الله"، إلى جانب تنصل التصريحات الإيرانية من وقوف طهران خلف الهجمات التي تطاول الأميركيين، فإن دائرة الصراع تأخذ منحى توسعياً خصوصاً مع محاولة إشراك أطراف محلية مثل "قسد" في أتونها وجرها إلى ساحة تدرك الأخيرة أخطار الولوج فيها.

ويبدو سياق العنف الدائر في المنطقة محفزاً لتوسيع دائرته. وفي ذلك يقول رئيس تحرير وكالة "نورث برس" المحلية هوشنك حسن، إن استهداف الأكاديمية العسكرية التابعة لـ"قسد" يأتي في سياق التصعيد الجاري حالياً رداً على الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع الميليشيات في سوريا والعراق، وعلى رغم وجود خسائر في صفوفها فإن "قسد" ستكون حذرة في الانخراط بهذا الصراع لأنها أساساً منشغلة بمحاربة "داعش" من جهة، وتتعرض مناطقها باستمرار لهجمات تركية من جهة أخرى، لذلك فإن هذه القوات في غنى عن معركة أخرى مع الميليشيات المدعومة من إيران والمنتشرة بكثرة على الحدود الجنوبية بعيداً من سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور.

جبهة واسعة محتملة

لكن يبدو أن حسابات قوات سوريا الديمقراطية تدرك هذه الأخطار، وثمة متطلبات واسعة لا بد من توافرها من أجل دخول "قسد" في القتال مع الولايات المتحدة الأميركية. يقول الصحافي المتخصص في شؤون المنطقة زانا عمر، إن قتالاً وصراعاً من نوع آخر يجري بين قوات سوريا الديمقراطية والميليشيات الإيرانية، لكن "قسد" لا تصعّد من وتيرة هذا الصراع بسبب انشغالها بملفين رئيسين، هما تعرضها لهجمات تركيا التي تستدعي منها الاستعداد والرد، وكذلك مكافحة الإرهاب، وفي حال فتحها جبهة ثالثة فإن تركيزها سينصرف عن هذين الملفين وستنشر قواتها في أماكن مختلفة.

ويستبعد عمر دخول "قسد" في سيناريو المواجهة مع الميليشيات الإيرانية وإلى حد ما قوات النظام إلا في حال توفير الولايات المتحدة الأميركية ضمانات لإيقاف الهجمات التركية عليها، وربما أبعد من ذلك من خلال لعب أميركا دوراً وسيطاً من أجل عملية السلام بين الكرد وتركيا وحل قضيتهم داخل البلاد، وهذا يستدعي أيضاً وجود حزب العمال الكردستاني على طاولة المفاوضات من أجل الحل السياسي، فمن دون ذلك سيبقى موقف "قسد" في مستوى الرد المحدود على هجمات الميليشيات.

المزيد من تقارير