Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستوطنو الضفة في رعب من "هزيز" حفر بقلقيلية

يسمعون أصواتاً واهتزازات ويتوقعون أن الفلسطينيين ينحتون أنفاقاً في تضاريس جبلية ويخططون لهجوم مماثل للسابع من أكتوبر

ملخص

مستوطنو الضفة الغربية يخشون تكرار هجوم السابع من أكتوبر

بسبب قربها الشديد من المدن الإسرائيلية وقلب الدولة العبرية والبحر المتوسط، حازت مدينة قلقيلية الواقعة في شمال الضفة الغربية على أهمية استراتيجية، لاسيما وأنها تمثل خطراً على تل أبيب إلى حد وصفها بـ"الخنجر في خاصرة إسرائيل".

ولا تأتي أهمية قلقيلية للإسرائيليين من موقعها الجغرافي فقط، لكن من محاصرة المستوطنات الإسرائيلية لها من جهاتها الأربع، إذ تصادر تلك المستوطنات أكثر من ثلث مساحة أراضيها.

تكرار الهجوم

وعقب هجوم حركة "حماس" على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، فإن المستوطنين في الضفة الغربية باتوا يخشون تكرار السيناريو.

وبعد أسابيع من الهجوم، بدأ المستوطنون في محافظة قلقيلية يشتكون من سماعهم أصوات حفر تحت الأرض واهتزازات، في إشارة إلى مخاوفهم من حفر الأنفاق في تضاريس جبلية، بالعكس من قطاع غزة الذي يتميز بالتربة الرملية.

ومع أن الجيش الإسرائيلي نفى وجود أنفاق في "غلاف مستوطنات قلقيلية"، إلا أن المستوطنين يصرون على تسويق وجودها أو سعي الفلسطينيين إلى حفرها، بهدف تكرار سيناريو هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

شكاوى المستوطنين

وبدأت القصة من شكوى المستوطنين القاطنين في المستوطنات المحيطة بقلقيلية من سماعهم أصوات اهتزاز وحفر قرب مستوطناتهم، على رغم كون تلك المناطق جبلية، وهو ما يجعل الحفر فيها غاية في الصعوبة.

ومع أن الشكاوى بدأت من مستوطنتي "كوخاف يائير" و"تسوريغال" شمال قلقيلية، لكنها امتدت إلى مستوطنات قلقيلية كافة التي تعتبر أقرب مدينة فلسطينية في الضفة الغربية إلى إسرائيل.

وعبر الإسرائيليون المقيمون في هاتين المستوطنتين عن خشيتهم من "هجوم فلسطيني على مستوطناتهم"، فيما أرجع الفلسطينيون ذلك إلى "رغبة المستوطنين في توسيع مستوطناتهم على حساب أراضيهم".

ولا تبعد هاتان المستوطنتان سوى مئات الأمتار عن قريتي فلامية وكفر جمال، ويفصل بينمها جدار أمني معدني مجهز بأجهزة المراقبة الإلكترونية.

انعدام ثقة

ولم ينجح الجيش الإسرائيلي في تهدئة مخاوف المستوطنين، على رغم إجرائه عمليات فحص ميداني في تلك المنطقة.

وقال قادة المستوطنين إن هجوم السابع من أكتوبر "تسبب في انعدام ثقة الإسرائيليين في وسائل الدفاع الموجودة داخل إسرائيل، وقوض إحساسهم بالأمن، في ظل خشية من تكرار سيناريوهات مرعبة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم من تأكيد الجيش الإسرائيلي عدم وجود أي خطط أو عمليات لحفر الأنفاق في تلك المنطقة، إلا أن المستوطنين نصبوا نقاطاً للمراقبة قرب مستوطنات قلقيلية، وفعلوا فرق حراسة المستوطنات.

وفي رده على مخاوف المستوطنين، اعتبر القائم بأعمال محافظ قلقيلية حسام أبو حمدة أن حديث المستوطنين عن عمليات حفر الأنفاق ليست سوى "ادعاءات كاذبة، لا أساس لها من الصحة".

ووفق أبو حمدة فإن تلك الادعاءات "تأتي للتمهيد لمخطط استيطاني، يستهدف أراضي قلقيلية، وذلك لأنها حدودية ومحاطة بالجدار".

ونقل أبو حمدة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشارته خلال زيارته قلقيلية قبل أشهر إلى أنه يبدأ من عندها "قلب إسرائيل"، ذلك خلال افتتاحه طريقاً التفافياً يصل بين مستوطنات قلقيلية ونابلس.

وتبلغ مساحة قلقيلية 170 كيلومتراً مربعاً، استولت إسرائيل على ثلثها لإقامة أكثر من 20 مستوطنة يقيم فيها عشرات آلاف المستوطنين، وربطتها بداخل إسرائيل عبر شبكة طرق ضخمة، وتمتاز أراضيها بأنها الأخصب على مستوى فلسطين، بسبب وفرة المياه الجوفية والأمطار، وطقسها الاستوائي، وقربها من البحر المتوسط.

وتعتبر قلقيلية محافظة فلسطينية هادئة، ولا يوجد فيها مخيمات للاجئين على عكس المدن الأخرى، ومع ذلك فإن 75 في المئة من سكانها الـ100 ألف يحملون بطاقات وكالة "أونروا" للاجئين الفلسطينيين، بسبب وقوعها على خط الدفاع الأمامي.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ إن المستوطنين يعملون على استغلال الحالة الأمنية وحالة الهستيريا والرعب للضغط على الحكومة الإسرائيلية لزيادة مساحة أراضي المستوطنات، والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين".

تسليم المستوطنات

ومنذ أيام يدرس الجيش الإسرائيلي توزيع صواريخ مضادة للدروع على فرق الحراسة المسلحة التي تتولى حفظ الأمن في مستوطنات الضفة الغربية، وتهدف الخطوة المقترحة إلى التعامل مع سيناريو يقوم فيه مقاومون فلسطينيون بمداهمة المستوطنات بمركبات، وتكرار  هجوم السابع من أكتوبر في مستوطنات غلاف غزة.

ونقل الجيش الإسرائيلي أسلحة وذخيرة إلى فرق الحراسة المسلحة لتعزيز صفوفها، ومن بينها آلاف المسدسات، وبنادق  (M16).

 

 

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور أن المستوطنين يدفعون الحكومة الإسرائيلية لإنشاء منطقة عازلة حول مستوطنات الضفة الغربية، وتزويدهم بأسلحة ومضادات للدروع".

واعتبر منصور أن تسليح المستوطنات يهدف إلى استغلال المستوطنين هجوم السابع من أكتوبر لتوسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم بذرائع متنوعة.

تجاوب حكومي

ووفق منصور فإن تلك الذرائع تأتي تحت عنوان "عدم تكرار ما حدث في أكتوبر بهدف الاستيلاء على أكبر مساحة من الأراضي، وأقل عدد من الفلسطينيين في ظل الحرب الحالية والتعاطف العالمي مع الإسرائيليين"، مشيراً إلى وجود تجاوب كبير من حكومة نتنياهو مع مطالب المستوطنين بسبب وجود عدد منهم أعضاء في تلك الحكومة، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش.

ولم يستعبد الأكاديمي الإسرائيلي مردخاي كيدار تكرار هجوم السابع من أكتوبر في الضفة الغربية، مضيفاً أنه بعد الهجوم من قطاع غزة "فكل شيء وارد".

وأوضح كيدار أن مستوطنين على الحدود الشمالية مع لبنان اشتكوا قبل سنوات من سماعهم أصوات حفر تحت الأرض، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي وجد بعدها أنفاقاً في تلك المنطقة.

وبلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس منذ احتلال إسرائيل لها في عام 1967 أكثر من 727 ألفاً، يقيمون في نحو 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير