ملخص
رئيس وزراء كندا يؤكد أن بلاده تبحث فرض عقوبات على مستوطنين "متطرفين" بالضفة الغربية
قال رئيس الوزراء الكندي غاستن ترودو اليوم الجمعة إن حكومته تدرس فرض عقوبات على مستوطنين "متطرفين" في الضفة الغربية، وذلك غداة الإجراء الأميركي في حق أربعة رجال إسرائيليين متهمين بالتورط في أعمال عنف بالأراضي المحتلة.
وأضاف ترودو للصحافيين في واترلو بأونتاريو، "نبحث كيفية التأكد من محاسبة المسؤولين عن عنف المتطرفين أو عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية".
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب الشرق الأوسط عام 1967، ويريد الفلسطينيون الضفة ضمن دولتهم المستقلة، غير أن تل أبيب أنشأت فيها مستوطنات يعتبرها معظم الدول غير قانونية.
وشهدت الضفة الغربية بالفعل أشد اضطرابات منذ عقود خلال الأشهر الـ18 التي سبقت هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتصاعدت المواجهات هناك بشدة منذ أن شنت القوات الإسرائيلية هجومها على غزة.
وتابع ترودو، "العنف في الضفة الغربية غير مقبول على الإطلاق ويعرض السلام والاستقرار في المنطقة والطريق نحو حل الدولتين للخطر".
وأعلنت الولايات المتحدة أمس الخميس فرض عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية، بات مستواها "لا يحتمل"، بحسب ما أكد الرئيس جو بايدن.
وقال الرئيس الأميركي في مرسوم فرض فيه هذه العقوبات إن "الوضع في الضفة الغربية، ولا سيما مستويات العنف المرتفعة للمستوطنين المتطرفين وتدمير الممتلكات، بلغ مستويات لا تحتمل، ويشكل تهديداً لسلام وأمن واستقرار الضفة الغربية وغزة وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط".
وأوضح مسؤولون أميركيون أن المرسوم يهدف إلى معاقبة الأشخاص المتهمين بارتكاب هجمات أو "أعمال إرهابية" أو "يقوضون السلام والاستقرار والأمن" في الضفة الغربية، حيث كثف المستوطنون هجماتهم في خضم الحرب الدائرة في قطاع غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستفرض الولايات المتحدة عقوبات على أربعة أشخاص أولاً، وستجمد كل الأصول التي قد يكونون يملكونها في الولايات المتحدة، فيما سيمنع الأميركيون من القيام بأية تعاملات مالية معهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الخميس، إن مسؤولين أميركيين أجروا محادثات "صريحة للغاية" مع نظراء إسرائيليين في شأن عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، وذلك بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على أربعة أشخاص قالت إنهم متورطون في العنف.
وأضاف ميلر في مؤتمر صحافي دوري إن الجانب الأميركي أثار حالات محددة وطلب من إسرائيل اتخاذ إجراءات ضد الأفراد.
وهذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات مالية على مستوطنين، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سبق أن أعلنت أنها سترفض منح تأشيرات دخول للمتطرفين منهم والضالعين في أعمال العنف.
وجاءت الخطوة فيما ينتقل بايدن اليوم الخميس إلى ولاية ميشيغان المحورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ويقطنها عدد كبير من الأميركيين من أصول عربية، وقد تصاعد الغضب في صفوف هذه الجالية بسبب دعم بايدن إسرائيل.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في معرض توضيحه لهذه العقوبات إن بايدن كثيراً ما أعرب لدى إسرائيل عن قلقه من العنف الذي يرتكبه مستوطنون.
وأضاف المسؤول طالباً عدم الكشف عن اسمه، "هذه التحركات تشكل تهديداً خطراً لسلام وأمن واستقرار الضفة الغربية وإسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنها "تعطل إقامة دولة فلسطينية على المدى الطويل جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، وكذلك السلام الدائم والاستقرار للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".
وخلال عام 2023 قتل مستوطنون إسرائيليون ما لا يقل عن 10 فلسطينيين وأحرقوا عشرات المنازل في الضفة الغربية، مما جعله "أكثر الأعوام عنفاً" على صعيد هجمات المستوطنين، بحسب منظمة "ييش دين" للدفاع عن حقوق الإنسان.
ويبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية نحو 490 ألفاً يقيمون في مستوطنات تعد غير قانونية بموجب القانون الدولي، بينما يصل عدد الفلسطينيين إلى 3 ملايين.