Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قال كلينتون "إذا سلمني عرفات المسدس فسأطلق النار عليه"

أحد أهم صناع القرار في الإدارة الأميركية بشؤون الشرق الأوسط فصل بإسهاب مراحل المفاوضات قبل 30 عاماً وغاص في تحليل أسباب النجاحات القليلة والانكسارات الكثيرة

ياسر عرفات (يمين) يصافح إسحاق رابين بينما يقف الرئيس بيل كلينتون بينهما (رويترز)

ملخص

"كم كان السلام قريباً"

في كتاب "أبرياء الخارج" Innocent Abroad برع الدبلوماسي الأميركي المتخصص في أزمات الشرق الأوسط مارتن إنديك في رواية أحداث مسارات التفاوض وما رافقها من نجاحات قليلة وخيبات كثيرة. بعد أن تقرأ الكتاب ربما أول عبارة تتبادر إلى الذهن "كم كان السلام قريباً". كان السلام مثلاً على المسارين السوري والفلسطيني على مسافة أمتار، وبسبب هذه الأمتار على بحيرة طبرية وفي شوارع القدس العتيقة طار كل شيء. طبعاً حملت هذه الأمتار أثقال التاريخ وحرب الكرامات عند الطرفين العربي والإسرائيلي، لكنها في النهاية مجرد أمتار. لقد وظف الرئيس بيل كلينتون رصيداً كبيراً في تلك المفاوضات وتدخل في تفصيلات التفاصيل وانتهى مثلاً على المسار الفلسطيني بأن كتب إنديك حرفياً "في الـ23 من يناير (كانون الثاني) 2001، بيل كلينتون يقضي ساعاته الأخيرة في الرئاسة، وكان أمامه عمل واحد غير منجز، وعقد العزم على الاهتمام به: الانتقام من ياسر عرفات".

الكتاب ملآن بنوبات غضب صبها كلينتون على عرفات وعدد من رؤساء وزراء إسرائيل. المهم أن كلينتون كان آخر الرؤساء الأميركيين الذين انخرطوا، بصورة مباشرة وتفصيلية وشخصية جداً، في الصراع العربي - الإسرائيلي. الكتاب يروي تفاصيل إعداد مراسم الاحتفال بتوقيع "اتفاق أوسلو" بالبيت الأبيض في الـ13 من سبتمبر (أيلول) 1993. ثلاثة أمور بطلها ياسر عرفات شكلت هاجساً عند شريكيه الآخرين كلينتون وإسحاق رابين، القبلات والمسدس والبزة العسكرية. السفير السعودي آنذاك لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان لعب دوراً في تفكيك هذه الألغام العرفاتية الثلاثة. لم يستسغ كلينتون ولا رابين عادة عرفات في التقبيل المفرط، واختتامه طقس التقبيل بطبع قبلة على الجبين في المعتاد، "الرزمة الكاملة" كما وصفها إنديك. وكإجراء وقائي، إذا لم يقتنع عرفات من السفير بندر، تدرب كلينتون ورابين على حركة وضع اليد اليسرى فوراً على الكتف اليمين لعرفات، لمنع عرفات من التقدم بشفتيه الغليظتين. كلينتون اقترح خطة أكثر هجومية، وتدرب على ضرب أسفل بطن عرفات بركبته. في مسألة المسدس الذي اعتاد عرفات حمله كرمز للكفاح المسلح، وصلت الرسالة بوضوح "ممنوع". أحد أعضاء الوفد الفلسطيني أخبر المعنيين بأن عرفات ينوي تقديم المسدس للرئيس كلينتون أثناء الاحتفال كبادرة على نبذ العنف. عندما سمع كلينتون الفكرة ضحك وقال "إذا سلمني المسدس فسأطلق النار عليه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رتب السفير بندر مع خياط يعرفه حصول عرفات على بعض البدلات المناسبة، ولكن عندما ارتدى إحداها بدا شكله غريباً مما أثار نوبة ضحك المحيطين به فعاد إلى بزته. شاهد رابين على التلفزيون عرفات بلباسه المعتاد فأبلغ مارتن إنديك. اتصل إنديك بالسفير بندر الذي كان في السيارة مع عرفات فأجابه السفير النبيه، وقد شاهد أن عرفات لم يرتد أياً من البدلات التي أرسلها، "لا لا... آه آه... هي بدلة سفاري بدلة سفاري". "هل يوجد ميداليات أو شارات مميزة على بدلة السفاري"؟ أجاب السفير "لا ليس هناك أي ميداليات". فوتح رابين بمسألة بدلة السفاري فقال "حسناً، ولكن لا تقبيل ولا مسدس". في مقدمة كتابه يشبه إنديك مساعيه ومساعي إدارة كلينتون، كـ "مصباح في مؤخر السفينة" يضيء الأمواج الخلفية. كان يغمز من قناة الرئيس جورج بوش الابن الذي انتهج سياسة مغايرة لسلفه كلينتون. بعد قراءة كتاب إنديك لم يعد مستغرباً تفسير كيف أن هذه الأمواج احتقنت 30 عاماً منذ "أوسلو" لتتحول إلى "طوفان السابع من أكتوبر (تشرين الأول)".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل