Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحوثي يهدد العالم بقطع كابلات الإنترنت البحرية

تأتي التحذيرات متزامنة مع تصعيد الميليشيات في الممرات الدولية

مخاوف من تطور هجمات الحوثيين من سطح البحر إلى أعماقه (ا ف ب)

ملخص

هل يفجر الحوثيون كابلات الإنترنت البحرية ويوقفون اقتصاد العالم؟

تتعدد المخاوف المحلية والدولية من السلوك الحوثي المنفلت في البحر الأحمر بشن مزيد من الهجمات العدائية على المصالح الدولية لتحقيق مكاسب سياسية تحت شعار الانتصار لغزة في حربها مع إسرائيل، إذ حذر تقرير صدر أخيراً عن موقع منتدى الخليج الدولي ومقره واشنطن من احتمال قيام الحوثيين باستهداف الكابلات البحرية الحيوية التي "قد تكون هدفاً جديداً لهجماتهم المقبلة في البحر الأحمر"، في إطار عملياتهم التصعيدية في المياه الدولية، مما يشير إلى تهديد متطور يمكن أن يعطل الاتصالات والاقتصاد العالميين بصورة خطرة وغير مسبوقة.

وقال التقرير إنه "يمكن أن تكون شبكة كابلات الاتصالات الحيوية تحت الماء هدفاً سهلاً ومثالياً لهجوم جماعة الحوثي المقبل، ويجب أن يثير هذا الاحتمال قلق جميع الدول التي تعتمد على هذه البنية التحتية الحيوية القريبة والبعيدة على حد سواء".

هل يوقف العالم؟

وعلاوة على ما شكلته الهجمات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر من تهديد كبير للملاحة البحرية إلا أن الأمر قد يتطور، وفقاً للتقرير، "من هجمات فوق سطح البحر إلى أخرى في أعماقه حيث باتت الكابلات البحرية هدف الحوثي الجديد في الصراع".

وجاءت تحذيرات المنتدى على خلفية تقرير نشرته قناة تابعة للحوثيين على تطبيق "تيليغرام" أرفقت معه صورة توضح خريطة شبكات كابلات الاتصالات البحرية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي، في إيحاء لوضعه ضمن القوائم المحتمل استهدافها لتهديد العالم.

وقال التقرير الذي نشرته القناة نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي إن "هناك خرائط للكابلات الدولية التي تربط جميع مناطق العالم عبر البحر ويبدو أن اليمن في موقع إستراتيجي، حيث تمر قربه خطوط الإنترنت التي تربط قارات بأكملها وليس الدول فقط".

وعلى رغم أن التقرير لم يحدد هدفاً إلا أن التهديد يتزامن مع العمليات الحوثية التي يشنها الحوثيون ضد السفن المارة في البحر الأحمر.

مغامرة غير متوقعة

وأصدر كل من "حزب الله" اللبناني والميليشيات المدعومة من إيران في العراق بياناتهم الخاصة عبر تطبيق "تيليغرام" التي تشير إلى أنهم سيفكرون في قطع الكابلات، وهي خطوة من شأنها أن تمثل تطوراً جديداً في الصراع الإقليمي، وفق ما ذكر منتدى الخليج الدولي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن رئيس جمعية الإنترنت اليمنية السابق فهمي الباحث استبعد قيام الحوثيين بهذا الإجراء، وقال الباحث خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" إن " الحوثيون لن يجرؤوا على ذلك لأنه سيعد سابقة في التاريخ وسيخلق أعداء جدد داخلياً وخارجياً، وسيفقدون كثيراً من التعاطف أو الحياد الذي تلتزمه بعض الدول، كون الإنترنت يمثل شريان حياة للعالم كله".

وتوقع الباحث أن "الحوثي يمكن أن يناور بتهديد الكابلات البحرية الخاصة بالإنترنت في أعماق البحار ولكنه يدرك أن عملية تفجيرها تعني توقف العالم فعلياً أو موته سريرياً، وهو أمر يعلم عواقبه الوخيمة التي لن يسكت العالم إزاءها".

وعقب تنامي المخاوف من نشر الإعلام الحوثي للكابلات الدولية في عمق البحار وتوالي التقارير التي تحذر من المساس به، أصدرت "وزارة الاتصالات" التي يسيطر عليها الحوثيون بياناً في ديسمبر الماضي تنفي خلاله نية اتخاذ أية إجراءات في شأن كابلات الإنترنت البحرية الدولية.

اليمن يطالب بضغط من نوع آخر

وفي إطار المساعي إلى وقف التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، حث وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس على زيادة الضغط على الحوثيين المتحالفين مع إيران الذين واصلوا مهاجمة السفن التجارية في الممرات الدولية غرب البلاد.

وأطلق المسلحون الحوثيون الذين يسيطرون على أكثر مناطق اليمن كثافة سكانية موجات من الطائرات المسيرة والصواريخ على السفن المتجهة من وإلى قناة السويس المصرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ويقولون إنهم يفعلون ذلك تضامنا مع الفلسطينيين وسط الحرب الإسرائيلية ضد مسلحي حركة "حماس" في غزة، لكن الهجمات تعطل الشحن البحري مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى شن ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن.

وقال ابن مبارك في حديث للصحافيين قبيل محادثات يجريها مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي ببروكسل إن "مجرد قصف الحوثيين لن يفعل ما يكفي، ونحن بحاجة إلى حلول متوسطة وطويلة الأجل"، في إشارة إلى دعم الحكومة الشرعية سياسياً وعسكرياً للسيطرة على السواحل الغربية للبلاد التي يسيطر الحوثيين على الأجزاء الشمالية منها بما فيها مدينة الحديدة التي يقع فيها ميناء إستراتيجي يمثل شرياناً اقتصادياً وسياسياً مهماً للميليشيات المدعمة من إيران.

وفي هذا الشأن دعا إلى مزيد من دعم الاتحاد الأوروبي لبناء المؤسسات اليمنية مثل قوات خفر السواحل وتوجيه المساعدات الإنسانية عبر البنك المركزي في عدن.

وحول توقعاته لمسار التصعيد الجاري يضيف المسؤول اليمني أن "الحوثيون لن يتوقفوا أبداً فلديهم أيديولوجية مفادها أنهم كمجموعة لهم حق مقدس لحكم اليمن"، موضحاً أنهم كذلك جزء من إستراتيجية إيران الإقليمية.

وتابع، "الاتحاد الأوروبي لديه نهج خاطئ، وهناك حاجة إلى أن يمارسوا مزيداً من الضغط على الحوثيين مثل تصنيفهم على أنهم جماعة إرهابية، وحجتهم هي أنهم إذا اعتمدوا هذا فإنه سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني، لكن ذلك النهج لا يؤتي أُكلهن فالحوثيون ما زالوا يبتزون المجتمع الدولي والوضع الإنساني لا يتحسن".

وأوضح أن افتقار الغرب إلى "طريق واضح" لإنهاء الصراع في غزة وتحقيق العدالة للفلسطينيين يعزز "جميع الجماعات المتطرفة في المنطقة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات