Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"شاندرايان - 2"... طموح الهند الفضائي يتعثر على سطح القمر

المركبة حملت "روبوت جوال"... وفقدت الاتصال بمسبارها في المحطة الأخيرة من الإنزال

وسائل الإعلام تنتظر الإعلان عن تطورات مركبة الفضاء الهندية من داخل محطة الفضاء الهندية (أ.ف.ب)

في انتكاسة لخطة الهند الطموحة للهبوط بمسبار غير مأهول قرب القطب الجنوبي للقمر، أعلنت اليوم السبت نيودلهي أن منظمتها لأبحاث الفضاء "فقدت الاتصال بمركبتها الفضائية (شاندرايان - 2)"، لتفشل الهند في أن تكون رابع دولة تحطّ مركبة من صنعها على سطح القمر، بعد الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والصين، وكذلك في أن تكون الدولة الأولى التي تنجح في إنزال مركبة فضائية بالقرب من القطب الجنوبي للقمر الذي لم تصل إليه أي رحلة فضائية من قبل.

وقال رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية، كيه. سيفان، إن "المنظمة فقدت الاتصال بمركبتها الفضائية (شاندرايان – 2)"، موضحاً في كلمة له بقاعة ممتلئة بعلماء بدا عليهم الانزعاج من النبأ بمركز المنظمة للرصد في بنغالور "نقوم بتحليل البيانات المتاحة"، واصفاً فترة هبوط المركبة بأنها "15 دقيقة من الرعب".

وبدأت المركبة التي صممتها الهند، التي كانت تدور حول القمر في الاتجاه نحو النزول على سطح القمر، لكن العلماء فقدوا الاتصال بها خلال المرحلة قبل الأخيرة من الهبوط.

وقال مسؤول في منظمة أبحاث الفضاء الهندية إن "هبوط المسبار كان يسير وفقاً لما خُطط له، ورُصِد أداؤه بشكل طبيعي حتى ارتفاع 2.1 كيلومتر، بعد ذلك فُقدت الاتصالات من المسبار إلى المحطات الأرضية".

وأطلق على المسبار اسم "فيكرام" نسبة إلى "فيكرام سرابهاي"، وهو أبو برنامج الفضاء الهندي.

أجواء احتفالية لم تكتمل
وقبل لحظات من إعلان فقدان الاتصال بالمركبة الهندية، كانت أجواء احتفالية سادت غرفة التحكم في أثناء ما وصفه الباحثون بأصعب مرحلة في الهبوط، بينما كان رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي يراقب سير العمل من خلف حاجز زجاجي.

وحسب صحيفة "إنديان تايمز" الهندية، كانت (شاندرايان – 2) دخلت مدار القمر في العشرين من أغسطس (آب) الماضي، وكانت على وشك تنفيذ هبوط سلس على سطح القمر صباح اليوم السبت، وذلك بعد ما يزيد على شهر من إقلاعها.

 

وخلال الأيام الماضية، كان أفراد طاقم العمل الخاص بالمهمة يتابعون دون توقف سير عملية الهبوط أمام الشاشات في وكالة أبحاث الفضاء الهندية (إسرو) في بانغلور.

وكان الهدف من هذه المهمة غير المأهولة بأن تُنزل مركبة وروبوت جوّال بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، على بعد نحو 384 ألف كيلومتر عن الأرض، فضلاً عن وضع مسبار في مدار الجسم الفلكي.

من جانبه، قال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الذي كان موجوداً في مركز منظمة أبحاث الفضاء للعلماء بعد أن أطلعه سيفان رئيس المنظمة على الوضع "هناك نجاح وإخفاق في الحياة. ما أنجزتموه ليس شيئاً بسيطاً. فلتتحلوا بالشجاعة".

وكانت ستصبح الهند رابع دولة تحطّ مركبة من صنعها على سطح القمر، بعد الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والصين. وذلك بعد أن أخفقت إسرائيل في تحقيق هذا الهدف بعدما تحطّم مسبار أرسلته، ولم يبلغ وجهته في أبريل (نيسان) الماضي.

أهمية تاريخية
وتعتبر مهمة المركبة الفضائية الهندية (تشندرايان 2) الأكثر تعقيداً بين المهام الفضائية التي نفذتها وكالة أبحاث الفضاء الهندية، إذ وصفها رئيس الوكالة كيه سيفان بأنها "بداية رحلة تاريخية"، عندما أُطلقت المركبة في يوليو (تموز) الماضي.

وكان المسبار فيكرام، الذي أطلق عليه اسم مؤسس وكالة أبحاث الفضاء الهندية، يحمل بداخله طوافة قمرية مجهزة بأدوات لتحليل التربة على سطح القمر يبلغ وزنها 27 كيلوغراماً، حيث كان من المفترض بها أن تركز مهمتها على طبيعة سطح القمر، والبحث عن مياه وأملاح، علاوة على قياس قوة الزلازل القمرية وغيرها من دوائر البحث.

وتندرج المهمة الهندية في سياق اهتمام دولي متجدّد بالقمر، فالإنسان الذي وطئ سطحه للمرة الأخيرة سنة 1972 يستعدّ للعودة إليه، وقد طلبت الحكومة الأميركية من وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، التحضير لإرسال رواد إليه في العام 2024.

ومشروع (شاندرايان – 2) هو ثاني مهمة قمرية للهند التي سبق أن وضعت مسباراً في مدار حول القمر خلال مهمة (شاندرايان – 2) قبل 11 عاماً.

ففي العام 2008، كانت المهمة الفضائية الأولى للهند شهدت قيام مركبة الفضاء (تشندرايان - 1) عملية بحث عن المياه على سطح القمر باستخدام أجهزة الرادار، في مهمة كانت الأولى من نوعها، والأكثر كشفاً للتفاصيل.

ويتميّز البرنامج الفضائي الهندي بمواءمته بين طموحات كبيرة وتكاليف محدودة مع نفقات تشغيلية أدنى بكثير من الوكالات الأخرى، فضلاً عن تقدّم متسارع الوتيرة، حسب ما تعلن نيودلهي.

تكلفة صغيرة
اقتصر الهبوط السلس للمركبات الفضائية وغيرها من المعدات على سطح القمر على ثلاث دول فقط على مستوى العالم. ولولا فشل هذه المهمة، كانت الهند ستلحق بتلك الدول حال تحقيق هذا الإنجاز التكنولوجي الهائل، الذي يعد أحد الطموحات الفضائية الهندية، وفقاً للكاتب المتخصص في الشؤون العلمية بالافا باغلا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف بالافا أن هذه المهمة كان من المفترض أن "تمهد الطريق لمهام فضائية هندية جديدة في المستقبل تهبط على سطح المريخ، علاوة على فتحها الباب أمام الهند لإرسال رواد فضاء".

وللمرة الأولى في تاريخ أبحاث الفضاء الهندية، قادت فرق العمل الفضائي امرأتان، هما موثايا فانيثا مديرة المشروع، وريتو كاريدهال مديرة المهمة.

وكان يُنظر إلى المهمة الفضائية على أنها "مدعاة للفخر في الهند"، وهو ما دفع المسؤولين هناك إلى إطلاق بث حي لعملية إطلاق المركبة الفضائية (تشندرايان - 2) عبر شاشات التلفزيون وحسابات وكالة أبحاث الفضاء الهندية على مواقع التواصل الاجتماعي.

واحتلت المهمة أيضاً العناوين الرئيسية للصحف العالمية، نظراً إلى قلة تكلفتها مقارنة بغيرها من المهام الفضائية، وليست هذه المرة الأولى التي تحظى فيها وكالة أبحاث الفضاء الهندية بإشادة من قبل المهتمين بأبحاث الفضاء، نظراً إلى ما تحققه من توفير، إذ خصصت الهند 140 مليون دولار لـ(شاندرايان – 2) (التي يعني اسمها "عربة قمرية" باللغة الهندية)، وهو مبلغ أدنى بكثير من ذاك الذي جمعته وكالات فضائية أخرى لمهمات من هذا النوع.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار