Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معرض القاهرة للكتاب ينطلق بقوة رغم التقشف

النرويج ضيف الدورة ال 55 والشعار "نصنع المعرفة، نصون الكلمة" وحضور عربي

إقبال كثيف على معرض القاهرة منذ اليوم الأول (خدمة المعرض)

ملخص

النرويج ضيف الدورة ال 55 والشعار "نصنع المعرفة، نصون الكلمة" وحضور عربي

انطلقت الدورة ال55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدأت فعالياتها يوم أمس الذي شهد تدفق جمهور فاق 200 ألف شخص على أجنحة ناشرين من 70 دولة، موزّعة على خمس قاعات ضخمة، تشغل مساحة 80 ألف متر. وتستمر تلك الفعاليات حتى 6 فبراير / شباط المقبل تحت شعار "نصنع المعرفة... نصون الكلمة"، علماً أن النرويج تحل ضيف شرف عليها؛ رافعة شعار "هذا هو الحلم"، تعبيراً عن الرغبة في أن تشهد تلك الدورة اتفاقات تعزز الجهود في ترجمة الأدب النرويجي "مباشرة" إلى اللغة العربية، والتعرف أكثر على الثقافة العربية. وهو ما عبَّرت عنه زوجة ولي العهد، الأميرة ميت ماريت، خلال كلمة ألقتها في افتتاح البرنامج الثقافي لضيف الشرف، في حضور وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني ووزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي. وخلال تلك الكلمة نبَّهت الأميرة ميت ماريت؛ الملقبة بـ "سفيرة الأدب النرويجي"، إلى "ضرورة التعرف؛ عربياً، على اللغة النرويجية، إذ أن عملية التجهيز للمشاركة في المعرض، كشفت عن قلة عدد المترجمين الذين يقومون بالترجمة باللغة النرويجية الأم إلى اللغة العربية، حتى بعد حصول النرويجي يون فوسه على جائزة نوبل في العام الماضي".

وشدَّدت على أهمية زيادة ما يصدر من أعمال أدبية؛ عربية ونرويجية؛ "لأنها تُعتبر إضافة إلى الأدب العالمي". وتحدثت الأميرة النرويجية عن الأثر الذي أحدثه لاعب "ادي "ليفربول" الإنجليزي محمد صلاح، في نفوس النرويجيين، مشيرة إلى أن ذلك لفت بعض الكُتَّاب في النرويج، فصدر كتاب عنه وعن مسيرته باعتباره "شخصية محبوبة في أنحاء مختلفة من العالم". وتطرّق الكاتب النرويجي المعروف عالمياً والمترجم إلى العربية، غوستان غاردر خلال افتتاح برنامج "ضيف الشرف" إلى أهمية القراءة خصوصاً أن انتشار الكتب الصوتية والرقمية، "جعل مهارة القراءة تتراجع". ومما يتضمنه برنامج "ضيف الشرف": ندوة تتحدث فيها نينا ماري إيفينسن حول ترجمة مسرحيات هنريك إبسن إلى العربية، وندوة عن "كتابات يون فوسه بين الباطنية والروحية"، وندوة عن "نجيب محفوظ بعيون نرويجية، تتحدث فيها هانه أورستافيك.

وسبق أن أصدرت دار "الكرمة" المصرية عدداً من الروايات ليون فوسه مترجمة إلى العربية. وهناك أعمال مسرحية وشعرية لفوسه لم تترجم بعد إلى العربية، وبدورها أعلنت مكتبة ودار نشر "ديوان" القاهرية أنها تعمل منذ العام 2005 على ترجمة العديد من الأعمال الأدبية وغيرها، من النرويجية إلى العربية، بالتعاون مع مؤسسة NORLA مشيرة إلى أنها ستتيح بعض هذه الأعمال في جناحها في الدورة الحالية لمعرض القاهرة.

دور مصر الثقافي

وخلال تفقده للأجنحة، أكّد مدبولي مواصلة دعم الدولة "لهذا الحدث المهم كي يقام بشكل سنوي، لكونه يعكس مكانة مصر الثقافية ودورها في الدوائر العربية والاقليمية وأنه أحد أهم الجُسور التي تربط الثقافة المصرية بغيرها من الروافد العربية والعالمية وامتداد للدور والتأثير التنويري الذي دائماً ما تسهم به مصر". وشدّد على حرص على أعلى مستوى رسمي "على رعاية المعرض وتوفير كل السبل التي تضمن التنظيم الجيد له لأداء رسالته في ترسيخ ريادة مصر الثقافية".

واختارت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب اسم عالم المصريات الراحل سليم حسن شخصية هذه الدورة، واسم كاتب الأطفال الراحل يعقوب الشاروني شخصية معرض الطفل، الذي يقام خلال الفترة نفسها. وسبق أن أكدت سفيرة النرويج في القاهرة هيلدا كليميتسدال، خلال مؤتمر صحافي عشية افتتاح هذه الدورة أن معرض القاهرة يمثل فرصة عظيمة لتقديم مجموعة واسعة من الأدب النرويجي في مصر والعالم العربي، كما نعتبره بوابة مهمة لترويج الأدب والفن والثقافة النرويجية عربيا. وأشارت إلى أنها تأمل في أن تتم ترجمة أعمال يون فوسه إلى اللغة العربية. وقالت وزيرة الثقافة المصرية خلال المؤتمر نفسه إن استضافة مملكة النرويج هذا العام، هو اتجاه للثقافة العربية نحو التخاطب مع ثقافة شمال أوروبا، وتعريف الآخر بالإبداع المصري والعربي، مما يتيح آفاقاً رحبة للتبادل الثقافي، والإبداعي، والتفاعل المباشر بين المبدعين والجمهور.

 وأكدت الكيلاني أن المعرض يأتي في دورته الحالية متحديًا الصعاب التي تواجه العالم، بمشاركة 1200 ناشر، من قارات العالم، بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية. وأوضح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، المنظمة للمعرض أن ما يميز هذه الدورة هو استحداث محور بعنوان "مؤتمر اليوم الواحد"، الذي يضم 6 مؤتمرات، منها: مؤتمر "تقنيات الذكاء الاصطناعي"، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر "الترجمة عن العربية- جسر للحضارة"، بمشاركة وزارات ومؤسسات عدة مصرية وعربية، ومؤتمر "الملكية الفكرية... حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة"، ومؤتمر "طه حسين"، ومؤتمر "نازك الملائكة". كما تحتفي هذه الدورة بمشروعات ثقافية جديدة، منها: "ديوان الشعر المصري"، و"استعادة طه حسين"، و"حكايات النصر"، و"عقول". وهي مشروعات تهدف - كما يقول بهي الدين – إلى "تأكيد العلاقة الوثيقة التي تربط الفكر المصري بالفكر العالمي".

"الجميع يقرأ"

وأعلن رئيس اتحاد الناشرين العرب، محمد رشاد، عن مبادرة تحت شعار "الجميع يقرأ". وحرص بيان لاتحاد الناشرين العرب على التنويه بالحضور "القوي" للثقافة الفلسطينية في الدورة الحالية من خلال جناح رسمي لدولة فلسطين، إضافة إلى فعاليات عدة مخصصة لمناقشة أدب المقاومة. وأفاد بأن الاتحاد قرر إطلاق حملة أثناء هذه الدورة؛ تحت شعار "كلنا نقرأ"، مشيراً إلى دعمه مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف في الدورة القادمة لمعرض القاهرة. وقام بجولة على عدد من الأجنحة، منها جناح هيئة الشارقة للكتاب، وأجنحة قطر والجزائر وتونس وسلطنة عُمان وفلسطين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويواصل البرنامج المهني للعام الثالث على التوالي مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، متضمنًا مجموعة من الندوات الخاصة بصناعة الكتاب والنشر، إلى جانب برنامج "القاهرة تنادي"، الذي يستهدف مساعدة الناشرين والوكلاء والهيئات الثقافية من جميع أنحاء العالم على الوصول إلى الناشرين المصريين والعرب، والتواصل معهم. وعشية افتتاح هذه الدورة أعلنت مديرة دار "الكتب خان"، كرم يوسف أن الدار "مُنِعت، في اللحظة الأخيرة، من المشاركة في هذه الدورة". ولكن لم يمر أكثر من 24 ساعة حتى عادت يوسف لتعلن أنه تم العدول عن ذلك المنع، وتقرر أن يشارك جناحها بدءا من اليوم التالي لفتح أبواب المعرض للجمهور. ولم يصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب أي تعليق على هذا الأمر، وبدورها لم توضح يوسف ملابسات "المنع" والعدول عنه. وتشهد هذه الدورة عودة دار "عصير" الكتب المصرية إلى المشاركة في المعرض، بعد أن تم منعها العام الماضي، "لأسباب غير معلنة". أما مكتبة ودار نشر "تنمية" المصرية، فاستمر منعها من المشاركة في المعرض للعام السادس على التوالي، ومن ثم نظَّمت دورة جديدة موازية تحت عنوان "موسم تنمية"، واستهلته يوم 13 يناير / كانون الثاني الجاري، بحفلة مناقشة وتوقيع رواية "أسفار مدينة الطين"، للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، أدارها الروائي السوداني حمور زيادة، على أن تستمر فعالياته حتى 8 فبراير / شباط المقبل. وكتب محمود لطفي، منسق هذا الموسم على صفحته على الفيسبوك: "نحن بهذا النشاط نستكمل المسيرة في أداء دورنا الثقافي والتوعوي". وذكر أنه تم اختيار الشاعر الراحل أمل دنقل ليكون شخصية هذه الدورة. وأضاف أنه سيتم في هذه المناسبة "حصريًا ولأول مرة"، عرض مقتنيات خاصة ولوحات من مجموعة الشاعر أمل دنقل. وتتضمن الدورة ندوات وفعاليات في مجالات معرفية متنوعة مع باقة من الأدباء المصريين والعرب، ومعرض كتاب، لإصدارات "تنمية" ودور النشر المصرية والعربية الأخرى.

إقبال كبير

وبحسب تصريح رسمي، بلغ عدد زوار المعرض في اليوم الأول لفعالياته (الخميس 25 يناير / كانون الثاني) 207414. وأشادت الكيلانى، "بهذا الإقبال المتميز، والذي يجسد مدى إدراك قيمة المعرفة، والتأثيرات الإيجابية التي تُحدثها الآداب والفنون". ورأت وزيرة الثقافة المصرية أن هذه البداية؛ "مبشرة بأن الدورة الحالية ستكون استثنائية على صعيد الاهتمام، والزخم الجماهيري، الذي يتناسب مع حجم الخدمات الثقافية والفنية المتميزة والمتنوعة التي يقدمها المعرض". وعلى الرغم من تعذر تحمل نفقات سفر العديد من المدعوين العرب (والأجانب) للمشاركة في فعاليات هذه الدورة، في إطار سياسة تقشف اضطرارية، لوحظ توافد عدد كبير من الكتاب والمثقفين العرب (حتى ممن لم يتلقوا دعوات رسمية) على المعرض.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة