Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

1500 جندي من بدو فلسطين يقاتلون مع الجيش الإسرائيلي

متطوعون انضموا بهدف تعزيز مكانتهم الاجتماعية أو الحصول على مقابل مالي بينما يشارك الدروز وفق "التجنيد الإلزامي"

أهالي قتيل في الجيش الاسرائيلي من البدو يؤدون صلاة الجنازة عليه في مدينة رهط (اندبندنت عربية)

ملخص

"التهجير والتجنيد" متلازمة تلاحق البدو في الجيش الإسرائيلي... تعرف إلى القصة

مع أن الفلسطينيين البدو في داخل إسرائيل يعتبرون الأكثر تعرضاً للتهجير من أراضيهم منذ عام 1948، فإن تطوع بعضهم في الجيش الإسرائيلي رغم قلته يثير كثيراً من "التناقضات الصارخة حتى الذهول".

وبعد كثير من الجدل استمر لسنوات إثر إقامة إسرائيل، أبرم زعماء الدروز اتفاقاً مع السلطات الإسرائيلية يفرض على أبنائهم التجنيد الإجباري في الجيش الإسرائيلي، فيما بقي الالتحاق بالجيش تطوعياً للبدو والمسيحيين حتى يومنا هذا.

أقسام البدو

وينقسم بدو فلسطين إلى جزأين، الأول يقيم في صحراء النقب ويبلغ عددهم نحو 350 ألفاً، والثاني ينتشر في الجليل شمالاً ويتجاوز عددهم 80 ألفاً.

وهجرت إسرائيل خلال نكبة عام 1948 والسنوات اللاحقة أكثر من 90 في المئة من بدو النقب الذين كان عددهم حينها 100 ألف، بقي منهم 12 ألفاً فقط.

ويقيم بدو النقب في مدينتي رهط التي يعيش فيها 80 ألفاً منهم، ومدينة بئر السبع التي يشكلون 20 في المئة من سكانها، فيما يقيم الآخرون في 19 قرية تعترف بها إسرائيل، إضافة إلى 35 قرية أخرى لا تعترف بها، وتحرمها من الخدمات الأساسية.

جنود فلسطينيون

ويخدم في الجيش الإسرائيلي حالياً أكثر من 1500 بدوي فلسطيني، ثلثهم من بدو النقب والثلثين الآخرين من الشمال، وذلك في ظل ارتفاع نسبة هربهم من وحداتهم العسكرية لتصل إلى 30 في المئة، وفق البيانات الرسمية الإسرائيلية.

ويبلغ عدد الفلسطينيين في إسرائيل من البدو نحو 450 ألفاً، من بين أكثر مليوني فلسطيني يشكلون 20 في المئة من سكان إسرائيل.

ويمثل المسلمون نحو 80 في المئة من الفلسطينيين في إسرائيل، والمسيحيون 11 في المئة، والبقية من الدروز والشركس.

ومع أن تطوع البدو في الجيش الإسرائيلي يبقى "ظاهرة هامشية مبنوذة"، فإنه يكون مقابل راتب مالي، عكس التجنيد الإلزامي للدروز حيث يكون من دون مقابل في سنواته الثلاث.

مكانة اجتماعية

ووفق خبراء وأكاديميين تحدثت إليهم "اندبندنت عربية" فإن دخول البدو للجيش الإسرائيلي تقف وراءه "عوامل معقدة، تختلط بها الأمور المالية بالسعي إلى تعزيز النفوذ، ورفع المكانة الاجتماعية في كون معظم الملتحقين به من الفئات المهمشة ومتدنية التعليم".

 

 

وقتل في هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في محيط غزة 24 من البدو، بينهم أربعة جنود في الجيش الإسرائيلي.

ويعتبر أحمد أبولطيف من هؤلاء الجنود، حيث قتل في هجوم لحركة "حماس" على الجيش الإسرائيل شرق المغازي وسط قطاع غزة، الإثنين الماضي، وكان أحمد يعمل حارس أمن في جامعة (بن غوريون) في بئر السبع، قبل التحاقه بالجيش الإسرائيلي إثر هجوم الحركة.

خدمات ومزايا

ووفق شقيقه كايد أبولطيف فإن أحمد التحق بالجيش "بعد الضرر الذي أصاب المجتمع البدوي بسبب هجوم (حماس)"، لكن كايد ناشد السلطات الإسرائيلية "وقف عمليات الهدم في مدن وقرى البدو، وسعيها لترحيلهم من أراضيهم"، مشيراً إلى أن "المجتمع البدوي أثبت أنه جدير بالحصول على الخدمات الأساسية جميعاً مثل باقي سكان إسرائيل".

وفي إشارة إلى زيارة مسؤولين كبار من الجيش والشرطة والكنيسيت الإسرائيلي إلى بيت عزاء شقيقه، طالب كايد "بتحويل ذلك التضامن إلى إجراءات عملية لتوفير الخدمات الأساسية لهم ووقف عمليات الهدم".

ظاهرة مأسوية

وبحسب رئيس الحزب الديمقراطي العربي طلب الصانع، فإن تطوع الفلسطينيين البدو في الجيش الإسرائيلي يعتبر "ظاهرة مأسوية فردية ولا تمثل أبناء البدو الذين يعتبرون امتداداً للشعب الفلسطيني في آماله وآلامه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونفى الصانع الذي كان لسنوات عضواً بالكنيسيت وجود "حاضنة شعبية للجنود البدو في الجيش الإسرائيلي"، لافتاً إلى أن "من يقتل منهم يدفن في الليل وأهله في حالة من الخجل ومن دون مشاركة منهم"، مشيراً إلى أن زعماء البدو رفضوا بعد تأسيس إسرائيل فرض التجنيد الإجباري على أبنائهم، مضيفاً أن ذلك دفع السلطات الإسرائيلية إلى "فتح مكتب للتطوع في الجيش الإسرائيلي".

وشدد الصانع على أن أعداد البدو في الجيش الإسرائيلي في "تراجع مستمر منذ سنوات بسبب الصحوة الوطنية الفلسطينية"، موضحاً أن "إسرائيل التي نحن مواطنون فيها في حرب مع الشعب الفلسطيني الذي نتنمي إليه"، منوهاً بأنهم يريدون أن يكونوا "جسراً للسلام مع أهلنا، وليس أداة من أدوات الحرب والاحتلال".

تجنيد الأقليات

وتابع رئيس الحزب الديمقراطي العربي "من خدموا في الجيش الإسرائيلي، هدمت إسرائيل منازلهم والقرى التي يسكنون فيها غير معترف بها".

وينتشر عناصر الجيش الإسرائيلي من البدو في الضفة، وينخرطون في "وحدة التجوال الصحرواية"، ولوائي المشاة "كفير" و"ناحال".

ويرى المؤرخ الفلسطيني مصطفى كبها أن إسرائيل تعمل إلى تجنيد أبناء الأقليات العرقية والدينية فيها، بدل اللجوء إلى التيار المركزي أي السنة"، لكنه أرجع تراجع أعداد البدو في الجيش الإسرائيلي إلى "تأثير الحركة الإسلامية على الفلسطينيين".

وأوضح كبها أن انضمام البدو للجيش الإسرائيلي يأتي "بسبب طمعهم في دخل مالي ممتاز، وليس على أساس الولاء لإسرائيل أو المواطنة فيها"، مشيراً إلى وجود محاولات فاشلة لإظهار انضمامهم للجيش بأنه ولاء.

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمود محارب أن "إسرائيل تعمل منذ عقود على تجزئة الفلسطينيين إلى مجموعات عرقية وطائفية مختلفة"، مشيراً إلى أن مشاركة البدو في الجيش الإسرائيلي "متدنية على رغم سعي المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية إلى مضاعفة ذلك عبر وعودها بتقديم امتيازات لهم".

تهجير وتهميش

من جهته، يرى الأكاديمي الفلسطيني محمد أبوسمرة أن التجنيد الطوعي لبعض البدو في الجيش الإسرائيلي بدأ فعلياً اعتباراً من سبعينيات القرن الماضي، وأنه انحصر حينها بالمقربين من بعض القيادات التقليدية لبعض العشائر البدو (المخاتير).

ووفق أبو سمرة فإن التجنيد تركز في مطلع الثمانينيات بعائلات معنية قريبة من السلطة الإسرائيلية، بهدف تعزيز مكانتهم وقدراتهم في داخل عشيرتهم". وأوضح أن إسرائيل هجرت 70 في المئة من البدو في الشمال وأن عمليات تهجيرهم استمرت حتى تسعينيات القرن الماضي.

وبحسب أبو سمرة فإن "التهجير والتجنيد أصبحا ظاهرتين متلازمتين عند البدو"، في إشارة إلى تهجير إسرائيل البدو من مناطقهم، في ظل انضمامهم إلى الجيش الإسرائيلي، وأرجع ذلك التناقض إلى تهميش البدو، مشيراً إلى أن "ارتفاع نسبة المتعلمين في صفوفهم، وظهور الحركة الطلابية، وعلاقتهم بفلسطينيي الضفة الغربية يسهم في تراجع التجنيد".

انعدام المقاومة

ولفت الأكاديمي الفلسطيني إلى انعدم وجود مقاومة بعض قيادات البدو للتجنيد بين صفوف البدو، بسبب عدم وجود طبقة وسطى، ومتعلمين مع بداية التجنيد في السبعينيات والثمانينيات"، لكنه أشار إلى أن التجنيد بين البدو أصبح ينحصر حالياً في صفوف الفئات المهمشة الفقيرة منهم، وذلك "لا يستجيب لمتطلبات إسرائيل ببناء جيش عصري".

ونوه أبوسمرة إلى مشاركة البدو الكبيرة في الثورة الفلسطينية في سنة 1936، ونفى وجود علاقة بين تجنيد البدو في الجيش الإسرائيلي والولاء لتل أبيب أو المواطنة فيها".

وحول مشاركة البعض في تشييع جثامين قتلى الجيش الإسرائيلي من البدو، أوضح أبو سمرة أن ذلك يعود إلى "الاضطرار إلى المجاملات الاجتماعية، ومن دون أي اعتبار للقضايا الوطنية". وتابع قوله "ينشأ حينها تناقض واضح بين الانتماء العائلي والانتماء الوطني ونظرة الناس".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير