Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تقرع ناقوس الخطر لمواجهة ارتفاع حالات الحصبة

رصد حوالى 300 إصابة في ويست ميدلاندز مع دخول 50 طفلاً إلى المستشفى منذ ديسمبر

مع انخفاض تلقي لقاح "أم أم آر" إلى أدنى مستوى له منذ 10 أعوام، يحذر الخبراء من أن الأطفال يذهبون إلى المدرسة وهم معرضون لخطر الإصابة بالحصبة (غيتي)

ملخص

أطلقت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة دعوة وطنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بعد زيادة مقلقة في انتشار الحصبة في لندن ومنطقة ويست ميدلاندز

أطلقت "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" UKHSA [هيئة حكومية تنفيذية تتبع لوزارة الصحة مسؤولة عن الصحة العامة ومكافحة الأمراض المعدية]، "دعوة وطنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة" بعد زيادة مقلقة في انتشار الحصبة في لندن ومنطقة ويست ميدلاندز.

البروفيسورة جيني هاريس، الرئيسة التنفيذية للوكالة، قالت لبرنامج "اليوم" على راديو "بي بي سي 4" إن "الناس نسوا ما هي أعراض الحصبة"، وإن الأطفال يمكن أن يتوعكوا لمدة أسبوع أو أسبوعين مع ظهور أعراض تشمل طفح جلدي سيئ وارتفاع في درجة الحرارة وحمى شديدة وكذلك التهابات في الأذن".

هاريس أضافت أن الفيروس شديد العدوى، في وقت حذر مسؤولو الصحة من ظهور مضاعفات خطرة والتي قد تسبب دخول المستشفى والوفاة.

ويأتي هذا فيما تظهر الأرقام الرسمية أن الإقبال على لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية "أم أم آر" MMR في أدنى مستوياته منذ أكثر من عقد.

في 2023، شهدت إنجلترا وويلز ارتفاعاً كبيراً في حالات الاشتباه في الإصابة بالحصبة، حيث أُبلغ عن 1603 حالات. ويمثل هذا العدد زيادة كبيرة مقارنة بـ735 حالة عام 2022 و360 في 2021.

 

ومع أكبر زيادة في الحالات خارج العاصمة، تأكد تسجيل 198 حالة في ويست ميدلاندز، مع 104 حالات أخرى من "المحتمل" إصابتهم. في الوقت نفسه، أشار مستشفى برمنغهام للأطفال إلى علاج أكثر من 50 طفلاً منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقالت السيدة هاريس، قبيل زيارتها إلى مدينة برمنغهام حيث تتصاعد حالات الحصبة بسرعة: "من الواضح أن التركيز الآن ينصب على منطقة ويست ميدلاندز حيث أنا ذاهبة الآن، لكنني أعتقد بأن المسألة الرئيسة هي أننا بحاجة للعمل على مستوى البلاد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت أن "المملكة المتحدة التي نجحت في التخلص من مرض الحصبة في السابق، تواجه الآن انخفاضاً في معدلات التطعيم. في الوقت الحالي، تراجع معدل التحصين في المتوسط إلى حوالى 85 في المئة فقط للأطفال الذين تلقوا جرعتين من لقاح ’أم أم آر’ بحلول وقت دخولهم المدارس".

واستطردت: "في ويست ميدلاندز، نزلت معدلات التطعيم في بعض المناطق إلى 81 في المئة، وإذا ذهبنا إلى منطقة مجلس الرعاية المتكاملة في ساري هارتلاندز، فإنها تزيد بقليل فقط على 70 في المئة. لذلك فنحن في مستويات أقل بكثير من التغطية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية للقاحات ’أم أم آر’".

يذكر أن برنامج التطعيم ضد الحصبة كان بدأ العمل به داخل المملكة المتحدة منذ عام 1968 ويعتقد بأن ذلك أدى إلى تفادي ما يقدر بنحو 4500 حالة وفاة، إضافة إلى 20 مليون إصابة بالحصبة.

وأشارت السيدة هاريس إلى أن وكالة الأمن الصحي أجرت تقييماً للأخطار في يوليو (تموز) الماضي في لندن لأن ما يقارب 20 في المئة من الأطفال كانوا قد بلغوا سن دخول المدرسة من دون أن يكونوا تلقوا التطعيم، مما يمثل "خطراً كبيراً" على السكان في لندن، مضيفةً: "لحسن الحظ، تقدمت عائلات عدة لتحصين أطفالها، لكن لا تزال المعدلات منخفضة".

 

واستطردت: "والآن، كما هو متوقع، نشهد هذا التحول في الاتجاه إلى مناطق أخرى، بخاصة المدن الداخلية، حيث ندرك أن معدلات التطعيم متدنية بصورة ملحوظة".

ومن المعلوم أن المخاوف الزائفة في شأن ارتباط اللقاحات بالتوحد أدت إلى تراجع معدلات تلقي اللقاح خلال أواخر تسعينيات القرن الـ20، وهو ما دُحض في وقت لاحق لعدم وجود دليل يدعم هذا الادعاء.

وبحسب هاريس، فإن تلقي تطعيمات "أم أم آر" يختلف بين المجتمعات.

ورداً على سؤال حول المجتمعات، توضح البروفيسورة هاريس: "بحسب ما أعتقد هذه نقطة مهمة، بالنسبة إلى ويست ميدلاندز، وإلى أولئك في المجتمعات المسلمة، لن يكونوا حريصين على تلقي لقاحات ’أم أم آر’ التي نقدمها لاحتوائها على مشتق من لحم الخنزير"، مضيفة: "من المهم حقاً أن يدركوا أن هناك لقاحاً غير مشتق من لحم الخنزير متاح لهم والذي أثبتت فاعليته. لذلك، من المهم تعزيز هذا النوع من الفهم والتأكد من أن الناس لديهم إمكان الوصول إلى المعلومات الضرورية لاتخاذ خيارات مستنيرة".

وأضافت أنه من المؤكد أن برنامج اللقاح في المملكة المتحدة ليس في الوضع الذي ترغب فيه وكالة الأمن الصحي، مؤكدة على هدفها المتمثل في "معدل تطعيم بنسبة 95 في المئة"، مردفة:  "من الشائع في برامج التحصين أنه عندما يتضاءل الخطر المتصور، تميل الحاجة للتطعيم إلى الانخفاض. لذا، فإن أحد أسباب تسليط الضوء على هذه القضية اليوم هو تذكير الجميع بأن المرض لا يزال موجوداً وبأنه خطر".

© The Independent

المزيد من صحة