الحصبة تنتشر بنسبة ستة أضعاف في إنجلترا واللقاحات ضرورية

إرتفع عدد الإصابات بالحصبة في إنجلترا ستة أضعاف منذ العام 2014 فيما ناشد مسؤولو الصحة الرأي العام التأكّد من حصولهم على اللقاحات الضرورية.

كما حذّرت هيئة الصحة العامة في إنجلترا من تفشي المرض في المناطق التي سجّلت انخفاضاً بنسبة تغطية التلقيح وأفادت عن وفاة رجل بالغ من العمر 61 عاماً جرّاء مضاعفات صحية مرتبطة بإصابته بالحصبة في شهر أغسطس (آب) من هذا العام.

ووصل عدد الإصابات المؤكدة بالحصبة إلى 667 حالة بحلول سبتمبر (أيلول) من هذا العام مقارنة بـ101 حالة في العام 2014 بأكمله.

وعلى الرغم من تراجع أعداد الإصابات مقارنة بالسنة الماضية حين سجّلت 829 إصابة بحلول سبتمبر، تظهر معلومات هيئة الصحة العامة في إنجلترا تراجع معدلات تلقّي اللقاح في إنجلترا مما يؤدي إلى ارتفاع في عدد الأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض الذي يعتقد أنه تسبّب بوفاة 140 ألف شخص حول العالم في العام 2018.

ومعظم الوفيات لأطفال تحت الخامسة من عمرهم.

وتراجعت منظمة الصحّة العالمية عن اعتبار المملكة المتّحدة بلداً خالٍ من الحصبة في وقت سابق من العام الجاري بسبب تراجع معدلات تغطية التلقيح. وحالياً، تعتبر المنظمة المملكة المتحدة بؤرة "لانتقال المرض وتفشّيه".

وتعدّ الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية من الأمراض التي تستدعي الإبلاغ عنها للهيئات المعنية، أي أنّ العاملين في مجال الصحة مجبرون قانونياً أن يبلغوا فرق الحماية الصحية المحليّة إن شكّوا بوقوع إصابات. وتأخذ العيّنات من كافة أرجاء البلاد ثم تخضع للإختبار كي يجري التأكّد من الإصابات.

وظهرت 135 حالة مؤكدة في إنجلترا بين يوليو (تموز) وسبتمبر هذا العام طال معظمها اليافعين.

وفي 80 في المئة من الحالات، لم يكن المريض قد تلقّى اللقاح قبلاً وفي ثلث إجمالي الحالات اضطرّ المصابون لدخول المستشفيات.

وتراجعت معدلات تلقي اللقاح في أوساط الأطفال دون الخامسة من العمر إلى 86 في المئة في إنجلترا خلال الفترة نفسها، بينما تراجعت بنسبة أكبر في بعض مناطق البلاد الأخرى. وتراجعت معدلات التلقيح في لندن إلى 75 في المئة فقط.

ووقع العدد الأكبر من الإصابات في العاصمة، حيث سُجّلت 56 حالة مؤكّدة من الحصبة و99 حالة مؤكّدة من النكاف خلال فترة الأشهر الثلاثة.

كما ظهرت تجمّعات صغيرة من الإصابات شرق ميدلاندز وشرق إنجلترا وفي مناطق الجنوب الشرقي والجنوب الغربي ويوركشاير وهمبر.

وعانى الرجل البالغ من العمر 61 عاماً من التهاب في الدماغ جرّاء إصابته بالحصبة. وتعرّض للفيروس على متن رحلة جوية ويعُتقد أنّه عانى من كبت نظام المناعة في جسمه.

وقالت الدكتورة فانيسا صليبا إختصاصية الوبائيات والتطعيم التي تعمل مستشارة لدى هيئة الصحة العامة في إنجلترا "ما زلنا نرى حالات إصابة بالحصبة وتفشي الإصابات في كافة أنحاء البلاد. كلّ الذين لم يحصلوا بعد على لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية معرّضون للإصابة بالمرض".

"من السهل جداً الإصابة بعدوى الحصبة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. ولحسن الحظ أنه لدينا لقاح آمن جداً وفعّال للغاية من شأنه أن يوقف انتشار الإصابة بالحصبة وينقذ الأرواح".

"إن كنتم تشكّون في أنكم أخذتم جرعتين من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية عليكم بالإتصال بطبيب الصحّة العامة. لا يفوت الأوان أبداً كي تبدؤوا بحماية أنفسكم والآخرين".

وحذّرت هيئة الصحة العامة في إنجلترا كذلك من تفشي المرض في أوروبا، إذ تلقّى المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها تقارير عن وقوع 13331 إصابة بالحصبة خلال 12 شهراً وصولاً إلى سبتمبر.