Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بدأ الرئيس التونسي حملته الانتخابية مبكرا؟

مراقبون يرون في تحركاته نوعاً من الدعاية وآخرون قالوا إنها نشاط عادي يدخل في سياق ما وعد به من محاربة الفساد

الرئيس التونسي قيس سعيد التقى مواطنين وسجل مطالبهم (موقع رئاسة الجمهورية التونسية)

ملخص

كثف الرئيس التونسي قيس سعيد من نشاطاته أخيراً والتقى مسؤولين ومواطنين

كثف الرئيس التونسي قيس سعيد من نسق نشاطاته أخيراً بتعدد زياراته التفقدية لعدد من المؤسسات العمومية والمناطق الداخلية، إذ التقى المسؤولين عن الهياكل العمومية وعدداً من المواطنين، وتمحور خطابه حول "مقاومة الفساد وتفكيك اللوبيات التي تتلاعب بقوت الشعب"، واعداً بتحقيق مطالب التونسيين من خلال وضع قوانين جديدة ترسخ لعدالة التنمية وتعمم الخير على الجميع.

تحركات الرئيس التونسي يرى فيها البعض نوعاً من الحملة الانتخابية الرئاسية السابقة لأوانها من خلال احتكاكه بعموم التونسيين في زياراته، وتحميله مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى المنظومة السياسية السابقة، عاقداً العزم على تحسين الأوضاع، بينما يرى آخرون أن ما يقوم به رئيس الجمهورية، هو نشاط عادي يدخل في سياق ما وعد به من محاربة الفساد وتفكيك اللوبيات التي تحكمت في تونس طوال عقود من الزمن.

بنى سعيد مشروعه السياسي على أنقاض التجربة الديمقراطية التي أعقبت إطاحة نظام حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بعد أن اتسعت الهوة بين التونسيين والطبقة السياسية بمختلف مكوناتها في الحكم والمعارضة.

لا يحتاج إلى حملة انتخابية

يرى بعض المتابعين أن الرئيس التونسي استثمر أزمة الثقة في النخب السياسية، وأنقذ التونسيين من منظومة سياسية فاشلة لا تهتم إلا لمصالحها الضيقة، من بينهم أستاذ العلوم الجيوسياسية في "الجامعة التونسية" رافع الطبيب الذي قال لـ"اندبندنت عربية" إن "النخب السياسية في تونس اهترأت، ولم تعد قادرة على تحقيق أي منجز سياسي لأنها تعاملت مع الشعب التونسي كخزان انتخابي من دون أن تلتفت لمشاغله وتعمل على تحقيق مطالبه". وأضاف أن "قيس سعيد لا يحتاج حملة انتخابية رئاسية سابقة لأوانها، وهو الشخصية السياسية الأقدر اليوم على قيادة تونس نحو الأفضل"، متهماً المنظومة السياسية السابقة بـ"تخريب التجربة الديمقراطية في تونس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووصف الطبيب الترشحات للانتخابات الرئاسية المقبلة بـ"الفولكلورية التي لا وزن سياسياً لها في المشهد الراهن، ولا يمكن أن تمثل منافساً جدياً لقيس سعيد"، مضيفاً أن "الشعب التونسي يتفاعل إيجاباً مع خطاب رئيس الجمهورية، الذي يعمل على تنفيذ وعوده بمحاسبة المجرمين وتفكيك لوبيات الفساد".

وأكد رافع الطبيب أن سعيد ملتزم بوضع أسس مشروعه السياسي من ذلك "تنظيم الانتخابات البرلمانية، ثم الانتخابات المحلية لتركيز المجلس الوطني للجهات والأقاليم، وقريباً سيتم تركيز المحكمة الدستورية". ورأى أستاذ العلوم الجيوسياسية أن "رئيس الجمهورية لم يقم في السابق بحملة انتخابية، وهو لا يحتاج إليها أصلاً، لأنه في طريق مفتوحة للفوز من الدور الأول في الانتخابات الرئاسية المقبلة"، معتبراً أن "الشعب التونسي انتخب سعيد عقاباً للمنظومة السياسية السابقة وسيعيد انتخابه حتى يقبر ما تبقى منها" على حد تعبيره.

لا انتخابات رئاسية في 2024

في مقابل ذلك، يشكك بعض المتابعين لمضامين خطاب قيس سعيد التي يعد فيها بالرفاه وبالاستجابة لمطالب التونسيين، مستحضرين أزمات تونس الاجتماعية والاقتصادية.

ورأى المتخصص في مجال القانون الدستوري في "الجامعة التونسية" شاكر الحوكي أن "قيس سعيد يبني مجده على نجاحات من سبقه، وهو يريد أن يصنع الحدث من حوله، من خلال ما يقوم به من زيارات مفرغة من أي معنى، لأنها لا تنتهي بإعلان قرارات أو إجراءات ملموسة،" مضيفاً أنه "يريد أن يظهر أنه ابن الشعب، ومدعوم شعبياً، بينما أبرزت نسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات عكس ذلك". واستبعد الحوكي إمكانية تنظيم الانتخابات الرئاسية في 2024، قائلاً إن "سعيد لن يسلم السلطة لغيره، لأنه في بدايات رسم مشروعه السياسي، الذي أجهز من خلاله على التجربة الديمقراطية التونسية".

ووصف الحوكي تدشين رئيس الجمهورية مقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس العاصمة بحضور وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأنه "اعتراف بمرحلة الانتقال الديمقراطي التي يصفها سعيد بالعشرية السوداء، لأن تلك الأكاديمية هي نتاج لمرحلة الانتقال الديمقراطي".

وخلص المتخصص في مجال القانون الدستوري إلى أن "رئيس الجمهورية مدعوم فقط من المستفيدين من هذه المرحلة، ومن الأجهزة الصلبة في الدولة، في إطار تبادل المصالح والمنافع"، معتبراً أن "الحياة السياسية في تونس اليوم غير جاهزة لأي انتخابات، لأن النخب السياسية لم تستوعب الدرس، ولم تقم بالمراجعات الضرورية، كما أنها لم تتفق على مرشح واحد، ولم تبلور خطاباً موحداً يجمع التونسيين، ويكسب ثقتهم في المحطات الانتخابية القادمة، بل كانوا فقط متعطشين إلى السلطة".

ويعد عام 2024 سنة انتخابية بامتياز، لأن الانتخابات الرئاسية هي التي تشد إليها التونسيين أكثر من غيرها، وبينما عبر عدد من الشخصيات عن نيته الترشح لتلك الانتخابات على غرار زعيمة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، ورئيسة حزب الجمهورية الثالثة ألفة الحامدي، ورئيس حزب الائتلاف الوطني التونسي ناجي جلول، والناشط المدني والسياسي نزار الشعري، فإنه لم يتم حتى الآن الإعلان عن موعد رسمي لهذه الانتخابات.

وسبق لرئيس الجمهورية قيس سعيد أن قال للصحافيين في المنستير بمناسبة إحياء الذكرى الـ23 لوفاة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة "أنا لا أشعر بنفسي في منافسة أي كان، الشعب هو الحكم، وقضية الترشح لا تخامرني، ما يخامرني الشعور بالمسؤولية، ولن أسلم وطني لمن لا وطنية له".

المزيد من تقارير