Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذكاء الاصطناعي يستحوذ على اهتمام مناقشات "دافوس"

يتوقع أن يسهم بـ 135 مليار دولار في الاقتصاد السعودي مما يجعل الرياض أكبر مستفيدة في الشرق الأوسط

وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي المهندس عبدالله بن عامر السواحة، خلال جلسة "دافوس" المخصصة للذكاء الاصطناعي والتي حملت عنوان "الذكاء الاصطناعي: المُعادل العظيم؟" (واس)

ملخص

ترى مسؤولة "غوغل" أن الذكاء الاصطناعي سيساعد في التنبؤ بالفيضانات والتشخيص المبكر للأمراض

توقعت "برايس ووتر هاوس كوبرز" أن يُسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 135 مليار دولار في الاقتصاد السعودي بحلول عام 2030، مما يجعل الرياض أكبر مستفيد من التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط.

وتعتقد "مايكروسوفت" أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون الرافد الرئيس لثروات السعودية، ولكن كيف سيسهم الذكاء الاصطناعي في دفع الاقتصاد السعودي على المدى الطويل وفقاً لـ"رؤية السعودية 2030"، بخاصة مع التقدم الذي تحققه الرياض في حقل الذكاء الاصطناعي؟.

كان هذا هو السؤال الذي وجهته المحاورة في شبكة "سي أن بي سي إنترناشيونال"، كارين تسو، لوزير الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، المهندس عبدالله بن عامر السواحة، خلال جلسة "دافوس" المخصصة للذكاء الاصطناعي والتي حملت عنوان "الذكاء الاصطناعي: المُعادل العظيم؟".

ورد السواحة بالقول، "الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو تقنية للأغراض العامة، سيُسهم بالتأكيد في إحداث تحول جذري في الحياة البشرية كما نعرفها اليوم".

وأضاف "عند النظر إلى نقطة التحول التي ننتقل منها من النقطة (ب) إلى (سي) في الحالات التي تستخدم التقنية للأغراض العامة والتي تتسع لتشمل مختلف الصناعات، يكمن في هذا المكان الفرصة التي يمكننا من خلالها جني الثمار."

وأضاف في السياق السعودي، "نفخر كثيراً بإنجازاتنا في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في العلاج الجيني، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، متفائل جداً بمستقبل تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي. ندرك أهمية تكوين تجربة ذكاء اصطناعي متقدمة في هذا المجال، ونحتاج إلى الاستفادة من الخبرات وبناء نظام بيئي فعال لتحقيق ذلك، ولذا كنت سعيداً بالعمل مع جميع زملائي المشاركين في هذه الجلسة."

وقال الوزير السعودي مخاطباً الحضور، "إذا كانت هناك قصة قريبة وعزيزة على قلبي وأود أن أشاركها معكم، والتي تجسد الزخم الذي يحدث اليوم في مجال الرعاية الصحية، فإن هذه القصة لها علاقة بالأمراض الوراثية وهي قريبة جداً من قلبي، فقد فقدت أختي الكبرى بسبب مرض وراثي، وتحديداً مرض فقر الدم المنجلي، الذي يتسبب في تحول خلايا الدم الحمراء إلى شكل هلالي يسد الأوعية الدموية بشكل أساس، ويؤثر هذا المرض بنسبة 75 في المئة في جنوب العالم، بخاصة في أفريقيا".

وتابع "في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبالتعاون مع شركة غوغل، أطلقنا في أغسطس (آب) الماضي، تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد التغيرات التي تطرأ على الحمض النووي لدى البشر والتي تسبب الأمراض الوراثية".

السعودية والذكاء الاصطناعي في علاج الأمراض الوراثية

ووفقاً للسواحة، "سيقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي بتركيب الأدوية بدلاً من استغراق ذلك 10 إلى 15 عاماً، وهو ما كان يكلف تاريخياً ثلاثة ملايين دولار، واليوم تصل كلفته إلى 300 ألف دولار في أقل من عامين، وبفضل هذه التكنولوجيا، يمكننا الاستفادة من النماذج اللغوية الكبيرة لربط البروتينات والإنزيمات مع الروبوتات النانوية التي يتم إدخالها عبر الجلد، والتي يمكنها اختراق جدران الخلايا والقيام بالتحرير الجيني لمنع تلك الأمراض الوراثية".

وكشف الوزير السعودي عن تجربة قائمة الآن في مستشفى "الحرس الوطني" في الرياض، إذ يصلي 15 مريضاً من أجل مثل هذا الحل، وقال وهو يخرج زجاجة صغيرة من جيبه فيها بعض السائل مخاطباً الحضور "لم يكن هذا ممكناً من دون الذكاء الاصطناعي التوليدي ومن دون نهج النظام البيئي بالشراكة معكم جميعاً".

وشارك في مناقشات جلسة "الذكاء الاصطناعي: المُعادل العظيم؟"، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالتكنولوجيا، أمانديب سينغ جيل، ورئيس وزراء كوريا، هان داك سو، والرئيسة والمديرة التنفيذية للاستثمار لشركة "غوغل"، روث بورات، ووزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في رواندا، باولا إنغابير، ورئيسة الذكاء الاصطناعي والبيانات في "ميتافيرس" وعضو اللجنة التنفيذية للمنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف، كاثي لي.

افتتحت تسو الجلسة قائلة، "شهدت وول ستريت في عام 2023 تكديس المستثمرين استثماراتهم في سبعة أسماء فقط في أسهم الذكاء الاصطناعي، أو ما يعرف بالسبعة الرائعين أو  Magnificent Seven، إذ قادت أسهم تلك الشركات أسواق المال، وكانت وراء الجزء الأكبر من عوائد سوق الأسهم الأميركية في العام الماضي، وأحد هذه الشركات، وهي شركة غوغل، الممثلة معنا في هذه الجلسة."

وأضافت "السؤال الأبرز اليوم هو ما إذا كنا سنرى المزيد من الاضطراب الناجم عن الذكاء الاصطناعي ومن سيستفيد في المرحلة التالية". وتابعت، "من الواضح أن هناك عواقب على وتيرة التطورات في القطاعات والاقتصادات الإقليمية والعالم متعدد الأقطاب. إذاً، ما الذي يتطلبه الأمر لضمان الوصول المتساوي إلى الذكاء الاصطناعي؟"، وهو السؤال الذي وجهته للضيوف.

خطر الانقراض الناجم عن الذكاء الاصطناعي

بدأ رئيس الوزراء الكوري، هان داك سو، في الإجابة على هذا السؤال بالقول، "أعتقد أنه يجب أن نتذكر ما حذر منه خبير للذكاء الاصطناعي العام الماضي، بأنه يجب أن يكون خطر الانقراض الناجم عن الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية إلى جانب الأوبئة والحروب النووية".

وأضاف سو، "لكننا ما زلنا نتساءل ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة عظيمة لتحقيق التعادل، وبالنسبة لكوريا، إذا كان لي أن أحكم مقدماً، فإنه يمكن معادلة الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، والأمر الأهم هو كيف يمكننا أن نجعل محو أمية الذكاء الاصطناعي لدينا متاحاً على نطاق واسع داخل كوريا وكذلك خارجها."

وتابع قائلاً "لذلك، في كوريا، نعتقد أن حوالى 2000 شركة ذكاء اصطناعي تشارك بالفعل في هذه العمليات، والشركات الكبرى موجودة هناك بالطبع، ولكن إذا جاز لي أن أقول إنهم في الواقع يقومون بضبط وتخصيص هذه النماذج الكبيرة من الذكاء الاصطناعي لأغراضهم المحددة مثل الرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية وربما لمواجهة التغير المناخي الذي نسير فيه بدلاً من توليد اختراق جديد تماماً للذكاء الاصطناعي."

وأضاف "استناداً إلى هذا النوع من الذكاء الاصطناعي الحدودي الكبير جداً، نود أن نجعله أكثر قابلية للاستخدام وأكثر قدرة على التكيف مع حاجة البشر".

ويرى سو أن كوريا الجنوبية ستكون الفائزة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تعتبر إحدى الدول التي تقف في المقدمة في مجال الرقمنة.

الذكاء الصناعي وزيادة الإنتاجية في رواندا

سألت مديرة الجلسة وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في رواندا، باولا إنجابير، عن كيفية تحويل رواندا تمويل البنك الدولي في السنوات الأخيرة لدعم التحول الرقمي، وكيف حصلت على مساعدة من شركة كوريا الجنوبية للاتصالات في تقنية الجيل الرابع.

ردت الوزيرة بالقول، "أعتقد أنها تمثل فرصة أكثر من كونها تحدياً، وكما ترين، فإن الأمر يتعلق في الغالب بسياستنا واستراتيجيتنا الوطنية للذكاء الاصطناعي التي أطلقناها العام الماضي، والتي توضح بطرق عدة طموحاتنا كدولة لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي التي نحتاجها كدولة ولكن أيضاً لا مجرد بناء القدرات."

وأضافت "علينا أن نفكر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي ستؤدي إلى زيادة الإنتاجية والتي ستسهم في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابعت "أثناء تطوير سياستنا واستراتيجيتنا، كان علينا أيضاً أن ننظر إلى ما يمكن أن يكون التأثير الاقتصادي لها، ونحن نعمل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ونشره في مجموعات مختلفة من الاقتصاد، وما رأيناه كان مساهمة تصل إلى ستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، لذا نحن ننظر بالفعل إلى الزراعة، التي تحتل مرتبة عالية من حيث التأثير الاقتصادي الذي يمكن أن يحدث."

وأضافت "سواء كنا نبني نماذج الذكاء الاصطناعي التي ستدعم أنظمة التحذير للمزارعين، والرعاية الصحية إذ ننظر إلى نماذج لغوية كبيرة مثل استخدام اللغة المحلية لدعم العاملين في مجال الصحة المجتمعية الذين هم العاملون في الخطوط الأمامية الذين يدعمون المجتمعات، ولذلك بالنسبة لنا، المسألة ليست هل نركز أولاً على حل التحديات المتعلقة بالاعتماد الرقمي قبل أن نفكر بشكل مستقبلي في الذكاء الاصطناعي، وأعتقد أنه مزيج من القيام بالأمرين في الوقت نفسه ومعرفة كيف تلعب لعبة اللحاق بالركبة".

الذكاء الاصطناعي التحويلي- الصحة والزارعة والمناخ

من جانبها، قالت الرئيسة والمديرة التنفيذية للاستثمار، والمديرة المالية لشركة "غوغل"، روث بورات، "أعتقد أن الصحة هي واحدة من أهم المجالات وأكثرها إثارة عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، لأن التفكير في التشخيص وما يعنيه على وجه الخصوص للشخص المريض، فعلى سبيل المثال، اليوم تشخص واحدة من كل سبع نساء بسرطان الثدي، وأنا واحدة من هؤلاء اللاتي أصبن بسرطان الثدي مرتين، وعندما ذهبت إلى غوغل، حصلنا على تقدم مبكر في ما يسمى بالكشف المبكر والسرطان النقيلي."

وأضافت "أيضاً هناك قضية الأمن الغذائي، فباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحسين إنتاجية المحاصيل وهذا ليس أمراً رائعاً للمزارعين فحسب، بل يعالج أيضاً نقطة الألم الحرجة في العالم في شأن تغير المناخ".

وأضافت بورات، "ما هو مثير للغاية اليوم هي أنواع التطبيقات التي يمكن أن تغير حياة الناس حقاً، ويمكنها أن تحدث مثل هذا الفرق، ونحن في غوغل، نقوم بالكثير من العمل حول التكيف وإدارة الأزمات حقاً، بالتالي فإن الحرائق التي تشتعل في العالم اليوم من الواضح أنها مشكلة رئيسة، إذ تأثر 250 مليون شخص في العالم بالفيضانات، ولكن باستخدام غوغل للذكاء الإصطناعي، أنشأنا الآن القدرة على إصدار إنذار مبكر لمدة سبعة أيام لإبعاد الأشخاص عن طريق الأذى."

الذكاء الاصطناعي لن يكون "معادلاً" حتى بذل جهد أكبر

مديرة الجلسة سألت مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالتكنولوجيا، أمانديب سينغ جيل، حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعن التطورات الممكنة بفضل الذكاء الاصطناعي التي يمكنها معالجة هذه الأهداف الـ 17 حول الفقر والتعليم والبنية التحتية الأفضل والنمو المستدام.

فرد المبعوث الأممي بالقول "أريد أن آخذ زاوية مختلفة قليلاً عن زملائي في هذه الجلسة. أعتقد أن عام 2024 سيشهد الكثير من الأموال التي ستجنى من الذكاء الاصطناعي من قبل بعض الشركات، لكن السؤال هو كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتغيير اتجاه التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لذلك في الاتجاهات الحالية، فإن الجواب هو (لا) الذكاء الاصطناعي لن يكون معادلاً، ولكن إذا أردنا الوصول إلى هذه النقطة التي يمكن أن يكون فيها الذكاء الاصطناعي المعادل الكبير، وأن يكون له تأثير على الصحة على الزراعة والأمن الغذائي في مجالات أخرى، ومناطق حرجة من العالم، فسنحتاج إلى جهد أكبر لأن ذلك لن يحدث تلقائياً".

وأضاف "أعتقد أن وجود ما بين ستة أو سبعة ملايين يعملون في حقل الذكاء الاصطناعي غير كاف ربما نحتاج لرؤية 70 مليون في العالم يعملون مع الذكاء الاصطناعي ومع البيانات، لذلك نحتاج إلى تكبير مساحة الفرص في استخدام الذكاء الاصطناعي في عام 2024، ونحتاج إلى الحكم الرشيد في هذا الجانب حتى نربح ثقة المستخدمين من الجمهور بشكل عام، وعلينا أيضاً أن نتصدى لبعض مخاوف أخطار الذكاء الاصطناعي الموجودة اليوم".

وتابع "إذا نظرنا إلى أفضل البلدان في الذكاء الاصطناعي اليوم، لا يوجد بلد واحد من أفريقيا، والسؤال هو كيف نغير ذلك ما لم نستثمر أكثر في الموارد وفي الاقتصاد الرقمي؟، وكيف ندرب النماذج إذا لم تكن هناك تدفقات للبيانات الصحيحة؟، لذا نحن بحاجة إلى بناء المزيد من الخبرات عبر الصحة والذكاء الاصطناعي، وبرأيي هذه هي القضايا التي تحتاج إلى معالجة".

اقرأ المزيد