Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضربات تركية تعطل منشآت خدمية حيوية في شمال شرقي سوريا

الجانب التركي يشن هجماته رغم التحذيرات الروسية في ظل صمت النظام

ألحقت الضربات التركية دماراً كاملاً بمحطة السويدية لتوليد الكهرباء في شمال شرقي سوريا (مواقع التواصل)

ملخص

أدى الاستهداف التركي الأخير إلى مقتل عنصري أمن تابعين للنظام السوري في قصف بطائرة مسيرة على حاجز لهم جنوبي مدينة القامشلي

وسط مدينة القامشلي في أقصى شمال شرقي سوريا، تظاهر مئات الأشخاص من السكان المحليين وساروا في أحد شوارع المدينة وصولاً إلى مقر للأمم المتحدة فيها، احتجاجاً على استهداف البنى التحتية والمنشآت الخدمية ومواقع أخرى في مناطقهم من قبل الطائرات والمدفعية التركية.
وبحسب إحصاءات محلية، فإن نحو 80 منشأة، ومؤسسة، وموقعاً حيوياً وخدمياً، إضافة إلى مواقع عسكرية وأخرى تابعة لقوى الأمن الداخلي، قُصفت بالصواريخ الموجهة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وكان أبرزها استهداف منشأة توليد الكهرباء بالسويدية بتسع ضربات مركزة على كل من العنفات الغازية التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء، وكذلك العنفات الغازية لشركة نفط رميلان إضافة إلى كافة محولات القدرة، "حيث بلغت نسبة التدمير بهذه المنشأة الوطنية السورية والوحيدة في إقليم شمال وشرق سوريا 100 في المئة، وخرجت عن الخدمة بالكامل"، وذلك وفق إعلان رسمي من مكتب الطاقة التابع للإدارة الذاتية الكردية، فيما قال مسؤول في ذات القطاع، إن قيمة الخسائر الأولية تُقدَّر بمليار دولار أميركي ويتطلب إصلاحها أشهراً، عدا عن التعقيدات التي تستلزمها عملية تأمين المواد.
كما أن محطات الكهرباء في كل من القامشلي، وعامودا، وعين عيسى، والدرباسية، وعين العرب (كوباني)، وتربه سبية (القحطانية)، تعرضت للصواريخ والقذائف التركية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مئات القرى والبلدات، خصوصاً تلك المتاخمة للحدود مع تركيا، وأيضاً توقف ضخ مياه الشرب عن مئات آلاف السكان في المناطق المتضررة، بحسب بيانات الإدارة الذاتية.


مصابون مدنيون

وأدى الاستهداف التركي الأخير إلى مقتل عنصرين من الأمن السوري في قصف بطائرة مسيرة على حاجز لهم جنوبي مدينة القامشلي، حيث تسيطر قوات النظام، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي أو رد عسكري من دمشق جراء هذا الهجوم، الذي اعتُبر خارج سياق الاستهدافات المعتادة في المنطقة، بينما أصيب ستة مدنيين في مناطق مختلفة بشمال شرقي سوريا. وعلى عكس البيانات الرسمية التركية التي ادعت بمقتل العشرات من مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، لم تعلن هذه القوات عن أي خسائر في صفوفها، بل أكدت أن البيانات التركية بعيدة عن الصحة وأن أحداً من قواتها لم يصب في مجمل هذه الغارات.

"جهود روسية"

وقبل شن الهجمات الأخيرة، أفادت مصادر مقربة من القوات الروسية العاملة بسوريا في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الفائت، لـ"اندبندنت عربية" أن "القوات الروسية شكلت وفداً خاصاً بها وطارت به من مركزها في حميميم على الساحل السوري إلى تركيا بغية وقف الهجمات منع وتحليق الطائرات التركية في الأجواء السورية"، مضيفةً أن "القوات الروسية حملت رسالة تحذير لنظيرتها الروسية مفادها أن أي طائرة تدخل الأجواء السورية بما فيها شمال شرقي سوريا ستسقط". لكن تلك الطائرات عادت إلى القصف مجدداً، بينما اكتفت القوات الروسية بمعاينة الأماكن التي استهدفت تركيا وجالت على محطة كهرباء القامشلي، والمواقع النفطية بتربه سبية (القحطانية). والتقت دورية روسية أخرى بالمدنيين في مدينة الدرباسية الذين طالبوا الروس بالتدخل لوقف الهجمات، كونهم قوة ضامنة لخفض التصعيد مع تركيا.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


قرار تركي بالعمليات

وتزامنت العملية العسكرية التركية الأخيرة مع قصفها لمواقع داخل إقليم كردستان العراق، وذلك بعد مقتل جنود أتراك في استهداف قواعد للجيش التركي في جبال الإقليم، الجمعة الماضي، في عملية نفذها حزب العمال الكردستاني، مما دفع الرئاسة التركية، السبت الماضي، إلى عقد اجتماع أمني مع قادة الجيش وبحضور وزراء الخارجية، والدفاع، والداخلية، والاستخبارات، ومسؤولين كبار في الدولة، حيث أفضى الاجتماع إلى نتائج من شأنها استمرار العمليات العسكرية، مشدداً على أن تركيا لن تسمح قطعاً بإنشاء "إرهابستان" على حدودها الجنوبية "مهما كانت الأسباب والحجج". وأضاف بيان الرئاسة التركية أنه "في إطار حقنا في الدفاع المشروع والاتفاقيات الثنائية، أينما وجد تهديد أو معسكر أو ملجأ أو تشكيل أو تجمع إرهابي، فإن أولويتنا الرئيسة هي تدميره بشكل دائم، بغض النظر عمن يقف وراءه".


لا سبيل سوى تحميل الأطراف الدولية

من جانبها، اعتبرت "الإدارة الذاتية" أن ما تمارسه تركيا هو "حرب إبادة وتنتهج سلوكاً عدوانياً تجاه شعوبنا، ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية"، مضيفة أن أنقرة "أقدمت مرات عدة على ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية". وحمّل الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية"، بدران جيا كرد، كلاً من روسيا والولايات المتحدة، كونها طرفين ضامنين، المسؤولية المباشرة عن الهجمات التركية في المنطقة، معتبراً أن "هذه الهجمات هي محاولة مستمرة من قبل الجانب التركي لضرب التكاتف الاجتماعي بين مكونات المنطقة والعملية السياسية التي تقودها الإدارة الذاتية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات