Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف استفادت الأسواق الخاصة من عقد الأموال الرخيصة؟

جلسة "دافوس" تتحدث عن تضخم الأصول المدارة إلى 13.4 تريليون دولار في عام 2022 بزيادة 200 في المئة

الجلسة شهدت انتقاداً لرسوم رأس المال المفروضة على كل أنواع الإقراض (أ ف ب)

كشفت جلسة صباحية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حملت عنوان "ذروة الأسواق الخاصة"، استفادة الأسواق الخاصة من تدفق الأموال الرخيصة.

وشهدت الأصول الخاضعة للإدارة ارتفاعاً كبيراً، إذ ارتفعت من 4.5 تريليون دولار في عام 2015 إلى 13.4 تريليون دولار في عام 2022، بزيادة تقدر بنحو 200 في المئة.

وناقشت الجلسة التغييرات الهيكلية المطلوبة من الأسواق الخاصة لتحقيق عوائد متوازنة للمستثمرين دون تعريض النظام المالي الأوسع للأخطار، وأدار الجلسة جوناثان فيرو من "بلومبيرغ"، الذي أكد أن الاهتمام بالأسواق الخاصة خلال العامين الماضيين كان ذا طابع استثنائي، فالأسواق العامة ارتبطت في الوعي الجماعي بأداء "Magnificent Seven"، وهي "تيسلا" و"ميتا" و"أمازون" و"أبل" و"مايكروسوفت" و"إن فيديا" و"ألفابيت"، واكتسبت هذه الشركات هذا اللقب بفضل أساس أعمالها القوية وأدائها المتميز في سوق مالية تحمل تحديات كبيرة. وأضاف فيرو "لهذا السبب، أعتقد أن الناس يشعرون اليوم بقلق متزايد حيال أخطار التركيز. يعتبر البعض أنه مع النظر إلى هذا الوضع فإن الأفراد يتركون أنفسهم جائعين لفرص الاستكشاف والتنويع في النهاية، وهذا هو ما سنناقشه في جلسة اليوم، فيجب أن ندرك أن هذا القلق لا يتعلق بتفضيلات المستثمرين فقط، بل أيضاً بالتنظيم."

وتابع فيرو قائلاً "أعتقد أنه خلال هذا الأسبوع إذا سألت مجموعة من الأفراد في منتدى مثل هذا عن آرائهم في قواعد رأس المال الجديدة، فإنني متأكد من أنك ستجد مجموعة من المصرفيين يعبرون عن استياء كبير من احتمال مواجهة تلك القواعد الجديدة، وأعتقد أنك ستجد بعض مديري الأصول المهتمين بالأسواق الخاصة يشعرون بسعادة غامرة، لذا ما يحدث هنا قد يكون له آثار ضخمة على كيفية تمويل الاقتصاد، ومن يمول المؤشر الجغرافي، وكيف يحصل المستثمر على حصته منه، وكيف ينبغي علينا تنظيم المؤشر الجغرافي".

وشارك في مناقشات جلسة "ذروة الأسواق الخاصة" كل من الرئيس التنفيذي لبورصة هونغ كونغ والمقاصة (HKEX) نيكولاس أجوزين، والرئيس التنفيذي لشركة "جينيرال أتلانتيك سيرفيس" وليام فورد، والشريكة المؤسسة في "موتيف بارتنر" بليث ماسترز، والرئيس والمدير التنفيذي لخطة معاشات المعلمين في أونتاريو جو تايلور.

وبدأ فيرو الجلسة قائلاً "كنت أفكر في شيء كتبه هيو فان ستاين، الذي كان يعمل سابقاً في بنك مورغان ستانلي، منذ فترة طويلة وتابعته في مقالة كتبها لصحيفة فايننشال تايمز، قال فيها إن في نهاية المطاف ستستقطب تدفقات المستثمرين في كتلة واحدة كبيرة، فمن ناحية ستكون هناك صناديق سلبية متداولة في البورصة مع عوائد قياسية رخيصة ومريحة، ومن ناحية أخرى سيكون عليك الاستثمار في مديرين متخصصين يستثمرون في الأصول الخاصة بك". وأضاف "أعتقد أن سؤالي الأول للرئيس والمدير التنفيذي لخطة معاشات المعلمين في أونتاريو، جو تايلور، هو هل اكتملت هذه العملية؟ وإلى أي مدى وصلنا في هذه العملية؟".

التنويع الكامل

ورد جو قائلاً "لديك وجهة نظر صحيحة، نحن نستثمر نحو 80 في المئة من رأسمالنا بأنفسنا وكذلك من خلال مديرين خارجيين، لدينا فريق مباشر مقسم إلى حد كبير حسب فئات الأصول، وتفويض التركيز، واختيار الأسهم بعناية شديدة، ونسبة عالية من الأصول الخاصة التي يمكنني العودة إليها لاحقاً".

وأوضح جو "ما نفعله أيضاً هو أننا سنشتري الموسم القياسي من السوق، إذ نشعر أنه ليس شيئاً يمكننا الوصول إليه بسهولة، أو في الواقع أنه أكثر مرونة وحكمة بالنسبة إلينا للقيام به، لذلك أحد الأمثلة بالنسبة إلينا في الوقت الحالي هو أن نقول إن بناء فريق في اليابان أمر مكلف، وهو أمر صعب، فأنت في حاجة إلى متحدثين يابانيين، ويجب أن تبقى في اليابان لفترة طويلة حتى يتم قبولك حقاً في السوق. لذلك قد يكون من الأسهل مجرد الشراء في مؤشر اليابان إذا أردنا التعرض للاقتصاد الياباني، وفي ما يتعلق بسؤالك نحن نحاول الحصول على التنويع الكامل ونفعل ذلك بالفعل منذ نحو 32 عاماً منذ أن أسسنا في محاولة حقيقية للحصول على التنويع بعيداً من الاقتصاد الكندي، إذ ننشط أيضاً بصورة كبيرة. لكن علينا أن نلعب دولياً".

وأجابت بليث ماسترز قائلة "إن هناك عدسة أخرى للنظر إلى التشعب من خلالها، وهي من يملك الأصول، وعندما تفكر في ذلك الطيف من الأسواق العامة الشديدة السيولة والمسلعة إلى الطرف الآخر من الطيف، يكون لديك انقسام مماثل في ما يتعلق بصورة أساسية بقطاع التجزئة الأثرياء أو المتمركزين في الطرف العام من الأسواق، وهم لا يستثمرون بصورة كافية في الأسواق الخاصة."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت "هناك أيضاً عوائق الدخول، والحد الأدنى للأحجام والافتقار إلى الوصول إلى الثروة، وأعتقد أن ما نشهده هو تحول كبير في تخصيص جميع المستثمرين نحو البدائل. ولكن في إطار ذلك سيأتي التحول الأكبر من نهاية الثروة في الطيف، أي الثروة الخاصة سواء كانت ثروات جماعية أو نحو الطرف الأعلى من الطيف، إذ يعاد تخصيص ما يبلغ حالياً نحو ثلاثة في المئة من البدائل والأسواق الخاصة إلى شيء ما في العالم، فالمساحة المؤسسية التي تبدو أشبه بما يراوح ما بين 15 و20 في المئة، والتحدي هو الانتقال من النقطة (أ) إلى النقطة (ب)، وهذا يتطلب تحولاً كبيراً جداً في طبيعة الطريقة التي تصنع بها المنتجات وطريقة توزيعها، مما يعني في الواقع أن الخصائص غير السائلة، وعدم القدرة على التداول والدخول والخروج في الأسواق الخاصة والبدائل ذات الأحجام الدنيا الكبيرة وعديداً من السمات الأخرى تجعل من الصعب على مزيد من التجزئة في الطيف الاقتراب منها، ولذلك أعتقد أنه سيكون هناك بعض الاندماج في حل وسط بين هذين النقيضين من أجل استيعاب ما سيصبح طلباً لا يشبع على الأصول الخاصة من قنوات الثروة."

وتابعت بليث ماسترز، مشيرة إلى التغيير الحاصل في قواعد رأس المال خلال العقد الماضي، قائلة "أنا لا أتحدث فقط عن العام الماضي، ولكن العقد الماضي، وهو الذي أدى إلى إنشاء سوق رأس المال الخاص". وانتقدت ماسترز رسوم رأس المال المفروضة على مجموعة كاملة من أنواع الإقراض التي قالت إنها أصبحت مرهقة للغاية لدرجة أنها دفعت الإقراض إلى السوق الخاصة.

"جيل ألفا"

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "جينيرال أتلانتيك سيرفيس" وليام فورد "أود أن أقول أمرين أولاً، لماذا الزيادة في البدائل والمحافظ الكبيرة خلال العقد الماضي إلى 20 عاماً، والجواب هو بسبب جيل ألفا (الفوج الديموغرافي التالي بعد الجيل زد، ويستخدم الباحثون ووسائل الإعلام أوائل عام 2010 كسنوات ميلاد بداية هذا الجيل ومنتصف عام 2020 كسنوات نهاية)، فإذا نظرت إلى البيانات فستجد أن الأسواق الخاصة البديلة ولدت ما بين 500 و1000 قاعدة في الأسواق العامة، وهذا ما وجد مكانه في هذه المحافظ."

ويرى الرئيس التنفيذي لبورصة هونغ كونغ والمقاصة (HKEX) نيكولاس أجوزين أن الأصول الخاصة أو البدائل ستستمر في النمو. وقال إن الأفراد لن يضطروا اليوم إلى الاحتفاظ بأموالهم لمدة 12 عاماً، بل ستكون هناك آلية يمكن للناس من خلالها تحويل أصولهم مع مرور الوقت وتغيير توزيعها. وتوقع أن يزيد عدد المستثمرين ذوي الثروات العالية الذين يدخلون إلى القطاع الخاص، حتى يتمكنوا من تحقيق التنويع والاستفادة من الفرص المتاحة.

وأشار أجوزين إلى أنهم يعملون على تشجيع دخول المستثمرين المتخصصين في التكنولوجيا إلى السوق، إذ يفصلون الشركات التي قد لا تكون لديها جميع متطلبات الإدراج في بورصتهم، ويسمحون لهؤلاء المتخصصين بالدخول إلى السوق على افتراض أن لديهم معرفة بالمستثمرين القادرين والمهتمين بالاستثمار في هذا القطاع، ويتمثل الهدف في بناء بيئة تسمح لأولئك الذين يستثمرون في البدائل بتجميع مصالحهم وفهم كيف يمكن توحيد هذا الاهتمام، مشيراً إلى أن هذه الجهود تظهر استجابة للتغييرات في أسواق رأس المال والطلب المتزايد على الاستثمار في الأصول البديلة والخاصة.

مستثمر التجزئة عرضة لعدم فهم طبيعة المنتج

تعليق بليث ماسترز من "موتيف بارتنر" يبرز عدة نقاط مهمة حول مشاركة مستثمري التجزئة في أصول السوق الخاصة، أبرزها تحديات فهم المنتج والأخطار، إذ تشير إلى أن مستثمر التجزئة قد يكون عرضة لعدم فهم طبيعة المنتج وأخطاره، وذلك بسبب التحيز في اختيار الاستثمارات وعدم تناسق المعلومات، وهذا يشير على حد قولها إلى أهمية توفير معلومات شافية وفهم جيد للمستثمرين للمساهمة بصورة فعالة في هذه الفئة من الأصول.

وكذلك الفرق بين الأثرياء وصافي الثروات العالية، إذ تؤكد ماسترز أن أصول السوق الخاصة تظهر بشكل مختلف للأثرياء مقارنة بالفئات الأخرى من الثروات، مما يبرز أهمية تطوير منتجات تناسب حاجات وتوقعات مختلف الفئات الاقتصادية.

وعن تحديات في البيئة الاقتصادية الحالية، أشارت ماسترز إلى التحديات في توزيع الثروة ونقص الفرص، مما يجعل الاستثمار أمراً مهماً لتحسين فرص مراكمة الثروة.

رفع الفائدة غير وارد وقلق الصراعات         

وتناول المتحدثون في الجلسة الحديث عن ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها في أداء سوق الأسهم العالمية، وأكدوا استبعاد رفع الاحتياط الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة. وأشاروا إلى أن النقاش الحاصل اليوم هو حول مدى سرعة خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة أو تخفيض البنوك المركزية الأخرى لها.

وشددوا على مركزية قضية رفع الفائدة بالنسبة إلى المستثمرين، إلى جانب قضايا أخرى مهمة مثل الانتخابات التي ستشهدها عديد البلدان هذا العام، والأخطار الجيوسياسية الحالية، مثل استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، والتطورات المقلقة الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط، وحالة عدم اليقين التي يشهدها العالم اليوم، وهي قضايا تشغل بال المستثمرين بصورة عامة، وهم يتناولون مختلف العوامل والأحداث التي تؤثر في الأسواق المالية العالمية.