أُسدل اليوم الثلاثاء الستار على فصل جديد من مسيرة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، إذ أعلن نادي روما الإيطالي إقالته من منصبه بسبب تراجع نتائج الفريق العاصمي خلال الفترة الأخيرة.
وقال روما في بيان رسمي "يؤكد نادي روما أنه تم الاتفاق على مغادرة جوزيه مورينيو وفريقه المعاون للنادي بصورة فورية".
ويحتل روما المركز التاسع في ترتيب الدوري الإيطالي عقب خسارته خارج أرضه بنتيجة (1-3) أمام ميلان يوم الأحد الماضي، وكافح للتغلب على غياب عدد من لاعبيه البارزين للإصابة ومن بينهم المهاجم الأرجنتيني باولو ديبالا.
وحصد روما أربع نقاط فقط من آخر خمس مباريات بالدوري وخرج من كأس إيطاليا الأسبوع الماضي عقب الهزيمة بنتيجة (0-1) من منافسه المحلي لاتسيو.
وعقب الهزيمة وصف مورينيو نفسه بالساحر الخيالي هاري بوتر قائلاً إن منصبه في النادي يرفع من توقعات الجماهير في شأن النجاح.
ورد أيضاً على منتقديه ووصف نفسه بالنموذج المثالي للاحترافية على رغم معاناة فريقه من النتائج السيئة أخيراً.
وقال مالكا النادي دان وريان فريدكين في بيان "نود توجيه الشكر إلى جوزيه نيابة عن الجميع في نادي روما على شغفه وجهوده منذ وصوله للنادي، وسنظل نحتفظ دائماً بذكريات رائعة عن فترته في روما، لكن نعتقد أن التغيير الفوري يصب في مصلحة النادي ونتمنى لجوزيه ومساعديه كل التوفيق في المستقبل".
وتولى مورينيو (60 سنة) تدريب روما في الأول من يوليو (تموز) 2021، ومنذ ذلك الحين أدار 138 مباراة حقق الفوز في 68 منها وتعادل في 30 وخسر 40 مواجهة، وقاد فريق ذئاب العاصمة الإيطالية للفوز ببطولة دوري المؤتمر الأوروبي عام 2022 ثم وصل به إلى نهائي الدوري الأوروبي عام 2023، إذ خسر بركلات الترجيح أمام إشبيلية الإسباني.
وكانت صحيفة "لاغازيتا ديللو سبورت" الإيطالية أشارت إلى خطورة موقف مورينيو في روما وأن الإدارة أبلغته بأن أمامه مهلة شهر لإعادة الفريق إلى المربع الذهبي في الدوري أو سينهى عقده.
والآن وبعد نهاية فترته مع روما أصبح طريق المدرب الملقب بـ "الاستثنائي" مفتوحاً باتجاه كثير من التجارب المحتملة، لكن تبقى السعودية والبرازيل في صدارة القائمة.
وقال مورينيو صراحة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إنه سيعمل في الدوري السعودي يوماً ما، لكنه أقر بتأجيل الفكرة لارتباطه بتدريب روما.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كرر مورينيو حديثه عن نيته التدريب في السعودية قائلاً في مقابلة مع قناة "راي 1" الإيطالية "أعتقد أنني سأذهب وأدرب هناك، نعم لكن ذلك اليوم لن يكون غداً أو بعد غد".
وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) ذكرت في يوليو الماضي أن مورينيو سيكون من ضمن أعضاء مجلس إدارة أكاديمية "مهد" الرياضية المعنية باكتشاف المواهب في البلاد.
وبعيداً من دوري "روشن" السعودي للمحترفين برز في الرابع من يناير (كانون الثاني) الجاري اسم مورينيو ضمن قائمة المرشحين الأبرز لتدريب المنتخب البرازيلي عقب تجديد ريال مدريد الإسباني عقد مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي كان المرشح الأول لقيادة "السيليساو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على إدراج اسمه في لائحة المرشحين لتدريب البرازيل أكد مورينيو وقتئذ أن أولويته هي تمديد عقده مع نادي العاصمة الإيطالية.
وقال مورينيو بعد الفوز على كريمونيزي في ثمن نهائي كأس إيطاليا "البرازيل لم تتحدث معي بصورة مباشرة، وأخبرت وكيل أعمالي بعدم التحدث مع أي شخص حتى نعرف ما إذا كان روما يريدني أن أبقى أم لا"، مضيفاً "أنا لا أصدق الشائعات التي تضع مدربين آخرين على مقاعد البدلاء في روما، ولدي ثقة في عائلة فريدكين مالكة النادي، ولا أشك في صدقهم وليس لدي أي سبب للاعتقاد بأنهم يتفاوضون مع مدربين آخرين من خلف ظهري".
ويبدو أن تغير موقف روما بإقالة مورينيو من منصبه قد تدفعه للتفكير في كافة الخيارات المتاحة.
وكشف استمرار أنشيلوتي مع ريال مدريد عن حجم الفوضى التي اتبعها الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في عملية البحث عن المدرب الجديد الذي من المنتظر أن يخلف المدرب الموقت فرناندو دينيز الذي يجمع بين تدريب البرازيل ونادي فلومينينسي، ومن المنتظر أن ينتهي عقده بنهاية "كوبا أميركا- 2024".
ويمر الاتحاد البرازيلي بفترة تخبط بعد تعيين القضاء المحلي رئيساً موقتاً لحين انتخاب رئيس جديد خلال الأسابيع المقبلة، لكن لا تزال عملية اختيار المدرب الجديد لأبطال العالم خمس مرات هي الشاغل الأكبر للشارع البرازيلي، وبدأت بالفعل بعض أسماء المدربين المحتملين في الانتشار وعلى رأسهم المدير الفني لنادي روما الإيطالي البرتغالي جوزيه مورينيو.
ووفقاً لبعض وسائل الإعلام البرازيلية فإن توقيع مورينيو سيكون وسيلة لتصحيح مسار كرة القدم البرازيلية الغارقة في الأزمات، وكذلك الضغط على اتحاد الكرة الذي أعلن لأشهر متتالية عن إتمام كل تفاصيل التعاقد مع أنشيلوتي.
ولا يثير مورينيو رفضاً بين الرأي العام البرازيلي الذي يراه كخيار محتمل بعيداً من التعليقات الساخرة التي تداولها البعض عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وسيكون للمدرب البرتغالي مهمة استعادة كبرياء "الكانارينيا" بوجه عام مع هدف أكثر خصوصية يتمثل في إسقاط الغريمة التاريخية الأرجنتين والفوز بكأس العالم 2026.
وخلال مسيرته الذهبية قاد مورينيو كثيراً من الأندية الأوروبية الكبرى بينها بورتو البرتغالي وتشيلسي ومانشستر يونايتد الإنجليزيين وإنتر ميلان وروما الإيطاليين وريال مدريد الإسباني.
ويحتل مورينيو مكانة مرموقة بين أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم، وهو ثاني أكثر المدربين تحقيقاً للألقاب خلال الألفية الحالية برصيد 27 لقباً خلف الإسباني بيب غوارديولا الذي جمع 37 لقباً حتى الآن.