Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تحذر من "أي خطوات نحو استقلال تايوان"

احتجت دبلوماسيا على الاعتراف بـ"المفاجأة" ونددت بتهنئة حكومات أجنبية لمن تعتبره انفصالياً بالفوز في انتخابات الرئاسة بالجزيرة

ملخص

قال لاي تشينغ – تي مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي أمام أنصاره "إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها"

شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم الأحد على أن تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي "لم تكن يوماً بلدا" ولن تكون، محذّرا من أي خطوات نحو استقلالها، وذلك غداة انتخابات رئاسية انتهت بفوز مرشح مؤيد للاستقلال.

وقال وانغ خلال مؤتمر صحافي في القاهرة "تايوان لم تكن يوما بلداً. لم تكن كذلك في الماضي، وبالتأكيد لن تكون كذلك في المستقبل". وحذّر من أنه "في حال فكّر أحد في جزيرة تايوان بالمضي نحو الاستقلال، سيكون ذلك محاولة... لتقسيم الصين، وسيتم بالتأكيد معاقبتهم بشكل قاسٍ من قبل التاريخ والقانون"، مؤكدا أن أي محاولة لذلك ستبلغ "طريقا مسدودا".

وحذرت وزارة الخارجية الصينية وسفارات الصين حول العالم مطلع الأسبوع الدول من تأييد الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان، ونددت بحكومات أجنبية هنأت لاي تشينغ - تي بانتخابه رئيساً للجزيرة.

وبعد أن فاز لاي مرشح الحزب الحاكم بالانتخابات أمس السبت، بعث وزراء وسياسيون من دول تربطها علاقات طيبة بتايوان، ومعظمها علاقات غير رسمية، برسائل تهنئة إلى لاي وحزبه.

انزعاج صيني

وأدى ذلك إلى رد سريع من سفارات الصين، مما سلط الضوء على مدى حساسية بكين تجاه الدول الأخرى التي يبدو وكأنها تضفي شرعية على مرشح وحزب سياسي تعتبر أنهما من "قوى انفصالية" تأمل في تحويل تايوان إلى دولة مستقلة ذات سيادة، في حين تعتبر الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها.

ووصفت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، بياناً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هنأ فيه لاي وقال إن واشنطن تتطلع إلى مزيد في علاقاتها غير الرسمية مع تايوان، بأنه "يبعث برسالة خاطئة خطرة لقوى تايوان الانفصالية الداعية للاستقلال".

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني على الإنترنت، "تعارض الصين دائماً وبحزم أي شكل من أشكال التبادل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان وتعارض بصورة صارمة تدخل الولايات المتحدة في شؤون تايوان بأي شكل من الأشكال، وفي أي سياق".

كما نددت السفارة الصينية، أمس السبت، بما قالت إنه "تصرفات خاطئة" من وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، بعد أن قال في بيان هنأ فيه لاي وحزبه، إن الانتخابات "شهادة في حق الديمقراطية النابضة في تايوان".

وقالت سفارتها في بيان نشرته على حسابها الرسمي على (وي تشات)، "نحث المملكة المتحدة على الإقرار بأن تايوان إقليم من الصين، وأن تتعامل بحذر مع الشؤون المتعلقة به بما يتسق مع مبدأ صين واحدة، والإحجام عن أية تصريحات تتدخل في شؤون الصين الداخلية".

ووصلت السفارة الصينية لدى اليابان إلى حد تقديم شكل من أشكال الاحتجاج الدبلوماسي الرسمي، بعد أن هنأت يوكو كاميكاوا وزيرة الخارجية اليابانية المرشح لاي على فوزه بالرئاسة.

ووصفت كاميكاوا تايوان بأنها "شريكة بالغة الأهمية وصديقة مهمة" لبلادها، لكن في ذات البيان قالت إن علاقة العمل مع تايبيه مبنية على "أسس غير حكومية".

وقالت السفارة الصينية، "نحث بجدية الجانب الياباني على الإحجام عن عرقلة السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وعرقلة العلاقات الصينية - اليابانية".

وتخشى بكين، التي لم تتخل قط عن فكرة استخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها، من أن يعلن لاي قيام جمهورية تايوان. وقال لاي إنه لا يعتزم القيام بذلك.

وحتى عشية الانتخابات، كان الدبلوماسيون الصينيون يحذرون البلدان المستضيفة لهم من العواقب المترتبة على دعم لاي والحزب التقدمي الديمقراطي.

وصول وفد أميركي

يصل وفد أميركي إلى تايوان اليوم الأحد في زيارة غير رسمية غداة انتخابات مهمة في الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، على ما أعلن مكتب التمثيل الأميركي في تايبيه.

وسيجري الوفد المكلّف من إدارة جو بايدن محادثات مع "عدد من الشخصيات البارزة" الإثنين، على ما قال المعهد الأميركي في تايبيه في بيان. ولم يحدد البيان مدة الزيارة.

ودعت تايوان اليوم الأحد الصين إلى "احترام نتائج الانتخابات الرئاسية" التي فاز بها في اليوم السابق لاي تشينغ - تي الذي تعهد حماية الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي من "تهديدات بكين وترهيبها".

ودعت وزارة الخارجية التايوانية في بيان "سلطات بكين إلى احترام نتائج الانتخابات ومواجهة الواقع والتخلي عن قمع تايوان، من أجل عودة التفاعلات الإيجابية عبر المضيق إلى المسار الصحيح".

وتعهد لاي تشينغ - تي الفائز بانتخابات تايوان الرئاسية السبت الدفاع عن الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي في مواجهة تهديدات الصين التي تصر على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها.

وقال لاي تشينغ - تي، مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي أمام أنصاره "إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها"، مهنئا الشعب بـ"نجاحه في مقاومة جهود قوى خارجية للتأثير في هذه الانتخابات".

في ختام حملة طغت عليها ضغوط كبرى دبلوماسية وعسكرية مارستها الصين، فاز لاي بالانتخابات الرئاسية بحصده 40.1 في المئة من الأصوات. وسيتولى منصبه في 20 مايو (أيار) المقبل.

تعتبر بكين أن لاي تشينغ - تي، وهو نائب الرئيسة المنتهية ولايتها تساي تساي إنغ وين، "خطر جسيم" بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان.

والسبت شددت الصين على أن "إعادة التوحيد" مع تايوان "حتمية". وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا إن التصويت "لن يعوق التوجه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.

كذلك أكد المتحدث التزام بلاده بـ"توافق عام 1992 الذي يكرس مبدأ الصين الواحدة ومعارضتها بشدة الأنشطة الانفصالية الرامية إلى استقلال تايوان وكذلك التدخل الأجنبي".

وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها وتعهدت إعادتها إلى كنفها، بالقوة إن لزم الأمر. ودعت بكين الناخبين في تايوان إلى اتخاذ "الخيار الصائب"، في حين يتوعد جيشها بـ"سحق" أي نية لـ"الاستقلال".

واشنطن لا تدعم استقلال الجزيرة

من جهته شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان تعليقاً على فوز لاي الذي هنأه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وأشاد بـ"صلابة النظام الديمقراطي" في الجزيرة.

و"رحب" الاتحاد الأوروبي بإجراء الانتخابات في تايوان و"هنأ" في بيان "كل الناخبين الذين شاركوا في هذا الاستحقاق الديمقراطي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشادت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا بـ"التنظيم السلس للانتخابات الديمقراطية والسيد لاي على فوزه"، متعهدة العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين.

بدوره، هنأ وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، لاي على فوزه، داعياً "الطرفين في مضيق تايوان" إلى "حل الخلافات سلمياً".

وهنأ سانتياغو بينيا رئيس باراغواي، إحدى الدول القليلة التي تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان، لاي بفوزه بالرئاسة. وأعرب بينيا عن "سعادته برؤية تايوان ترسخ مجدداً قيمها عبر انتخابات ديمقراطية"، وفق بيان للحزب الديمقراطي التقدمي.

الرئيس المنتخب

وقال الرئيس المنتخب "أريد أن أشكر الشعب التايواني على كتابة فصل جديد في ديمقراطيتنا، لأننا نقول للمجتمع الدولي إنه بين الديمقراطية والاستبداد، سنكون إلى جانب الديمقراطية".

وتابع "نحن على قناعة بأنه يعود للشعب التايواني وحده الحق في اختيار رئيسه"، متعهداً في الوقت نفسه "مواصلة التبادلات والتعاون مع الصين".

وحصل خصمه الرئيس هو يو - إيه (66 سنة) مرشح الحزب القومي (الكومينتانغ) الذي يدعو إلى التقارب مع بكين، على 33.5 في المئة من الأصوات، حسب أرقام أعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية. وقد أقر بهزيمته أمام أنصاره.

وقال "أحترم القرار النهائي للشعب التايواني (...) وأهنئ لاي تشينغ - تي وسياو بي خيم (لمنصب نائب الرئيس) على انتخابهما وآمل بألا يخيبا توقعات الشعب".

جاء المرشح الثالث، كو وين جي (64 سنة)، من حزب الشعب التايواني الصغير والذي يقدم نفسه على أنه مناهض للنظام القائم في المركز الثالث بحصوله على 26.4 في المئة من الأصوات. وقد اعترف بهزيمته أيضاً.

وصوت التايوانيون أيضاً على تجديد مقاعد البرلمان البالغ عددها 113، وقد خسر الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم غالبيته، إذ حصد 51 مقعداً في مقابل 52 لخصمه الكومينتانغ، فيما حصد حزب الشعب التايواني ثمانية مقاعد كما فاز مرشحان مستقلان بمقعدين.

وتشكلت صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع البالغ عددها 18 ألفا. وعاد عدد كبير من التايوانيين إلى البلاد للتصويت لأن الاقتراع في الخارج غير متاح.

ويبلغ عدد سكان تايوان 23 مليون نسمة وهي تبعد 180 كيلومتراً عن الساحل الصيني وتعتبر نموذجاً للديمقراطية في آسيا.

وقال طالب مناصر للحزب الديمقراطي التقدمي إن "مقدار تأييده للحزب يزداد بمقدار حفاظه على المسافة التي تباعده عن الصين".

وتابع الطالب الذي لم يفصح سوى عن شهرته وهي هوانغ "هذا الأمر لا يعني أنه يجب ألا تحصل تبادلات مع الصين، لكن يجب ألا يؤثر ذلك في حكمنا الذاتي".

وقالت إيفون (31 سنة) التي توجهت إلى تايتشونغ (وسط غرب البلاد) للاقتراع "لست قلقة في شأن علاقاتنا مع الصين لأن أياً من المرشحين لم يجرؤ على اقتراح إجراءات جذرية".

كان لاي تشينغ - تي قد توجه صباح السبت قبل الإدلاء بصوته في صالة الألعاب الرياضية في مدرسة في تاينان (جنوب)، إلى التايوانيين بالقول "رجاء اذهبوا وصوتوا لإظهار حيوية الديمقراطية التايوانية". وقال إن "الأمر يتعلق بالديمقراطية التايوانية التي تحققت بجهود شاقة وعلينا جميعاً أن نعتز بديمقراطيتنا ونصوت بحماس".

في مقر الحزب الديمقراطي التقدمي قالت غريس البالغة 21 سنة "نحن بغاية السعادة". وتابعت "أنا على ثقة بأن قادتنا الجدد سيتبعون نهج تساي (الرئيسة المنتهية ولايتها) وآمل بأن يتمكنوا من الحفاظ على الديمقراطية".

ضغوط الصين

طوال الأسبوع، زادت بكين ضغوطها الدبلوماسية والعسكرية. وعبرت خمسة مناطيد صينية الخميس مجدداً الخط الأوسط الذي يفصل الجزيرة ذات الحكم الذاتي عن الصين، بحسب وزارة الدفاع التايوانية التي رصدت أيضاً 10 طائرات وست سفن حربية.

وبينما كان الناخبون التايوانيون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع، شاهد صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية مقاتلة صينية فوق مدينة بينغتان، الأقرب إلى تايوان.

وتعتبر وضعية تايوان من أكبر القضايا الخلافية في المنافسة بين الصين والولايات المتحدة الداعم العسكري الرئيس للجزيرة. وتنوي واشنطن إرسال "وفد غير رسمي" إلى تايوان بعد التصويت.

والتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة في واشنطن ليو جيانتشاو رئيس القسم الدولي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وقد ذكره بأهمية "الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

وأي نزاع في مضيق تايوان سيكون كارثياً على الاقتصاد. فالجزيرة تؤمن 70 في المئة من أشباه الموصلات في العالم بينما يمر أكثر من 50 في المئة من الحاويات المنقولة في العالم عبر هذا المضيق.

من جهتها قالت السفارة الصينية في اليابان اليوم الأحد إنها "تعارض بشدة" بيان وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا الذي تهنئ فيه رئيس تايوان الجديد المنتخب لاي تشينغ - تي.

وجاءت تهنئة كاميكاوا في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية اليابانية أمس السبت بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في تايوان.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات