Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في غزة "محظوظ الذي يملك خيمة"

يعتقد النازحون أن هناك سوء إدارة في توزيع الخيام ويحملون الجهات الحكومية المسؤولية

ملخص

يعيش أكثر النازحين في خيام تنتشر في جميع شوارع وأزقة محافظة رفح

باتت تعرف محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة بأنها "مدينة الخيام"، نظراً إلى وصول نحو 1.7 مليون نازح إلى المدينة استجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي، وشردوا من بيوتهم إلى الشوارع، وتركوا فيها يبحثون عن أدنى سبل البقاء على قيد الحياة.

ويعيش أكثر النازحين في خيام تنتشر في جميع شوارع وأزقة محافظة رفح، لكن مع استمرار إسرائيل في توزيع أوامر الإخلاء وفرض التهجير القسري على سكان مناطق جديدة تمهيداً لدخولها البري، لم تتوقف حركة النزوح وهي مستمرة بشكل يومي وجميع الهاربين من الدبابات يتجهون صوب "مدينة الخيام".

لكن النازحين الجدد يواجهون صعوبة بالغة في الحصول على خيمة تكون مأوى لهم، وجزء كبير منهم يضطر إلى المكوث في الشارع لأيام حتى يتمكن من الحصول على واحدة وقد يعجز في كثير من الأوقات عن توفيرها، وأصبح الحصول على خيمة أمراً شبه مستحيل.

يعيش في الشارع

منذ أسبوعين يعيش رامي الصيفي في الشارع، ولا يجد أي مأوى له بعد أن اضطر إلى تكرار تجربة نزوحه، وكل يوم يقضي الرجل الذي يعيل أسرة ساعات طويلة في البحث عن خيمة.

يقول الصيفي "لا أجد خيمة تستر عائلتي الممتدة، ثمة من حصل على الخيام وآخرون لم يحصلوا عليها وأنا منهم، أمورنا صعبة جداً والأطفال مرضى، حالياً تقيم أسرتي في الشارع وتنام على الرصيف، لا أحد يدعمنا بأي شيء".

"لقد أصبح الحصول على خيمة شيئاً مستحيلاً" وفقاً للصيفي، الذي تساءل إن كانت جميع الخيام التي وصلت كتبرعات نفدت فجأة، لعدم ملاءمتها العدد الكبير من النازحين، أم أن هناك سوء إدارة في توزيعها؟

مناشدات لأجل خيمة

زار رامي مراكز إيواء عدة، لكن المسؤولين عنها رفضوا استقباله بسبب العدد الهائل الذي يعيش فيها، واضطر إلى نشر مناشدات على مواقع التواصل الاجتماعي، يطلب فيها توفير خيمة من أي شخص لديه ضمير ويستطيع فعل ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول رامي إن جميع مناشداته لم تلق أي صدى في ظل هذه الأوقات العصيبة، وتزايد أعداد النازحين وعدم توافر الخيام بالقدر المناسب للعدد، فكر الرجل كثيراً في صنع خيمة لكنه لا يقوى على كلف إنشائها، إذ وصل سعر المواد الخام لتدشين خيمة نحو 700 دولار.

يبحث رامي عن خيمة لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة كمكان إقامة في غزة، على رغم أنها لا توفر أي نوع من الحماية لمن يعيش فيها، ويشير إلى أنه كل يوم يمر إلى جانبه نازحون يسألون عن كيفية الحصول على الخيمة، فيرد بضحكة ساخرة.

ضعف الأداء الأممي

بحسب رأي رامي فإنه بات من لديه خيمة محظوظاً في الوقت الحالي، وقد يحسد في ظل ندرة الخيام الجاهزة، يتذمر الرجل من غياب الجهات الحكومية وضعف أداء وكالات الأمم المتحدة.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا"، فإن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الذين تكدسوا في محافظة رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام.

 

 

 

وتظهر "أوتشا" أن معسكرات الخيام التي عملت "أونروا" على إنشائها لا تكفي أعداد النازحين في ظل توافد مئات المشردين يومياً إلى مدينة رفح، وتؤكد أن أرقام الذين يبحثون عن خيمة يصل إلى عشرين ضعف كمية الخيام التي وصلت غزة.

تأجير خيام

في الواقع، منذ أن سمحت إسرائيل بمرور قوافل المساعدات الإنسانية لغزة، طلب الهلال الأحمر الفلسطيني من المانحين إرسال خيام جاهزة للتركيب، غير أن العدد الذي وصل إلى القطاع من الدول الداعمة لم يكف أعداد النازحين التي تزداد يومياً.

ومن بين العائلات التي لا تجد خيمة، كانت عائلة غسان أبو داود، الذي يقول "في ظل تدمير كثير من المنازل ومحدودية الأماكن الآمنة للنازحين، فإن الخيمة أصبحت ملاذاً، للأسف عائلتي تفتقد هذا الملاذ، هناك مشكلة توفير الخيمة نفسها".

ويضيف "علمت أن هناك تأجيراً للخيام في رفح، وذهبت للاستئجار لكن رفض طلبي، وكلما ذهبت إلى (أونروا) أخبروني أنه لا يوجد لديهم خيام، ويواجهون عجزاً فيها، بطبيعة الحال الجهات الحكومية متوقفة عن العمل، وحتى إذا كانت تمارس مهامها فلن توفر لي طلبي، من الأساس قبل الحرب المؤسسة الرسمية لا تساعد المواطن".

خيام من أكياس الطحين

في ظل ندرة الخيام، اضطر عدد كبير من النازحين إلى صنعها بواسطة أدوات بدائية من القماش وأكياس الطحين الفارغة، وكان من بين هؤلاء سهيل المزيني، يقول "لأسبوعين أنام في الشارع لذلك صنعت خيمة بسيطة للحماية من الشمس، وتوفير بعض الخصوصية لنبدل ملابسنا".

كما صنعت أمل الكفارنة خيمة لها من أغطية النوم والستائر، وتشير إلى أن أمر توفير خيمة ليس بالمهمة السهلة. وتتساءل عن دور أجهزة الشرطة في حماية النازحين من الاستغلال وتوفير مأوى لهم على غرار ما تفعله إسرائيل لسكان البلاد القريبة من حدود غزة عند نزوحهم.

ردود رسمية

بشكل رسمي يقول رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي "فقدنا السيطرة على الخدمات الأساسية بسبب الأعداد الهائلة من النازحين واستمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، وباتت طواقمنا لا تستطيع توفير أدنى متطلبات النازحين، نحن أمام تحديات كبيرة لتقديم الخدمات الأساسية".

 

 

ومن جانبه، يقول المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" كاظم أبو خلف إن كمية الخيام التي وصلت على شكل مساعدات لا تكفي لأعداد النازحين، يجب السماح بعودة سكان الشمال إلى مناطقهم حتى يخف الضغط على طلب الخيام.

وكذلك يقول المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني محمد أبو مصبح "نضع في الوقت الحالي لائحة للأغطية والخيام بشكل أساس على رأس قائمة المتطلبات المطلوب وجودها في المساعدات الإنسانية، وننتظر وصولها لتسليمها للنازحين".

من إسرائيل، يقول المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري "نعمل على تهيئة الظروف والبنية التحتية في شمال غزة للسماح بعودة النازحين إلى مناطقهم، نحن نعرف مدى الضغط الإنساني في غزة ونراعي ظروف السكان هناك، حربنا مع (حماس) وليست مع المدنيين".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات