Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رفح "الصغيرة" لا تسع الهم الفلسطيني

مواردها البسيطة لا تكفي 1.3 مليون نازح وأسواقها باتت بلا بضائع وقطاع الخدمات يئن تحت وطأة الجموع

لم تكن المدينة جاهزة لاستقبال هذا العدد الكبير من الناس ومواردها لا تغطي تلك الوفود الهائلة (أ ف ب)

ملخص

تبلغ مساحة المدينة 36 كيلومتراً وعدد وحداتها السكنية محدود أمام 1.3 مليون نازح

على أربع معلبات فول كان يتجمع نحو 150 فرداً جميعهم يسألون عن السعر ويتزاحمون من أجل الحصول على الكمية كلها، فالسلع الغذائية في السوق الشعبية لمحافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة قليلة جداً، ولا تتناسب مع أعداد النازحين الذين وصلوا إلى المدينة هاربين من القصف.

في خلفية هذا المشهد، يسير نحو مليون فرد في السوق الشعبية لمحافظة رفح يتزاحمون ويتكدسون وهم يبحثون عن أي شيء يؤكل ولا يجدون بضائع، فالمدينة غير جاهزة لاستقبال هذا العدد الكبير من الناس، ومواردها لا تغطي تلك الوفود الهائلة.

 

سوق بلا بضائع

عندما وسعت إسرائيل عملياتها العسكرية البرية لتشمل مدينة خان يونس جنوباً، أمرت سكانها والنازحين فيها بإخلائها بشكل فوري والتوجه إلى محافظة رفح القريبة من الحدود المصرية، وشرد القصف الكثيف حوالى مليون فرد نحو أقصى الجنوب.

مع موجة النزوح الجديدة لم تستطع مؤسسات الإغاثة تلبية حاجات الأعداد الضخمة للمشردين الذين شكلوا ضغطاً كبيراً على موارد تلك المدينة، واضطر النازحون إلى النزول للسوق من أجل شراء حاجاتهم وبعض السلع الغذائية.

 

 

توجد سوق رفح الشعبية في شارع واحد لا يزيد طوله على 260 متراً، وبه عدد محدود من المحلات التجارية الصغيرة كانت قبل شن إسرائيل حربها على غزة مكتظة بالبضائع والسلع الغذائية، لكن جميعها نفد حيث خزن السكان الأصليون بعض المواد التموينية خوفاً من طول مدة الحرب.

وعلى رغم نفاد البضائع من سوق رفح، فإن النازحين نزلوا إلى السوق الشعبية. يقول حسن، "على مدار ثلاثة أيام تجولت في السوق أملاً في أن أجد طعاماً لأطفالي مهما كان نوعه أو جودته ولم أجد شيئاً، فقط اكتظاظ في أعداد المتسوقين الذين يبحثون مثلي عن مواد تموينية".

من دون مياه

ويضيف حسن، "قرأت في الأوراق التي ترميها الطائرات الإسرائيلية على خان يونس أن المساعدات الإنسانية ستوزع فقط في مدينة رفح، لكن لم أجد أي شيء، ما نبحث عنه هو الطعام لا أكثر، وهو غير موجود".

على أحد أبواب المحلات كان أمجد يراقب أرفف البضائع الفارغة. يقول، "وجدت في السوق خمس معلبات حمص، وعندما اقتربت منها لشرائها كان قد دفع ثمنها نازح آخر. إذا لم أجد طعاماً اليوم سينام أطفالي جائعين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يقتصر الأمر على عدم توفر الطعام فحسب، فحتى المياه لا تصل إلى النازحين. يقول تامر الذي استأجر شقة سكنية لإيواء عائلته، "منذ نزوحي إلى رفح لم تصل المياه إلى منطقة سكني، مما دفعني إلى جلب عبوات بلاستيكية والاصطفاف على طوابير الانتظار لتعبئة كمية من المياه".

بحسب تامر، فإن إمدادات المياه في رفح تصل يوماً واحداً في الأسبوع وهذا يعمق الكارثة، مضيفاً، "معي أربعة أطفال إذا ذهب أحدهم إلى الحمام ألا يريد أن يستخدم المياه؟ هذا أبسط مثال، أعتقد أننا نقترب من الموت بسبب هذا الوضع الكارثي وليس القصف"، مشيراً إلى أن شبكة الصرف الصحي في رفح مهترئة جداً.

يقول رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي، إن تعداد سكان المحافظة قبل الحرب كان نحو 300 ألف نسمة، وارتفع هذا الرقم بشكل ضخم بعد موجة النزوح الأخيرة حتى وصل إلى 1.3 مليون نازح وساكن أصلي يعيشون في مساحة لا تزيد على 36 كيلومتراً".

ويضيف، "عندما أسير في مدينة رفح لا أجد مكاناً أضع قدمي عليه، الناس يتلاصقون هنا قدماً بقدم، هذه الكثافة السكانية المرتفعة شكلت عبئاً كبيراً على بلدية رفح في تقديم الخدمات مثل المياه والأسواق".

مساحة ضيقة للحياة

ويوضح الصوفي أن أي وسيلة مواصلات لا تستطيع السير في شوارع رفح نتيجة الازدحام الشديد وهذه الأعداد الضخمة الذين حشرتهم إسرائيل في مساحة صغيرة تفتقر إلى وسائل الحياة الأساسية.

ويؤكد الصوفي أن موارد رفح بسيطة أصلاً من حيث المياه وكمية المحال التجارية والبنية التحتية وحتى عدد الوحدات السكنية، لافتاً إلى أن كمية البضائع التي كانت موجودة قبل الحرب بالكاد تكفي عدد النازحين.

 

 

وبحسب رئيس البلدية، فإن جميع موارد رفح نفدت في هذا المشهد العظيم الذي ينذر بكارثة إنسانية وصحية، مشيراً إلى أن النازحين اكتظوا في الشوارع حتى في ساعات الليل البارد، وكثير من الأهالي التحفوا السماء وافترشوا الأرض برفقة أطفالهم ونسائهم، لذلك لجأت البلدية إلى فتح جميع المدارس والمراكز وصالات الأفراح ودواوين العائلات الكبيرة من أجل استقبال النازحين، والآن اتجه المواطنون لعمل خيام في المساحات الفارغة بين البيوت، مشدداً على أن هذا المشهد لم يره أحد من قبل.

ويبين الصوفي أن البنية التحتية في رفح قديمة، ولم يتم تحديثها منذ 20 عاماً، ومع زيادة أعداد النازحين الهائلة لم تعد البلدية قادرة على تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب أو الاستعمال الآدمي.

من جانب آخر، يؤكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنهم سيسمحون لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول رفح وتوزيع حمولة الشاحنات في تلك المحافظة، في إطار مراعاة ظروف سكان غزة المدنيين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات