"قلب الهجوم" أزمة في صفوف كبار الدوري الإنجليزي

انتصف الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز، بصدارة مفاجئة لفريق ليفربول بعد بداية صعبة تحت قيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب، وتراجع الثنائي أرسنال ومانشستر سيتي، الذي كان يطارد بعضهما البعض منذ انطلاق الجولة الأولى في القمة.

ويشهد الدوري الإنجليزي في الوقت الحالي، تأزماً كبيراً في صفوف الفرق الكبرى، بسبب مركز "قلب الهجوم" سواء بعد التوفيق وظهوره بالشكل المنتظر ومساعدة الفريق في أهدافه، وهو ما يتسبب للمدرب في كثير من الحيرة لتعويض ما يحتاج إليه من خلال اللاعبين الآخرين، أو تعرض المهاجم الأفضل في الفريق للإصابة فيعاني الخط الأمامي بسببه في فترة مهمة من الموسم.

مانشستر سيتي

تمكن المهاجم النرويجي لمانشستر سيتي إيرلينغ هالاند، من تصدر ترتيب الهدافين في الدوري الإنجليزي حتى الآن، ولكن الأزمة في الوقت الحالي ليست على المستوى الفني، ولكن غياب اللاعب الشاب بسبب الإصابة هو ما سبب أزمة لدى المدير الفني الإسباني للفريق بيب غوارديولا خلال المباريات الأخيرة.

وشارك هالاند (22 سنة) في الموسم الحالي بجميع البطولات مع مانشستر سيتي في 22 مباراة سجل 19 هدفاً وصنع خمسة آخرين، ويتصدر ترتيب الهدافين بالدوري برصيد 14 هدفاً بالتساوي مع نجم ليفربول محمد صلاح.

وعلى رغم عدم خسارة مانشستر سيتي في ظل غياب هالاند بسبب الإصابة، فإن الفريق يفتقده بصورة كبيرة للغاية داخل الملعب، حيث يتوقف عليه كثير من طريقة لعب غوارديولا منذ انضمامه بداية موسم 2022 – 2023.

ليفربول

يعاني فريق ليفربول من عدم إجادة لاعبي قلب الهجوم من استغلال الفرص التي تتاح لهم في المباريات، بخاصة الأوروغواياني داروين نونيز، الذي سجل في الموسم الحالي بالدوري خمسة أهداف وصنع ستة، في حين يتصدر محمد صلاح ترتيب الهدافين في الفريق وفي البطولة بصورة عامة ومركزه جناح أيمن، وأحرز الجناح الأيسر لويس دياز ثلاثة أهداف خلال 19 لقاء.

وهذا يدل على أن أزمة إهدار الفرص لدى نونيز، تؤرق كلوب على المستوى الفني، رغم تصدره لترتيب الدوري في الوقت الحالي، ولكن الأوروغواياني يفتقد بصورة كبيرة للصفة الأساسية لقلب الهجوم وهي إنهاء الهجمات بشكل صحيح، حيث وصل معدل التسديد له في المباراة الواحدة إلى (2.3) ولكن المحاولات بين القائمين والعارضة واحدة فقط، وهو ما يدل على أن هناك نسبة كبيرة يهدرها اللاعب بسهولة.

أرسنال

سقوط قوي لأرسنال خلال المباريات الأخيرة، وتراجع بصورة كبيرة في ترتيب الدوري، حيث يحتل المركز الرابع برصيد 40 نقطة إذ لم يحقق سوى فوز واحد فقط في آخر خمس مباريات بالبطولة، وهو ما يدل على معاناة المدير الفني الإسباني للفريق ميكيل أرتيتا.

ولكن بعيداً من نتائج أرسنال الأخيرة، هناك أزمة واضحة في مركز المهاجم الصريح بالنسبة إلى الفريق، بسبب غياب غابرييل جيسوس في بداية الموسم إلى جانب عدم وجود أي لاعب من أرسنال في ترتيب أول 10 هدافين في البطولة حتى الآن، وأكثر اللاعبين تسجيلاً للفريق الجناح الأيمن بوكايو ساكا برصيد ستة أهداف فقط.

مانشستر يونايتد

نال المدير الفني الهولندي لمانشستر يونايتد إيريك تن هاغ كثيراً من الانتقادات بسبب تذبذب أداء الفريق منذ بداية الموسم الحالي، وعجز الفريق فنياً في أكثر من مواجهة بالدوري الإنجليزي بشكل واضح، حيث يحتل المركز السادس برصيد 34 نقطة بعد مرور 20 جولة، حيث حقق 10 انتصارات وتعادل في أربعة وتلقى ست هزائم.

ويعاني مانشستر يونايتد بصورة عامة في الناحية الهجومية بعد إحرازه 22 هدفاً فقط حتى الآن كثالث أقل فريق تسجيلاً في الموسم الحالي بالدوري بعد الثنائي بيرنلي وشيفيلد يونايتد متذيلي الترتيب، وهو ما يلفت النظر أن خط الهجوم أحد مكامن أزمات الفريق أخيراً، بخاصة أن هداف الفريق هو لاعب خط الوسط الدفاعي سكوت ماكتومناي برصيد خمسة أهداف.

وكان تن هاغ طالب بالتعاقد مع المهاجم الدنماركي للفريق راسموس هويلند خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وبالفعل تمت الصفقة بمقابل مادي وصل إلى 73 مليون يورو (79.89 مليون دولار) ولكن لم يقدم أي مردود حتى الآن.

وشارك اللاعب الدنماركي في الموسم الحالي بالدوري في 15 لقاء سجل خلالها هدفاً واحداً فقط في 1034 دقيقة،

وبذلك، يكون هناك معاناة كبيرة خلال الفترة الأخيرة مع مركز قلب المهاجم في الفرق الكبرى في الدوري الإنجليزي، وهو ما قد يعطي البعض فرصة لترتيب أوراقهم خلال الفترة الحالية من أجل استكمال الموسم بكل قوة للمنافسة على اللقب.