Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأزمات تلاحق "بوينغ" وتهوي بأسهمها في البورصة

عملاق صناعة الطائرات الأميركية يواجه إجراءات الفحص وتبعات توقف الأسطول

مشكلات طائرات "بوينغ" الفنية المتكررة تدفع شركات الطيران إلى إلغاء الرحلات وتكبدها الخسارة بعد هبوط الأسهم في السوق (أ ف ب)

ملخص

تواجه "بوينغ" الأميركية سلسلة من الانتكاسات نتيجة اكتشاف عيوب صناعة بالطائرات تهدد مكانتها في السوق

هبطت أسهم شركة صناعة الطائرات الأميركية العملاقة "بوينغ" بأكثر من ثمانية في المئة في "وول ستريت" بنيويورك بعدما سمحت السلطات لشركات الطيران بفحص طائرات الشركة التي منعت من التحليق إثر تفكك جزء من إحدى الطائرات من طراز "737 ماكس 9" التابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" في الجو قبل يومين.

وهوت أسهم شركة "سبيريت إيرو سيستمز" التي كانت تتبع المجموعة وأصبحت أكبر مورد لها بنسبة 11 في المئة.

وكانت هيئة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة أمرت بوقف تحليق كل أسطول "بوينغ" من هذا الطراز والبالغ أكثر من 200 طائرة عاملة، مما أدى إلى تأخير وإلغاء رحلات لدى شركات أميركية تستخدم هذا الطراز، ومع أن حادثة طائرة شركة "ألاسكا إيرلاينز" التي نجمت عن انسلاخ جزء من جسم الطائرة أثناء التحليق على ارتفاع 16 ألف قدم لم يسفر عن أي ضحايا بين ركابها الـ 170، إلا أن سلطات الطيران وهيئات السلامة الجوية أوقفت تحليق ذلك الطراز بالكامل إلى حين فحص الطائرات.

وليست تلك المرة الأولى التي تقرر فيها السلطات حظر تحليق طائرات "بوينغ" من طراز "737 ماكس"، إذ سبق فرض حظر طيران على طائرات "بوينغ" من طراز "737 ماكس 8" مدة 20 شهراً إثر تحطم إحداها في إثيوبيا في مارس (آذار) 2019، مما أدى إلى مقتل 157 راكباً على متن الرحلة.

وكانت تلك الحادثة نتيجة مشكلات في برامج الكمبيوتر لهذا الطراز من طائرات "بوينغ" وليست مشكلات مادية في جسم الطائرة، لكن تكرار الحوادث يزيد من مخاوف السلامة ويهز الثقة بمنتجات الشركة العملاقة.

مشكلات في الفحص

مع قرار هيئة الطيران الفيدرالية السماح لشركات الطيران بفحص طائرات "بوينغ" التي منع تحليقها، كشفت شركة "يونايتد إيرلاينز" وشركة "ألاسكا إيرلاينز" عن مزيد من العيوب والأخطاء المؤثرة في السلامة ضمن ذلك الطراز من طائرات "737 ماكس"، ومن بين تلك المشكلات وجود أجزاء غير مثبتة بصورة جيدة ومكونات ربط تحتاج إلى تثبيت أكثر.

وأعلنت شركة "يونايتد إيرلانيز" أن الفحص كشف عن "حالات تتعلق بمشكلات التركيب لأبواب الطائرة منها صواميل غير مربوطة جيداً"، مضيفة أن فريق الدعم الفني فيها "سيعمل على حل تلك المشكلات قبل إعادة الطائرات للخدمة بصورة آمنة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وما زال المجلس الوطني لسلامة النقل يحقق في حادثة خلع باب طائرة "ألاسكا إيرلاينز" في الجو، وخلال مؤتمر صحافي قال المجلس إنه تم العثور على جسم الباب لكن لم يعثر على "الصواميل الأربعة" التي تثبت مقبض الباب، ولا يعرف بعد إن كانت موجودة أصلاً أو لا.

ونتيجة حظر طيران ذلك النوع من طائرات "بوينغ" اضطرت شركة "يونايتد إيرلاينز" إلى الغاء 200 رحلة بنسبة ثمانية في المئة من رحلاتها، بينما ألغت شركة "ألاسكا إيرلاينز" نسبة 22 في المئة من الرحلات، ويوجد عدد أقل من ذلك الطراز من طائرات "بوينغ" لدى شركات طيران أخرى حول العالم، منها على سبيل المثال أربع لدى الخطوط الجوية التركية.

سلسلة انتكاسات

وليست مشكلات طراز "737 ماكس" الأولى التي تسبب انتكاسة لشركة "بوينغ" الأميركية والمستحوذة مع نظيرتها الأوروبية "إيرباص" على نسبة 90 في المئة من سوق صناعة الطائرات العالمية، إذ سبق أن واجهت الشركة مشكلات متتالية في طراز "787 دريملاينر" عام 2020 وعام 2021، مما أدى إلى تأخير تسليم طلبيات ذلك الطراز أكثر من مرة بعد اكتشاف عيوب صناعة مختلفة، وكان آخر تلك الانتكاسات لطراز "787 دريملاينر" في يونيو (حزيران) 2023 حين أعلنت "بوينغ" عن تأخير تسليم 90 طائرة من ذلك الطراز بعد اكتشاف عيب صناعي وحاجتها لإعادة فحص الطائرات قبل تسليمها، وسبق أن شهدت طلبيات أخرى من ذلك الطراز تأخيراً في مارس العام الماضي.

وفي أبريل (نيسان) 2023 أعلنت شركة "بوينغ" تأخير تسليم طلبيات من طراز "737 ماكس"، مشيرة إلى أن الشركة الموردة لها "سبيريت إيروسبيس" ركبت قطعتين في جسم الطائرة بصورة خاطئة، وفي أغسطس (آب) الماضي قالت "بوينغ" إن الشركة الموردة أحدثت "ثقوباً غير صحيحة" في جسم طائرات من الخلف، مما أدى أيضاً إلى تأخير تسليم طلبيات، وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي طلبت "بوينغ" من مفتشيها البحث عن مواضع "صواميل غير مثبتة جيداً" في بعض المواضع في جسم الطائرات.

في الوقت نفسه طلبت الشركة من هيئة الطيران المدني إعفاء بعض طائرات "737 ماكس" من معايير سلامة معينة، بخاصة تلك المتعلقة بنظام منع تكثيف الثلج كي تتمكن من تسليم طلبيات، وقالت الشركة إن تلك المشكلات ليست ذات خطورة على سلامة الطيران وأنها ستقوم بإصلاحها في ما بعد.

وعلى رغم أن شركة "بوينغ" بدأت في تحسين وضعها في السوق إثر حل كثير من مشكلات طراز "787 دريملاينر"، إلا أن تكرار الانتكاسات بهذا الشكل وتأخير تسليم الطلبيات ثم إعادة الفحص بعد ظهور عيوب الصناعة تهدد مكانة الشركة في سوق صناعة الطائرات.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة