Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئاسيات الجزائر: بإنتظار قرار بوتفليقة ... أحزاب تكسر حاجز الخوف وأخرى ترفض المغامرة

الإنتخابات الرئاسية ستبقى مرهونة بموقف الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، الذي قد يترشح لولاية خامسة رغم متاعبه الصحية.

يبدو الإسلاميون في الجزائر أكثر حماسةً للمعركة الرئاسية المقبلة (أ ف ب)

تخوض الجزائر، في 18 أبريل (نيسان) المقبل، انتخابات رئاسية يعتقد مراقبون أنها ستكون مصيرية في تاريخ البلاد، لكن نتائجها ستبقى مرهونة بموقف الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة (82 عاماً)، الذي يدفع مساندوه نحو ترشحه لولاية خامسة على الرغم من متاعبه الصحية.

تدافع للترشح إلى الرئاسة

منذ فتح باب الترشح الرسمي للانتخابات الرئاسية الجزائر، تشهد الساحة السياسية تهافتاً غير معهود على الترشح للاستحقاق المقبل، في حين تأخذ "هوية" المرشحين حيزاً كبيراً من النقاشات في أوساط الجزائريين بالنظر إلى أن غالبيتهم من الوجوه "المجهولة" التي تفتقد إلى الرصيد النضالي والسياسي.

هذا التهافت تترجمه الحصيلة الدورية التي تنشرها وزارة الداخلية الجزائرية حول عدد رسائل الترشح التي تصلها. إذ تلقت حتى الآن 101 رسالة ترشح، بينها 13 لرؤساء أحزاب سياسية، و88 لمرشحين مستقلين، في حين يبقى العدد مرشحاً للارتفاع في المقبل من الأيام من دون شك.

وكانت وزارة الداخلية الجزائرية أعلنت، في 19 يناير (كانون الثاني) الجاري، فتح باب الترشح إلى انتخابات الرئاسة بوضع استمارات جمع التوكيلات تحت تصرف المرشحين، وهي عملية تستمر 45 يوماً، حتى 3 مارس (آذار) المقبل. 

وقبل بداية العملية الانتخابية بأسابيع، بدأت تتشكل خريطة سياسية جديدة، تماهياً مع المواقف الجديدة لبعض الأحزاب التي طرأت عليها تحولات مقارنة بمناسبات انتخابية سابقة.

أقدم حزب معارض: النظام يهاب التغيير 

فضل أقدم حزب معارض في الجزائر (جبهة القوى الاشتراكية) مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، موجهاً الضربة الأولى لصدقيتها، بحسب مراقبين.

وقال السكرتير العام للحزب حاج جيلاني لـ"اندبندنت عربية" إن مقاطعة حزبه للانتخابات لا تعني تقمص دور المتفرج، مشدداً على إنتهاجه أسلوب المقاطعة الإيجابية التي ترتكز على إشعار المواطنين بعدم أهمية الاستحقاق المقبل.

وأضاف أن الحزب سيكون إلى "جانب الجزائريين في 18 أبريل المقبل لدعوتهم إلى مقاطعة الانتخابات. كما سنقوم بتوعيتهم بأنها ليست حلاً لمعالجة الأزمات التي تعيشها البلاد". إذ "نعيش في دوامة مشاكل وأزمة متعددة الجوانب على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة".

وتوقع جيلاني أن "يواصل النظام سياسة الهروب إلى الأمام وانتهاج الحلول التي تناسبه، من خلال الدفع بمرشحه إلى الانتخابات، من دون الالتفاف إلى تحذيرات المعارضة التي تدعو إلى حلول توافقية".

وإسترسل رئيس الحزب، الذي يحوز شعبية واسعة في منطقة القبائل الكبرى وكثير من المحافظات، قائلاً "منذ تاريخ استقلال الجزائر عام 1962، والبلاد تعيش وضعاً مشابهاً يتغير فيه الفاعلون فحسب، ولا يوجد مؤشر على وجود انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، إنما هناك إغلاق للمجال السياسي والإعلامي".

وتطالب جبهة القوى الاشتراكية، التي تأسست منذ 56 عاماً، بضرورة تشكيل "مجلس تأسيسي" يكون بوّابة لإحداث إجماع وطني، قبل إرساء معالم الجمهورية الثانية.

الإسلاميون في الجزائر: إستفاقة أم خيبة جديدة؟

بخلاف الاستحقاقات الماضية، يبدو الإسلاميون في الجزائر أكثر حماسة للمعركة الرئاسية المقبلة، التي تعتبر بالنسبة إليهم فرصة للاستفاقة من الانتكاسات المتكررة التي هزت أركانهم على خلفية الصراعات وحرب الزعامات التي أثرت على التيار الإسلامي في الجزائر.

وإلى الآن أعلنت حركتا "مجتمع السلم" و"البناء الوطني" الإسلاميتان ترشح رئيسيهما على التوالي عبد الرزاق مقري وعبد القادر بن قرينة، وشرعتا في إطلاق عملية جمع التوكيلات لدخول السباق، في انتظار مواقف أحزاب التيار الإسلامي الأخرى.

وحركة "البناء الوطني" هي حزب أسسه قبل سنوات قياديون منشقون عن حركة "مجتمع السلم"، أكبر حزب إسلامي في الجزائر، ويحبّذ اعتماد مقاربة معتدلة في نهجه السياسي.

ويؤكد مقري (58 عاماً) لــ "اندبندنت عربية" أن تفويضه من طرف مجلس الشورى بالإجماع للترشح يعكس حالة الرضا المتبادل والثقة القائمة بين الرئيس والمناضلين في الحركة.

ويقدم مقري نفسه كمرشح التوافق الوطني، ويقول إن "الهدف الأول من ترشحي هو التوافق الوطني قبل الانتقال الديمقراطي السلس وتحقيق مشروع الإصلاح الاقتصادي والسياسي الذي يحمله برنامجنا (البرنامج البديل)".

ويرى مقري أنه الأوفر حظّاً في الاستحقاقات المقبلة، إذ إن الحركة هي "التي تملك الميزة التنافسية الأولى إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة، بسبب المشروع المغري الذي تحمله، وطموحات برنامجها البديل، وانتشار وفاعلية هياكلها المركزية والمحلية، وقوتها الشبابية والنسوية، وحاضنتها الشعبية الثابتة والمستقرة التي لم يستطع مسار التزوير تيئيسها، وكذلك تجربتها الطويلة في إدارة الحملات الانتخابية".

علاوة على ذلك، يرى مقري أن الضمانات الأساسية التي جعلت الحركة تترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة هي مشاركة الشعب الجزائري الواسعة في الانتخابات واستعداده لحماية أصواته، وقدرة المرشحين على التعاون لمواجهة التزوير. كما أن خطورة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمخاطر التي تهدد الجزائر بعد الانتخابات قد "تجعل السلطات تفكر ملياً في خطورة التزوير هذه المرة".

ولا يبّدي المرشح الرئاسي تخوفه من ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، ويؤكد أن المسألة الوحيدة التي تخيف في الانتخابات الجزائرية هي عدم حياد الإدارة ومختلف مؤسسات الدولة.

ولم تشارك حركة "مجتمع السلم" في الانتخابات الرئاسية منذ عقدين من الزمن، أي منذ إقصاء مؤسسها التاريخي الشيخ محفوظ نحناح، في رئاسيات 1999، بحجة أنه لم يشارك في ثورة تحرير البلاد.

عسكري سابق يتحدى بوتفليقة

يصنع الجنرال المتقاعد علي غديري الحدث في الجزائر منذ إعلانه الترشح إلى الانتخابات الرئاسية.

وقدم غديري نفسه على أنه الرجل القادر على إحداث تغيير في البلاد وبناء جمهورية ثانية وإحداث قطيعة مع النظام القائم ورجالاته.

وكان غديري قد قال، في لقاء جمعه مع صحافيين جزائريين، إنه جاهز لمواجهة الرئيس بوتفليقة من دون أي عقدة. 

ويعتقد مراقبون أن الرئيس الحالي سيعلن ترشحه في الربع الساعة الأخيرة في سيناريو مشابه لاستحقاق عام 2014، الذي توج فيه رئيساً للبلاد لولاية رابعة.

المزيد من العالم العربي