Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انفجار قارب حوثي من دون بحار في ممرات الشحن الدولي بالبحر الأحمر

تقارير عن صعود مسلحين على متن ناقلة بضائع في جنوب شرقي إيل بالصومال

هاجم الحوثيون أكثر من 20 سفينة في البحر الأحمر منذ الـ19 من نوفمبر (أ ف ب)

ملخص

دعا أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الحوثيين في اليمن إلى وقف هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

أطلق الحوثيون اليمنيون مسيرة سطحية من دون بحار محملة بالمتفجرات انفجرت في ممرات شحن دولية بالبحر الأحمر اليوم الخميس، في أول استخدام لمثل هذا السلاح منذ أشهر، بحسب ما أفاد به مسؤول أميركي عسكري كبير.
وجاء ذلك غداة تحذير 12 دولة على رأسها الولايات المتحدة للمتمردين الحوثيين في اليمن من عواقب لم تحددها، ما لم يوقفوا فوراً هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، وهي هجمات يقول الحوثيون إنها تأتي دعماً للفلسطينيين في غزة حيث تدور حرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقال قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط براد كوبر لصحافيين "انفجرت سفينة سطحية مسيرة تابعة للحوثيين في ممرات الشحن الدولي. لحسن الحظ، لم تقع إصابات ولم تصب أية سفن".
وقال كوبر إن القارب "اقترب على بعد بضعة أميال من السفن العاملة في المنطقة... السفن التجارية وسفن البحرية الأميركية وشاهدنا جميعاً انفجاره".
وأشار كوبر إلى أن هذا الهجوم هو الـ25 الذي يستهدف سفناً تجارية مبحرة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن منذ الـ18 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف كوبر "منذ بدء العملية، أسقطنا مع شركائنا 19 طائرة مسيرة وصاروخاً. وأغرقنا ثلاثة قوارب صغيرة، لكن لا مؤشرات إلى أن سلوك (الحوثيين) غير المسؤول يتراجع".
وفي وقت يقول فيه الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل، قال كوبر "تقييمنا هو أن 55 دولة لها صلات مباشرة بالسفن التي تعرضت للهجوم".

مسلحون على متن ناقلة

إلى ذلك قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة الأمن البحري البريطانية "أمبري" الخميس أيضاً، إن تقارير أفادت بصعود مسلحين على متن ناقلة بضائع ترفع علم ليبيريا في جنوب شرقي إيل بالصومال، وقال بيان "أمبري" إن السفينة كانت متجهة إلى ميناء خليفة بن سلمان في البحرين.

تغيير المسار

من جهتها، قالت شركة ميرسك الدنماركية اليوم الخميس إنها غيرت مسار أربع سفن حاويات من أصل خمس كانت عالقة في البحر الأحمر لتعود صوب قناة السويس وتقطع الرحلة الطويلة عبر طريق رأس الرجاء حول أفريقيا لتجنب خطر الهجمات.
وأظهر جدول زمني لشركة ميرسك أن سفن الحاويات "ميرسك جنوة"، و"ميرسك لوندرينا"، و"إبا ميرسك"، و"غيرترود ميرسك" التي كانت راسية في البحر الأحمر إلى الجنوب من ميناء جدة السعودي في الأيام القليلة الماضية تغيَّر مسارها الخميس لتمر من طريق رأس الرجاء الصالح.
ولم يجر تغيير مسار سفينة خامسة هي "ميرسك يوتا" التي كانت عالقة في المنطقة أيضاً، لكن متحدثاً باسم الشركة قال إنها لن تبحر قبالة اليمن.
وإعادة السفن عبر قناة السويس تعني دفع رسوم جديدة للمرور من القناة والتأخر لمدد طويلة ودفع تكاليف وقود إضافية من أجل أن تبحر السفن من طريق رأس الرجاء الصالح.

تحذير بريطاني

من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الخميس أن الهجمات التي تقع في ممرات الشحن داخل البحر الأحمر يجب أن تتوقف وإلا سيتم اتخاذ إجراء دولي.

ورفض كاميرون تحديد الإجراء الذي ستتخذه بريطانيا، وقال للصحافيين خلال زيارة إلى كوسوفو إن "هذا غير قانوني، فالأمر لا يتعلق بغزة ولا بإسرائيل، بل بحرية الملاحة وقدرة السفن على توصيل شحناتها".

وأضاف أن "الاقتصاد العالمي سيعاني إذا استمر تعرض السفن إلى الهجوم بهذا الشكل غير القانوني وغير المقبول، ويجب أن تتوقف هذه الهجمات وإلا سيتم اتخاذ إجراءات".

ووصفت الصين اليوم الخميس، البحر الأحمر، بأنه ممر ملاحي مهم لتجارة السلع والطاقة. وقالت إن حماية السلام والاستقرار فيه مصلحة مشتركة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين خلال مؤتمر صحافي دوري إن "الصين تعارض الهجمات ضد السفن المدنية. أعتقد أن جميع الأطراف في حاجة إلى لعب دور بناء ومسؤول في حماية أمن ممرات الشحن في البحر الأحمر".

ودعا أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الحوثيين في اليمن إلى وقف هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تهدد الاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة وإمدادات الغذاء العالمية.

وخلال الاجتماع الرسمي الأول للمجلس في عام 2024 أمس الأربعاء، طالب الأعضاء أيضاً الحوثيين بالإفراج عن سفينة الشحن جالاكسي ليدر، التي تديرها اليابان والمرتبطة بشركة إسرائيلية، وعن طاقمها. واحتجزت الجماعة تلك السفينة في الـ19 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وحث بعض الأعضاء المجلس على اتخاذ إجراءات لوقف الهجمات التي يشنها الحوثيون بالصواريخ والطائرات المسيرة، لكن المجلس لم يتخذ أي خطوات رسمية خلال الجلسة المفتوحة قبل بدء مشاورات مغلقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال كريس لو، وهو ممثل للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، للمجلس، إن بلاده تعتقد أن الوضع في البحر الأحمر وصل إلى "نقطة تحول".

وأضاف لو "لهذه الهجمات تداعيات خطرة على الأمن البحري والشحن والتجارة الدوليين، كما أنها تقوض الوضع الإنساني الهش في اليمن"، إذ تهدد إيصال المساعدات إلى البلد الذي مزقته الحرب.

وأطلق الحوثيون المتحالفون مع إيران الذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن طائرات مسيرة وصواريخ على أكثر من 20 سفينة منذ الـ19 من نوفمبر، ويقولون إنهم يستهدفون سفناً لها صلات بإسرائيل أو تبحر إليها تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

لكن عديداً من السفن لم يكن لها صلة بإسرائيل ولم تكن متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية. وعلقت خطوط شحن رئيسة عملياتها عبر البحر الأحمر.

وشكلت الولايات المتحدة ودول أخرى الشهر الماضي قوة عمل بحرية تحت اسم عملية "حارس الازدهار" لحماية السفن المدنية. وتصدت السفن الحربية الأميركية لأسلحة أطلقها الحوثيون وأغرقت الأحد الماضي زوارق سريعة تابعة للجماعة.

وقبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن حذرت الولايات المتحدة و12 دولة أخرى في بيان مشترك من أن الحوثيين "سيتحملون المسؤولية عن العواقب" إذا استمرت الهجمات.

وخلال الجلسة اتهم ممثلو الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل إيران بدعم هجمات الحوثيين، وهو ما نفته طهران.

وقال لو "سيواجه الحوثيون صعوبة في تعقب السفن التجارية وقصفها بصورة فعالة" من دون دعم إيران.

وكان سفير اليابان لدى الأمم المتحدة كازويوكي يامازاكي من الذين طالبوا المجلس بالتحرك لوقف الهجمات، لكنه لم يحدد الخطوات التي ينبغي اتخاذها.

وقال "تعتقد اليابان أنه يجب على مجلس الأمن اتخاذ إجراء مناسب لردع مزيد من تهديدات الحوثيين والحفاظ على السلام والأمن الدوليين".

وحث مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قادة الحوثيين على الحد من الإجراءات التي تشكل تهديداً للسفن التجارية وطواقمها.

لكنه قال إن أصل القضية هو أنها امتداد للصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، وانتقد واشنطن لعرقلتها قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار.

المزيد من الأخبار