ملخص
توقعات بانخفاض التضخم البريطاني إلى نطاق يراوح ما بين 2.5 و3.5 في المئة بحلول نهاية العام
قال اقتصاديون استطلعت صحيفة "التايمز" آراءهم إن "بنك إنجلترا" يستعد لخفض أسعار الفائدة مرتين في الأقل في عام 2024، مع خفض التضخم إلى مسافة قريبة من الهدف الرسمي البالغ اثنين في المئة ومع توقف النمو الاقتصادي.
وقالت غالبية من الاقتصاديين الـ41 الذين شاركوا في الاستطلاع السنوي السابع للاقتصاديين الذي تجريه الصحيفة إن "بنك إنجلترا" سيتراجع جزئياً عن تشديد السياسة النقدية وسط نمو اقتصادي متعثر وضغوط أسعار أضعف.
وتوقع 45 في المئة من المشاركين أن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات أو أكثر في العام المقبل، في حين كان التخفيض مرتين هو التوقع الأكثر شيوعاً.
وقال اثنان من الاقتصاديين إن البنك سيترك سعر الفائدة الأساس عند مستواه الحالي البالغ 5.25 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ 15 عاماً.
نمو الاقتصاد
وأفاد أكثر من ثمانية من كل 10 بأن الاقتصاد سيتوسع بنسبة تتراوح ما بين صفر وسالب واحد في المئة هذا العام، مما يترك البلاد فيما وصفه كبير الاقتصاديين في "دويتشه بنك"، سانجاي راجا، بـ"مدار الركود".
وتخفضت تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الرسمية للربع الثالث من عام 2023 إلى 0.1 في المئة، مما يعني أن بريطانيا ستفي بالتعريف الفني للركود إذا تبين أن الاقتصاد تقلص في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023.
وقالت كبيرة المستشارين الاقتصاديين في مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال فيكي برايس إنه "دون مزيد من اليقين في السياسة ومع التخفيضات المخطط لها في الإنفاق الحكومي الحقيقي الحالي والرأسمالي، ليس هناك توقعات كبيرة بأن الاقتصاد سيفعل أكثر بكثير من خط ثابت في عام 2024".
ويستعد رئيس الوزراء ريشي سوناك لإجراء انتخابات عامة في الخريف القادم، ومن المرجح أن يطلق وزير خزانته جيريمي هانت تخفيضات ضريبية في موازنته في السادس من مارس (آذار) القادم، وهي آخر تخفيضات له قبل التصويت المتوقع، في محاولة لتضييق العجز في استطلاعات المحافظين ضد حزب العمال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن اتحاد التجزئة البريطاني أن تضخم أسعار المتاجر لم يتغير الشهر الماضي عند 4.3 في المئة، مع ارتفاع أسعار المواد غير الغذائية في المتوسط. وحذرت الهيئة من أن احتكاكات الاستيراد وارتفاع معدلات الأعمال قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار المتاجر لفترة أطول.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2021 رفعت لجنة السياسة النقدية بالبنك برئاسة أندرو بيلي محافظ البنك أسعار الفائدة 14 مرة، وأبقى أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعاته الثلاثة الماضية.
في حين تبنت الأسواق المالية وجهة نظر مختلفة حول المدى الذي ستخفض فيه لجنة السياسة النقدية أسعار الفائدة هذا العام، مع ما يصل إلى خمسة تخفيضات على مدى الأشهر الـ12 المقبلة، ربما تبدأ في مايو (أيار) المقبل، مما يخفض سعر الفائدة الأساس إلى أربعة في المئة.
توقعات بتخفيض الفائدة الأميركية ثلاث مرات
ومن المتوقع أن تنعكس هذا العام الجهود العالمية المتزامنة التي بذلتها البنوك المركزية على مدى العامين الماضيين لخفض التضخم من خلال تشديد السياسة النقدية بأكبر وتيرة منذ جيل. ويعتقد المشاركون في الاستطلاع أن بنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، ويتوقع معظمهم أن يحقق أكبر اقتصاد في العالم "هبوطاً ناعماً". وانخفض معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 3.1 في المئة بعد أن بلغ ذروته فوق تسعة في المئة.
ولن تكون بريطانيا وحدها في مواجهة عام آخر مخيب للآمال من الإنتاج، إذ كان معدل النمو الاقتصادي العالمي الذي يراوح ما بين اثنين وثلاثة في المئة هو الجواب الأكثر شيوعاً الذي قدمه أولئك الذين شملهم الاستطلاع.
وقال اقتصاديون إن البنك المركزي الأوروبي سيحذو حذوه، بخاصة مع اقتراب اقتصاد منطقة اليورو من الدخول في حالة ركود، إذ من المتوقع أن تنكمش ألمانيا، محرك النمو في الكتلة، في عام 2024.
وقال المشاركون في الاستطلاع إن المقارنات الإيجابية مع أسعار الطاقة المرتفعة في 2022 وتباطؤ نمو الأجور قد تؤدي إلى خفض التضخم البريطاني إلى نطاق يراوح ما بين 2.5 إلى 3.5 في المئة بحلول نهاية العام من مستواه الحالي البالغ 3.9 في المئة. ومع ذلك، فإن ضغوط الأسعار المستمرة من شأنها أن تدفع "بنك إنجلترا" إلى تخفيف سياسته النقدية بمزيد من الحذر، مع تحذير الاقتصاديين من أن تضخم الخدمات قد يكون عنيداً.
