ارتفعت حصيلة الزلزال الذي ضرب وسط اليابان، الإثنين الماضي، الى 73 قتيلاً، بينما يواصل عمال الانقاذ جهود البحث عن ناجين وسط ظروف جوية سيئة ومخاوف من انزلاقات للتربة وهزات ارتدادية.
وفي أنحاء مقاطعة إيشيكاوا بجزيرة هونشو كانت عربات الطوارئ تحاول بصعوبة المرور في الطرق التي تساقطت عليها الصخور والأشجار.
وتكبدت شبه جزيرة نوتو في المقاطعة أكبر الأضرار جراء الزلزال.
وكان مسؤول في مقاطعة إيشيكاوا قال لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم ذكر اسمه إن "الحصيلة بلغت 62 قتيلاً" وأكثر من 300 جريح بينهم 20 إصاباتهم بالغة.
وضرب زلزال قوي اليابان في أول أيام العام الجديد، فيما تكافح فرق الإنقاذ، اليوم الثلاثاء، للوصول إلى مناطق انهارت فيها المباني وتضررت الطرق وانقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من المنازل.
ووقع الزلزال الذي أشارت التقارير الأولية إلى أن قوته 7.6 درجة بعد ظهر الإثنين، ما دفع سكاناً في بعض المناطق الساحلية إلى الفرار لمناطق مرتفعة، بينما ضربت أمواج تسونامي الساحل الغربي لليابان وجرفت بعض السيارات والمنازل في البحر.
وتم إرسال الآلاف من أفراد الجيش ورجال الإطفاء ورجال الشرطة من أنحاء البلاد إلى المنطقة الأكثر تضرراً في شبه جزيرة نوتو النائية نسبياً في مقاطعة إيشيكاوا. ومع ذلك، تعثرت جهود الإنقاذ بسبب أضرار جسيمة لبعض الطرق وتعطلها، وتقول السلطات إنها تجد صعوبة في تقييم المدى الكامل للأضرار.
وتم تعليق الكثير من خدمات السكك الحديدية وحركة العبارات والرحلات الجوية إلى المنطقة. وأفادت هيئة الإذاعة اليابانية بإغلاق مطار نوتو بسبب أضرار لحقت بمدرجه ومرافق أخرى به، وصار 500 شخص محاصرين داخل السيارات في ساحة انتظار السيارات.
"كثير من الضحايا"
وكان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أعلن، اليوم الثلاثاء، أن الزلازل القوية والعديدة التي هزت وسط البلاد منذ أمس الإثنين، بما فيها زلزال بقوة فاقت سبع درجات، قد تسببت في سقوط "كثير من الضحايا" وبأضرار مادية كبيرة.
وقال كيشيدا "تأكد وقوع أضرار جسيمة"، متحدثاً عن وجود "كثير من الضحايا والمباني المنهارة والحرائق". وأضاف "علينا أن نسابق الوقت" لإنقاذ الأرواح.
وضربت زلازل قوية وسط اليابان الإثنين مما تسبب في حدوث موجات تسونامي زاد ارتفاعها على متر في بعض المناطق ودفع بالسلطات إلى الطلب من السكان مغادرة المناطق المعنية واللجوء إلى المرتفعات.
155 زلزالاً
وتعرض وسط اليابان لـ155 زلزالاً وفقاً لوكالة الأرصاد الجوية اليابانية "جيه أم أي"، ومعظم هذه الزلازل تجاوزت قوتها ثلاث درجات. وشعر السكان بست هزات قوية إضافية صباح الثلاثاء، وفقا للوكالة.
برامج خاصة
وقطعت القنوات التلفزيونية بثها الاعتيادي لبث برامج خاصة. وفي أحدها، حث رئيس الوزراء فوميو كيشيدا سكان المناطق الخطرة على "إخلائها في أسرع وقت ممكن" والتوجه إلى تلك المرتفعة.
وقال أحد مقدمي البرامج على قناة "أن أتش كيه"، "ندرك أن منازلكم وممتلكاتكم مهمة بالنسبة لكم، لكن حياتكم أهم من أي شيء آخر. سارعوا إلى أعلى منطقة ممكنة".
وأعلن وزير الدفاع مينورو كيهارا أن ألف جندي يستعدون للتوجه إلى المنطقة، بينما وضع 8500 غيرهم في حالة تأهب. وأرسلت نحو 20 طائرة عسكرية لتقييم الأضرار.
دعم أميركي - بريطاني - صيني
في واشنطن، عرض الرئيس الأميركي جو بايدن على اليابان "أية مساعدات لازمة" للتعامل مع تداعيات الزلزال، مشدداً على "التحالف الوثيق" بين واشنطن وطوكيو. كما قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في بيان إن بلاده مستعدة لدعم اليابان وتتابع التطورات عقب زلزال ضرب وسط البلاد الإثنين.
وأضاف سوناك "رئيس الوزراء فوميو كيشيدا صديق عظيم للمملكة المتحدة، مشاعري مع جميع المتضررين باليابان من الزلازل التي تسببت في مثل هذه الأضرار الفادحة".
وقالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، إن الصين مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة لليابان في مواجهة الزلزال المدمر الذي تعرضت له في أول أيام العام الجديد.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة وانغ ون بين في مؤتمر صحافي دوري أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بين الصينيين بسبب الزلزال.
وأكدت السلطات اليابانية مقتل 62 شخصاً حتى الآن، مما يجعل هذا الزلزال الأكثر إزهاقاً للأرواح في اليابان منذ عام 2016 في الأقل.
ورداً على سؤال حول حادثة تصادم الطائرتين في مطار هانيدا بطوكيو أمس الثلاثاء، قال وانغ إنه لم يكن هناك مواطنون صينيون مصابون في الحادثة، مضيفاً أن اليابان لم تقدم أي طلب للمساعدة.
وقال وانغ إنه كان هناك 14 سائحاً من هونغ كونغ على متن طائرة الخطوط الجوية اليابانية رقم 9201 تي، وقد تواصلت معهم السفارة الصينية لدى اليابان.
وأدى الاصطدام الذي أثار مخاوف في شأن سلامة المدرج إلى مقتل خمسة من أفراد الطاقم الستة الذين كانوا على متن الطائرة الأصغر حجماً التابعة لخفر السواحل، بينما نجا جميع الأشخاص البالغ عددهم 379 شخصاً على متن طائرة الخطوط الجوية اليابانية.
وشعر السكان بالزلزال حتى طوكيو على بعد أكثر من 300 كيلومتر من نوتو.
وقال رجل مسن لقناة "أن أتش كيه" "لم أشهد على مثل ذلك من قبل، كان الأمر مخيفاً جداً. خرجت على الفور (من المنزل) لكن الأرض كانت تهتز".
وحذرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية من احتمال حدوث أمواج تسونامي يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، لكنها عادت لتخفض هذا التوقع إلى ثلاثة أمتار.
السيناريو الأسوأ
لكن السيناريو الأسوأ لم يتحقق، إذ أفادت الوكالة أن أمواجاً يصل ارتفاعها إلى 1.2 متر ضربت ميناء واجيما في شبه جزيرة نوتو.
وقال مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ إن خطر حدوث تسونامي "خف إلى حد كبير".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وظهرت الأضرار الناجمة مباشرة عن الزلازل بصورة كبرى في المنازل القديمة المبنية عموماً من الخشب.
وقال الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي إنه تبلغ بـ"ست حالات" أشخاص عالقين تحت ركام مبانٍ منهارة في مقاطعة إيشيكاوا.
وأظهرت صور بثها التلفزيون الياباني اندلاع حريق في واجيما تسبب بتضرر مبان عدة.
ونشر مقطع فيديو على منصة "إكس" يظهر منازل خشبية قديمة منهارة، ويسمع فيه شخص يطلب المساعدة ويقول "هذه منطقة ماتسونامي في نوتو. نحن في وضع مروع. من فضلكم تعالوا وساعدونا. مدينتي في وضع مروع".
انقطاع الكهرباء
وانقطعت الكهرباء عن نحو 33500 منزل في مقاطعات إيشيكاوا وتوياما ونيغاتا، وكلها تقع على جانب بحر اليابان في جزيرة هونشو في اليابان، وفق ما أفادت المرافق المحلية.
كذلك، أغلقت طرق سريعة رئيسة الإثنين في محيط مركز الزلازل وفق ما ذكرت الشركة المشغلة للطرق، وعلقت رحلات قطار "شينكانسن" السريع بين طوكيو ومركز الزلزال في منطقة نوتو بحسب السكك الحديدية اليابانية.
مشاهد من تصدع الطرق في #اليابان جراء زلزال قوي، هز وسط البلاد بقوة 7.6 درجة، مما دفع السلطات لإطلاق تحذير من موجات "تسونامي" عاتية #نكمن_في_التفاصيل pic.twitter.com/72gf9cca1G
— Independent عربية (@IndyArabia) January 1, 2024
وتشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها في منطقة "حزام النار" في المحيط الهادئ التي تشهد نشاطاً زلزالياً مرتفعاً. وتمتد هذه المنطقة في جنوب شرقي آسيا وإلى حوض المحيط الهادئ.
لذلك تفرض السلطات في الأرخبيل معايير بناء صارمة بحيث تكون المباني عموماً مقاومة للزلازل القوية فيما السكان معتادون على هذه المواقف التي يستعدون لها بانتظام.
وتعرضت البلاد في مارس (آذار) 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت منه موجات مد "تسونامي"، وأودى بـ18 ألفاً و500 شخص بين قتيل ومفقود.
وأدت هذه الكارثة أيضاً إلى حادثة فوكوشيما النووي، وهو الأسوأ منذ تشيرنوبيل في عام 1986.
وأكدت الحكومة اليابانية أنه لم يتم الإبلاغ عن أي خلل حتى الآن في المحطات النووية. وقال الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي "جرى تأكيد عدم وجود أي خلل في محطة شيكا للطاقة النووية (في إيشيكاوا) ومحطات أخرى حتى الآن".
تحذير روسي - كوري جنوبي
نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن وزارة الطوارئ الروسية قولها، الإثنين، إن مناطق بجزيرة سخالين الروسية ومدينتي فلاديفوستوك وناخودكا القريبة من اليابان والواقعة قبالة الساحل الروسي على المحيط الهادئ معرضة لخطر حدوث موجات مد عاتية (تسونامي).
وذكرت وسائل إعلام روسية أن السلطات في مدينة فلاديفوستوك الساحلية بمنطقة بريمورسك دعت أي شخص يبحر في المياه المحلية إلى ضرورة "العودة سريعاً إلى الشاطئ".
وذكرت "وكالة تاس" أن السلطات في منطقتي سخالين وخاباروفسك قالت، إن الموجة لا تشكل خطراً على الحياة.
وأضافت أن وزارة الطوارئ الروسية نفت تقارير سابقة تحدثت عن إجراء عمليات إجلاء للسكان من المناطق المعرضة للخطر في سخالين.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الكورية الجنوبية إن موجة تسونامي يقل ارتفاعها عن متر واحد وصلت إلى السواحل الشرقية للبلاد عقب زلزال قوي ضرب اليابان الإثنين. وأضافت الهيئة أن البلاد ربما تشهد موجات أكثر وأكبر خلال الساعات المقبلة.
وذكرت الهيئة أن أولى موجات تسونامي التي وصلت إلى سواحل كوريا الجنوبية بلغ ارتفاعها 67 سنتيمتراً، لكن قد تزيد ارتفاعاً، وربما تستمر لأكثر من 24 ساعة.
من ناحية أخرى، أطلقت كوريا الشمالية تحذيرات من موجات تسونامي محتملة يصل ارتفاعها لأكثر من مترين على سواحلها، بحسب ما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء الكورية الجنوبية نقلاً عن الإذاعة الرسمية للجارة الشمالية.
وقالت وزارة الداخلية والسلامة الكورية الجنوبية إن سلطات إقليم جانجون دعت السكان لاتخاذ تدابير احترازية وطلبت منهم إخلاء المناطق المرتفعة. وطالبت سلطات الإقليم السكان عبر رسائل نصية عاجلة بالابتعاد عن الساحل وإخلاء المناطق المرتفعة. وقالت الوزارة، إن مدينة سامتشوك نصحت السكان بالانتقال إلى مناطق يزيد ارتفاعها على مبنى مكون من ثلاثة طوابق.
ذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء الكورية الجنوبية نقلاً عن الإذاعة الرسمية لكوريا الشمالية أن بيونغ يانغ أصدرت تحذيرات من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) على ساحلها الشرقي بعد أن ضرب زلزال قوي اليابان، الإثنين، وقالت إن أمواجاً يصل ارتفاعها إلى 2.08 متر قد تضرب شواطئها.