Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كايت ميدلتون: رحلة العودة الواثقة للإنسانة وراء اللقب الملكي

استأجرت منزلاً بالقرب من مدرسة أطفالها فقط لترتيب مواعيد اللعب مع أصدقائهم وتستمتع بتناول الشراب مع الأصدقاء بعيداً من أجواء القصر الضاغطة على الآخرين

تبدو كايت ميدلتون ناجحة في مبادراتها الخيرية التي تعطي الأولوية للأطفال والعائلات (حساب أمير وأميرة ويلز على يوتيوب)

ملخص

تبدو أميرة ويلز اليوم وكأنها عادت لتكون تلك المرأة الواثقة التي كانت عليها لما التقت زوجها الأمير ويليام

يمثل الجزء الختامي من سلسلة "التاج" The Crown ظهور أكثر أفراد العائلة الملكية كاريزمية ظاهرياً: أميرة ويلز. لكن وعلى رغم كل التكهنات الأخيرة، فإن ظهورها كان عابراً، وينتهي مع حفلة زفاف تشارلز وكاميلا عام 2005، وهو أمر مريح بلا شك، بخاصة في ضوء الاتهامات العنصرية الأخيرة ضدها التي كشف عنها في مسودة هولندية لأحدث كتاب لأوميد سكوبي بعنوان "نهاية لعبة" Endgame.

وتتناول الحلقة الأخيرة السنوات التي قضاها ويليام في مدرسة إيتون كوليدج وتفاعلاته الأولى مع كايت في جامعة سانت أندروز، بما فيها تلك اللحظة السيئة الشهيرة التي وقعت في مارس (آذار) من عام 2002 عندما شاركت ملكتنا المستقبلية في عرض أزياء خيري وهي ترتدي فقط سروالاً داخلياً أسود وفستاناً شفافاً بالكامل. هذه هي اللحظة التي من المفترض أن ويليام لاحظ فيها جمالها للمرة الأولى، وعلق على ما يبدو قائلاً: "واو، كايت مثيرة".

لا يمكن لهذا الظهور شبه العاري إلا أن يتناقض مع الصورة التي نعرفها عن كايت الآن. ويدفعنا لطرح السؤال: ما مقدار ما نعرفه عنها حقاً باستثناء الطريقة المثالية والمتحفظة التي تؤدي بها واجباتها الرسمية؟ مشاركتها في عرض الأزياء ذاك في الجامعة، إضافة إلى إطلالة فتاة التزلج الجريئة التي ارتدت فيها شورتاً أصفر قصيراً وبلوزة معلقة بالعنق مطرزة بالترتر البراق التي ظهرت بها في حملة أخرى لجمع التبرعات في لندن عام 2008، قد تكونان مؤشراً على الشخص الحقيقي الذي طالما غفلنا عنه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ليس من المستغرب على الإطلاق أن تكون هناك نسختان من كايت. فعند رصد الدقة التي تنخرط بها في واجباتها الملكية، يلاحظ بعضهم أنها تتبع التقاليد بطريقة تكاد تكون آلية. لكن هل هذا الحال فعلاً؟ بعيداً من دورها الملكي وعدسات الكاميرات، تتصرف كايت مثل أي أم عاملة مجهدة لثلاثة أطفال، تحب تناول مشروب بعد أن يؤوي صغارها إلى الفراش (إذ من المفترض أن ويليام يجيد التأكد من أن تكون كأسها ممتلئة)، وتقضي أوقاتاً مع صديقاتها (مرتدية دائماً الجينز وحذاء رياضياً) وتضحك معهن دائماً وتسخر من نفسها. إنها ليست شخصية تنغمس في الشراب واللهو، لكنها أيضاً بعيدة كل البعد من أن تكون مملة.

لن تكون كايت أول من يخلق هوية منفصلة من أجل الاستمرار في مكان العمل، وكايت الوحيدة التي نعرفها هي تلك التي نراها تعمل. لنتعرف عليها أكثر، أتحدث إلى بعض الأشخاص في دائرتها الأوسع، فأولئك المقربون يشكلون ترسانة لا يمكن اختراقها. الأشخاص الذين يتحدثون بحرية ينتمون إلى الجيل الأكبر سناً، الأصدقاء الأرستقراطيون القدامى للعائلة المالكة الذين شهدوا عن قرب كل الأحداث التي تجري في الداخل لعقود من الزمن.

يعد ما يقولونه مفيداً بشكل خاص، فإضافة إلى معرفتهم الوثيقة بآلية عمل الجهاز الملكي، فهم موجودون منذ أيام الأميرة ديانا، بل إن بعضهم كان حاضراً حتى قبل ذلك. إنهم ليسوا من النوع الذي ينمق كلماته، ولا يوجهون الانتقادات حيث لا ينبغي.

إنهم يستخدمون كلمات مثل "استثنائية" عند وصف كايت ويظهرون إعجابهم العام في إشادتهم بها. بالطبع، قد تعتقدون أنهم يطرون عليها لأنها ستصبح ملكة. كما أنهم متحدون بالمثل في غضبهم من الاتهامات غير المقصودة التي وجهها أوميد سكوبي الزاعمة أن كيت كانت الفرد الثاني في العائلة المالكة الذي تساءل عن لون بشرة آرتشي، ابن ميغان وهاري. بدلاً من ذلك، يعتقدون أن التعليق (سواء كان صريحاً أم لا) كان أقرب إلى ما يلي: "هل تعتقد أنه سيكون شديد البياض وبشعر أحمر مثل هاري، أم ذا بشرة داكنة مثل ميغان؟" لكنهم واضحون في التأكيد أنها لم تكن الشخص الذي طرح الأمر وما كانت ستفعل ذلك، وإن كانت حاضرة أثناء المحادثة ربما.

كان الانطباع الذي أعطوني إياه هو أنها امرأة قوية، ربما أقوى حتى من زوجها، بخاصة عندما يتعلق الأمر بالشؤون العائلية، بعد أن نشأت في أسرة محبة ومستقرة، إذ كبرت مع والديها، مايكل وكارول ميدلتون، إلى جانب شقيقتها وشقيقها فيليبا وجيمس، في أسرة متماسكة ومحبة.

وفي هذا الصدد، كانت اليد العليا دائماً لها. في كثير من الأحيان، تعرض الأمير تشارلز لانتقادات داخل العائلة أثناء نشأة ابنيه بسبب اتهامه بأنه كان متساهلاً جداً مع هاري، ويسمح له بالإفلات من العقاب كثيراً مدفوعاً بشعوره بالذنب تجاه ديانا ومعرفته كيف أثر كون هاري الوريث الثاني على شقيقه الأمير أندرو. وبالتالي، كان على ما يبدو أكثر صرامة مع ويليام، إذا لم يشعر بحاجة كبيرة إلى حمايته، بخاصة مع ضمان موقعه كأول وريث في الانتظار.

مثال على أولويات كايت هو ما ذكرته لي إحدى الأمهات التي قابلتها أثناء دراسة شارلوت وجورج في مدرسة توماس في منطقة باترسي. خلال تلك الفترة، قامت كايت باستئجار منزل سري على بعد شارعين من بوابات المدرسة. كان الهدف الرئيس خلق بيئة ملائمة للعب طفليها تخلو من مسافات "نحن وهم" الفاصلة التي كانت ستوجد لو حدثت لقاءات اللعب في قصر كنسينغتون في لندن. كانت كايت تصطحب شارلوت وجورج إلى هناك بعد المدرسة للعب مع أصدقائهما، بينما كانت هي تمضي وقتاً مع أمهاتهم. لا بد أن التفاعل مع الناس في محيط محايد كان أمراً مريحاً. لكن الحماية الفطرية لطفليها تقول كثير.

عرف عنها في مدرسة توماس، حضورها المحسوس. وصفها أحد الآباء الآخرين بأنها "استثنائية"، دائماً تقدم المساعدة عند الحاجة، وتقوم بإيصال ابنيها إلى المدرسة، وتحضر كل اجتماعات الأهالي مع المدرسين والعروض المدرسية. يشاع أنها قامت بتكرار شيء مماثل في منزلهم الجديد الواقع في محيط قلعة ويندسور، الذي انتقلوا إليه العام الماضي، وهو صغير نسبياً، ليس فيه موظفون أو حاشية، باستثناء مدبرة المنزل.

يقول شخص من الجيل الأكبر: "إنها تنظر إلى كونها شخصية ملكية كوظيفة. إنها ترغب في أن يتمتع أطفالها بحياة بسيطة ومباشرة جداً، تماماً كما كانت حياتها، وأن يفهموا أن التاج وممتلكاته ليسوا ملكهم، بل جزء من الوظيفة فقط".

نظراً إلى خلفيتها، كان وجودها في مراحل مبكرة يعتبر أنه أحدث تغييراً هائلاً داخل العائلة المالكة، بخاصة وأن أفرادها كانوا يميلون عادة إلى الزواج من داخل الدائرة الملكية. كانت الأجواء الجديدة التي جلبتها معها تأثيراً متطوراً كانت العائلة في أمس الحاجة إليه ولا يمكن تجاهله، على رغم أن بعضهم في البداية وصفها، بنبرة طبقية، بابنة الطبقة المتوسطة. وبينما اكتسبت ميغان بلا منازع لقب "الغريبة"، كانت كايت أيضاً شخصاً يتمتع بمنظور خارجي، والأهم من ذلك، أنها كانت قادرة على دمجه في العائلة وإظهار كيف تبدو الأسرة المحبة والحامية. يبرز اهتمامها بهذه النقطة، من خلال انخراطها في مركز المؤسسة الملكية للطفولة المبكرة، كثير من هويتها والأمور التي تهمها.

وكذلك اختيارها للأصدقاء (ومعظمهم في الغالب من الطلاب الذين التقتهم أثناء دراستها في مدرسة مارلبرو وجامعة سانت آندرو) الذين ظلوا على حالهم منذ تعرفت عليهم. لم تكن هناك إضافات جديدة إلى مجموعتها أو إلى مجموعة زوجها، باستثناء أزواج الأصدقاء المقربين. بينما تحافظ المجموعة على صمتها حيال الأمور المتعلقة بويليام وكايت، فإنها تتحدث بجرأة عن آرائها حول تأثير انتقادات ميغان وهاري اللاذعة في كايت بشكل خاص.

يقول أحد الأصدقاء: "كسر الأمر الأخير الذي قامت به ميغان قلبها. ما لا يدركه أحد هو الجهد الذي بذلته لحث ويليام وهاري على التصالح والتحدث وإبقاء التواصل. ثم حدث هذا الشيء".

دائماً، في الأوقات الصعبة، إنها تلجأ إلى عائلتها. لطالما كانت قريبة من أخوتها، وبخاصة أختها الصغرى بيبا. لكن قيل لي أيضاً إن قرارها بالزواج من ويليام كان صعباً على كل منهما بسبب التدقيق الذي تعرضتا له. إضافة إلى الضجة التي تصاحب قضاء وقت مع كايت بالفعل، مما قلص إلى حد كبير خيارات الأماكن التي يمكنهما الذهاب إليها في عطلة.

وجد والداها الأمر صعباً أيضاً، بخاصة مع انهيار شركتهما التي تحمل اسم "بارتي بيسز" Party Pieces. الشعور الذي انتابهما هو أنهما لم يختلفا عن الأشخاص الكثيرين الذين اضطروا إلى إغلاق أعمالهم بسبب الخسائر خلال جائحة كورونا، ومع ذلك تعرضا لتمييز غير منصف من حيث الانتباه الذي صب عليهما. مع ذلك، يظلون جميعاً أوفياء ويحثون كايت دائماً على الاستمرار وتجاهل كل شيء ويهدئونها عندما تكون متوترة. قال لي أحد أصدقاء والديها: "لقد دعماها. الفارق بينها وبين ميغان هو أنها كانت دائماً تحظى بالدعم والاستقرار الذي لم يتوفر لميغان. ولهذا السبب تمكنت من اجتياز المحنة".

وبالتأكيد هما أيضاً السبب في تمكن كايت من التغلب على التركيز السلبي من الصحافة الذي تلقته في الأيام الأولى من علاقتها مع ويليام، كما يظهره مسلسل "التاج". هل تتذكرون "كايتي وايتي" [والمقصور كايت التي تنتظر أن يطلب يدها]؟ هل سبق لها أن تحدثت أو ألمحت إلى أي من ذلك؟ لم تهمس به حتى. بينما كانت ميغان، في غضون عام من زواجها من هاري، تشكر الصحافي التلفزيوني توم برادبي لسؤاله عن أحوالها، مضيفة بشكل واضح: "لم يسألني كثيرون عما إذا كنت على ما يرام". إنه ليس شيئاً يمكن للمرء تخيل أن كايت ستقوله، على رغم أنها مرت بلا شك بفترات شعرت خلالها بالضياع والوحدة أثناء محاولة تلمس طريقها في عالمها الملكي الجديد.

لكن ربما يكون هناك شيء واحد يجب أن تشكر ميغان عليه، وهو عثورها على الثقة لإعلاء صوتها. ليس عن "حقيقتها" ولكن عن القضايا التي تؤمن بها، وتعزيز العلاقات مع المنظمات والمجموعات التي تهتم لأمرها، مثل الهيئات المعنية بالصحة العقلية.

أية امرأة تتوقف وتفكر للحظة في كيفية أنها تخضع باستمرار للتدقيق والمراقبة الدقيقة منذ صغرها، بدءاً من كل تحركاتها إلى اختيارات ملابسها وتغييرات تسريحة شعرها، ستبدأ تفهم سبب تقييد نفسها في البداية، ولماذا اختارت إطلالة بسيطة وعادية في الأيام الأولى من زواجها، ولماذا كانت مقلة في حديثها.

إن المرأة الجديدة، الأكثر ثقة وأناقة، وجاذبية أحياناً، التي نراها الآن ليست تركيبة مدروسة ولكنها عودة للشخص الواثق الذي كانت عليه في جامعة سانت آندروز، الشخص الذي تزدهر لتكونه مرة أخرى اليوم.

© The Independent

المزيد من منوعات