Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف مدفعي وجوي يهز أم درمان والبرهان يرى النصر قريبا

سكان نيالا والجنينة وزالنجي والضعين يعانون انقطاع الاتصالات

مسيرات الجيش قصفت بكثافة مواقع وتمركزات "الدعم السريع" في مناطق عدة في شرق وجنوب الخرطوم (أ ف ب)

ملخص

علي الصادق يقول إن بلاده لن تعتذر لتشاد عن اتهامها بدعم قوات "الدعم السريع" في حربها ضد الجيش

تواصلت عمليات التصعيد العسكري بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" على جبهات القتال المختلفة بولاية الخرطوم، حيث دارت مواجهات برية بين الطرفين في موازاة تبادل قصف مدفعي عنيف أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين، في وقت أكد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، خلال زيارته الفرقة الثالثة مشاة بمنطقة شندي (106 كيلومترات شمال شرقي الخرطوم) أن نصر قواته على "الدعم السريع" أصبح قريباً، مؤكداً أن الجيش السوداني يتقدم في هذه المعركة بخطى ثابتة وحثيثة للقضاء على ما سماه "السرطان" في إشارة إلى "الدعم السريع".

وأشار شهود إلى أن مسيرات الجيش قصفت بكثافة مواقع وتمركزات "الدعم السريع" في مناطق عدة، بشرق وجنوب الخرطوم، من أبرزها أحياء بري والمنشية والمجاهدين وأجزاء من محيط سلاح المدرعات، ولا سيما جبرة والشجرة والصحافة.

وفي أم درمان ذكر مواطنون أن اشتباكات وقعت بين طرفي الصراع في نواحي وسط المدينة شملت أحياء العباسية وبانت والمسالمة باستخدام الأسلحة الخفيفة، وأطلق الجيش صواريخ مدفعية من منصاته بوادي سيدنا وكرري شمال أم درمان صوب أهداف وتجمعات قوات "الدعم السريع" في أجزاء مختلفة من المدينة.

كذلك أفادت مصادر عسكرية بأن الطيران الحربي التابع للجيش شن غارات جوية استهدفت تجمعات "الدعم السريع" في الأحياء الجنوبية لأم درمان، فضلاً عن منطقة غرب جبل التوم ود حامد جنوب المدينة.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى مقتل 37 مدنياً وإصابة 29 آخرين في قصف مدفعي متبادل بين الطرفين في منطقة الثورات بشمال أم درمان، مشيرة إلى أن من بين القتلى 12 متطوعاً كانوا يتلقون دورة إسعافات أولية، بينما أصيب 18 آخرون من المتطوعين بإصابات متفاوتة، فضلاً عن إصابة امرأتين داخل منزليهما.

ووفقاً لشهود، فإن القصف المدفعي المكثف بالقنابل من قبل "الدعم السريع" استمر، وقتاً طويلاً، بينما واصل الطيران العسكري والطائرات المسيرة التابعة للجيش تحليقها وقصفها بعض مواقع وتمركزات هذه القوات.

وفي دارفور، يعاني سكان أربع مدن رئيسة هي نيالا والجنينة وزالنجي والضعين انقطاع خدمة الاتصالات، مما ضاعف من معاناتهم اليومية، حيث لم يتمكن معظم المواطنين من استخدام التطبيقات البنكية لشراء حاجاتهم من السلع الغذائية وغيرها. وناشد مواطنون شركات الاتصالات تفعيل واستئناف عملها في ولايات دارفور بخاصة.

دعم لوجيستي

في الأثناء، أكد وزير الخارجية السوداني علي الصادق أن بلاده لن تعتذر لتشاد عن اتهامها لها بدعم قوات "الدعم السريع" في حربها ضد الجيش، مشيراً إلى تسليمها صوراً وبراهين تثبت دعمها اللوجيستي لهذه القوات. وقال الصادق في حديث مع "تلفزيون السودان" "تشاد استدعت سفيرنا وطلبت الاعتذار عن تصريحات مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا، وهددت بأنها تعطي السودان فرصة ثلاثة أيام وإذا لم يعتذر فإنها ستتخذ من الإجراءات ما تراه مناسباً، نحن لن نعتذر واتهاماتنا لم تأت من فراغ". وقال إن "البعثة السودانية في أنجمينا وأبشي نقلت للسلطات التشادية كل البينات والأدلة، بما فيها صور للأقمار الاصطناعية والتصوير الجوي، التي تؤكد تورطها في توفير ممرات للدعم اللوجيستي المقدم من الإمارات لصالح قوات (الدعم السريع)، لكنها تغاضت عن الأمر وتصرفت كما لو أن الأمر لا يعنيها".

ونوه وزير الخارجية السوداني إلى أن موقف تشاد كان جيداً في بداية الحرب، لكن سياستها تغيرت بعد زيارات قام بها مسؤولون إماراتيون إلى أنجمينا، لافتاً إلى أن دعم الإمارات لـ"الدعم السريع" كان مرصوداً وتواصلنا معها لإيقافه، لكن من دون جدوى، وبعد ذلك، تم إخطار عدد من الدول بالأمر وطلب منها السودان إقناع أبوظبي بإيقاف الدعم، مشيراً إلى أن تصريحات العطا أتت عندما وصلت الخرطوم إلى طريق مسدود مع الإمارات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف الوزير السوداني، "نحن لم نستعد الإمارات على رغم توفر المعلومات عن تورطها في الحرب، لكن هي التي بدأت بطرد دبلوماسيين سودانيين، والقانون الدولي يكفل لنا الرد". ورأى الصادق أن "إيغاد" تآمرت على السودان من خلال البيان الختامي الذي حوى نقاطاً لم يتم الاتفاق عليها، ما يعد سوء نية من السكرتارية التنفيذية لـ"إيغاد" يرقى للمؤامرة ضد بلادنا، مما دفع الخارجية السودانية لإصدار بيان رفض بعض ما ورد في هذا البيان.

تطور إيجابي

إلى ذلك، رحب تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) بالبيان الختامي الصادر عن قمة دول "إيغاد" التي انعقدت السبت الماضي بجيبوتي حول الوضع في السودان، خصوصاً ما ورد حول إعلان رئيس المجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو التزامهما بوقف إطلاق النار غير المشروط واعتماد خيار الحل السلمي السياسي. وقال التحالف في بيان "نرى أنه في حال التزام ما ورد في البيان في هذا السياق، فسيكون تطوراً إيجاباً وملحوظاً ويمكن البناء عليه"، مؤكداً أن بيان "إيغاد" جاء باتجاه إنهاء معاناة الشعب السوداني جراء حرب 15 أبريل (نيسان)، حيث عمل للوقف الفوري للقتال بين طرفي الصراع ولفتح الطريق لمعالجة الكارثة الإنسانية وتسهيل عملية سياسية يملكها ويقودها السودانيون لمناقشة قضايا بلادهم واسترداد مسار التحول المدني الديمقراطي.

وأشار البيان إلى أن أية عملية سياسية تهدف لإنهاء الحرب وتأسيس سلام مستدام يجب أن تكون شاملة لجميع السودانيين عدا المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية المرتبطة به وواجهاتهما، حاضاً الطرفين المتقاتلين على تحكيم صوت العقل والانحياز لرغبات الشعب السوداني في تحقيق السلام والاستقرار وحماية الوطن من أخطار الفوضى الشاملة والتقسيم.

المجاعة

في هذا الوقت، أشارت المتحدثة باسم منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان "أوتشا" صوفيا كارلوسن إلى أن ما بين 15 و20 مليون مواطن سوداني يواجهون شبح المجاعة في وقت تتصاعد فيه هذه الأرقام باطراد، ووصفت أوضاع النازحين الذين فروا من منازلهم بسبب الحرب والمقيمين بمعسكرات دارفور بأنها مزرية وقاسية جداً، منوهة إلى أن هناك أرقاماً أخرى تثير القلق، بخاصة حالات سوء التغذية. وبينت كارلوسن، في تصريحات صحافية أنه خلال هذا العام، تمكنت المنسقية من تقديم مساعدات غذائية لـ4.7 مليون مواطن سوداني، لكن هذ الرقم يمثل جزءاً يسيراً في ظل حاجة نصف السكان إلى هذه المساعدات، مؤكدة أن الوضع الصحي في السودان متدهور للغاية، فهناك على سبيل المثال أكثر من خمسة آلاف إصابة بوباء الكوليرا في البلاد، في وقت خرجت فيه 70 في المئة من المرافق الصحية في مناطق الصراع من الخدمة، مبينة أن ثلثي سكان السودان يعانون عدم القدرة على الوصول والحصول على الخدمات الصحية. وأضافت "نحن نساعد المواطنين السودانيين عبر برنامج الغذاء العالمي والمنظمة الدولية للزراعة والأغذية و(اليونيسيف) والشركاء من منظمات الغوث الإنساني، ونقدم العون الغذائي ودعم الذين يعانون سوء التغذية، لكن هذا لا يكفي".

وواصلت المتحدثة باسم منسقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، "خطتنا هذا العام هي أن نقدم العون لـ18 مليون شخص، لكننا نواجه ثلاثة تحديات رئيسة، الأول يتمثل في كيفية الوصول إلى المحتاجين، بخاصة في الخرطوم ودارفور وكردفان، حيث يستعر القتال وتتفاقم الحاجات الإنسانية، ويعود ذلك لسببين: تدهور الأوضاع الأمنية والمعوقات البيروقراطية التي تواجهها المنظمات الإنسانية، والثاني يختص بنقص التمويل، إذ حصلنا على 40 في المئة فقط من المطلوب من أجل تغطية الحاجات المتزايدة، أما التحدي الثالث فينحصر في قلة الاهتمام بالأوضاع في السودان في وقت يشهد فيه العالم كثيراً من النزاعات".

المزيد من متابعات