Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاة إسراء غريب تهز فلسطين... ما قصة الجن؟

توجد شبهات من اليوم الأول... والتحقيق مستمر

قصة الشابة إسراء غريب هزت الرأي العام الفلسطيني (وسائل التواصل الاجتماعي)

هزَّت قضيَّة الشابة إسراء غريب الرأيين العامين الفلسطيني والعربي، في ظل حالة من الغضب، ومطالبات بالكشف عن ظروف وفاتها، وعمَّا إذا كانت أسباب الوفاة طبيعية أم جنائيَّة.

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بقضية إسراء، وتصدَّر هاشتاغ #كلنا_إسراء_غريب، "تويتر"، في كثيرٍ من الدول العربية.

وتدرس إسراء، البالغة من العمر 21 عاماً اللغة الإنجليزية، وتعمل مصففة شعر للنساء في مدينة بيت ساهور بمحافظة بيت لحم.

وبعد تصاعد المطالبات الشعبيَّة للكشف عن ظروف وفاة إسراء، وإجراء تحقيق جدّي في وفاتها، توعَّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بأقصى "العقوبات على كل من تورَّط في قتل أي إنسان"، مؤكداً أن "الحكومة تنتظر نتائج التحقيق".

ودعا اشتية إلى "عدم الاستعجال في إطلاق الأحكام المسبقة احتراماً لروح الفقيدة ومشاعر ذويها"، وإلى "الالتزام الكامل بأحكام القانون الفلسطيني وسريَّة التحقيقات".

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على "ضرورة تعزيز منظومة التشريعات الحامية المرأة الفلسطينية"، مضيفاً "إسراء أصبحت قضية مجتمع، ونحن نشعر بذلك، ونستشعر نبض الشارع تجاه هذه القضية".

التحقيق مستمر

وبعد أيام على وفاة إسراء في منزلها، أعلنت النيابة العامة الفلسطينية أن "التحقيق مستمرٌ"، مشيرة إلى أن "أسباب الوفاة غير واضحة إن كانت جنائيَّة أم طبيعيَّة".

وأضافت النيابة أنه "أُرسلت عينات من جثمان إسراء إلى المختبرات في الأردن بعد تشريح جثمانها في معهد الطب العدلي"، مؤكدة أن نتائج الفحوصات "تحتاج إلى أسبوع لكي تصدر".

وفي حين قالت النيابة العامة الفلسطينية إنه "لم يُوقف أي شخص على ذمة القضية"، فإنها أكدت أنها "لن تتستر على أحد".

إلى الأردن

وقال محمد إسماعيل صافي المتحدث باسم عائلة غريب في حوار مع "اندبندنت عربية" إن "إسراء توفيت في الـ22 من الشهر الحالي في منزل أسرتها نتيجة إصابتها بالجلطة"، مشيراً إلى أن "معهد الطب العدلي أثبت ذلك، وسمح بدفن جثمانها بعد يومٍ على وفاتها".

وأضاف صافي "العائلة طالبت بإرسال عينات من جثمان إسراء إلى الأردن لمعرفة أسباب الجلطة، وذلك بعد تصاعد المطالبات الشعبية بمعرفة ما حدث معها".

وفي رواية يصفها قطاعٌ عريضٌ من الفلسطينيين بالخزعبلات، وترفضها السلطة الفلسطينية، قال صافي إن إسراء "تلبّسها جنٌ عاشقٌ"، وأصبح يتحكَّم في تصرفاتها وأقوالها، وذلك عقب خِطبتها من شابٍ ببيت لحم في شهر يوليو (تموز) الماضي.

وأضاف صافي أن "خطيب إسراء فسخ خِطبتهما بسبب ممارساتها الغريبة ومحاولاتها التفريق بين الأزواج والأصدقاء".

قوةٌ هائلةٌ

ويروى صافي أن هذا "الجنّ منح إسراء قوةً جسديَّةً هائلةً، وجعلها أكثر شراسة، وسبب لها حالات من الهيستيريا، ودفع بها إلى الهروب من منزلها عبر القفز من شرفته، وهو ما أدى إلى كسر في عمودها الفقري وجروح في وجهها".

ويتابع صافي "إسراء رفضت نقلها إلى المستشفى للعلاج، ولم يتمكَّن أهلها من إجبارها على ذلك"، مضيفاً أنها "طلبت إحضار شيخ لها لإخراج الجنّ منها".

ويوضح صافي أن "الشيخ تمكَّن من تهدئة إسراء، ونُقلت بعد ذلك إلى المستشفى حيث تلقت العلاج"، كاشفاً أنها "كانت تصدر أصواتاً غاضبة، وتمارس تصرفات غريبة خلال فترة علاجها إثر تلبس الجن بها".

وأردف، "أربعة شيوخ تمكَّنوا من إخراج الجن من إسراء"، مختتماً "بعد ذلك بأيام توفيت، واتصل أخوها الطبيب بي، وأبلغني بما حدث، وطلبت منه نقلها إلى المستشفى".

أسئلة واستنكار

يشير مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان جنوبي الضفة فريد الأطرش، في تصريح خاص، إلى "وجود علامات استفهام في قضية إسراء"، مطالباً بإجراء "تحقيق جدّي حول ذلك".

ويطالب الأطرش بالتحقيق في "تقصير أي جهة قصَّرت في حمايتها أو في تقديم الرعاية لها أو علاجها".

واستنكرت جمعية تنمية وإعلام المرأة (تام) جرائم قتل النساء، وطالبت "بالإسراع بإقرار قانون حماية الأسرة من العنف والتمييز".

وقالت مديرة الجمعية سهير فراج، "توجد شبهات حول وفاة إسراء بعد المعطيات التي اتضحت من اليوم الأول"، مؤكدة أنها "طالبت الجهات الرسمية والمختصة بالتحقيق في أسباب الوفاة وعدم الإهمال، باعتبار أنها قضيةٌ عاديةٌ".

المزيد من العالم العربي