Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خلاف على "اليوم التالي" و"اليوم الأول" لا يزال طويلا

الجميع يسارع إلى رسم سيناريوهات ما بعد "حكم حماس" في حين أن الحركة تقاوم وتتحدث عن "هزيمة استراتيجية" لإسرائيل

الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة (أ ف ب)

ملخص

ما سقط على الطريق حتى الآن هو السيناريوهات حول إرسال قوة عربية وإسلامية أو قوة دولية، أو قوة مصرية - أردنية إلى غزة في المرحلة الانتقالية.

لا بحث في سيناريو "اليوم التالي" قبل وقف النار في حرب غزة، هذا ما تبلغته واشنطن من الوفد الوزاري الذي شكلته القمة العربية والإسلامية في الرياض. ولا وقف نار قبل أن تصل الحرب إلى نقطة حاسمة تحدد طبيعة "اليوم التالي"، هذا ضمناً ما سمعه الوفد الوزاري من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

منطق الدول العربية والإسلامية هو أن التوحش العسكري الإسرائيلي تجاوز ما يسميه الغرب "حق الدفاع عن النفس" إلى "حرب إبادة" تقضي، لا فقط على شعب، بل أيضاً على أية قاعدة لتسوية. ومنطق إدارة الرئيس جو بايدن هو أن وقف النار حالياً يقطع الطريق على "حل الدولتين" عبر بقاء "حماس" الرافضة للتسوية قوية، واستمرار حكومة نتنياهو الرافضة للتسوية أيضاً وإن كانت ضعيفة. والمحطة الإجبارية على الطريق إلى دولة فلسطينية هي حدوث نتائج دراماتيكية في حرب غزة.

وليس أمراً قليل الدلالات أن تستخدم واشنطن "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لوقف النار قدمته الإمارات العربية، مع كل ما تخسره أميركا أمام الرأي العام الغاضب في الدول العربية والإسلامية.

لكن مشكلة البحث في "اليوم التالي"، إلى جانب الخلافات بين أميركا وأوروبا والعرب وإسرائيل على السيناريوهات، هي أن "اليوم الأول" لا يزال طويلاً. ولا أحد يعرف متى وكيف ينتهي، بصرف النظر عن مسارعة الجميع إلى رسم السيناريوهات المختلفة على افتراض واحد هو ترتيب الوضع بعد "حكم حماس"، في حين أن الحركة تقاوم بقوة وتتحدث عن "هزيمة استراتيجية" لإسرائيل. فاليوم الأول الطويل ليس في غزة فقط بل أيضاً في لبنان والضفة الغربية وسوريا والعراق واليمن. كذلك الأمر بالنسبة إلى "اليوم التالي"، وإن كان التركيز على فلسطين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والكل يعرف أن أحاديث "اليوم التالي" هي أحاديث عن مرحلة انتقالية تقود إلى التفاوض على تسوية وقيام دورة فلسطينية. والتسوية لها ملاحق في "محور المقاومة"، ذلك أن بنيامين نتنياهو الخائف على مصيره والمصر على إطالة أمد الحرب لضمان بقائه في رئاسة الحكومة يقول إنه "لن تكون في غزة سلطة فلسطينية على الإطلاق". وهو يتحدث عن "وجود أمني" إسرائيلي في القطاع لمهمة هي "تجريد حماس من السلاح، حيث لا قوة دولية قادرة على ذلك". وإدارة بايدن تطرح فكرة "سلطة متجددة" لحكم غزة والضفة. والدول العربية لا ترى سوى عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة. وإيران تراهن على بقاء "حماس" في القطاع ثم سيطرتها على الضفة الغربية. الرئيس الفلسطيني محمود عباس يؤكد أنه "يوجد عنوان واضح لكل شيء هو منظمة التحرير بمن فيها، لا سلطة جديدة ولا متجددة، ولا أي شيء. لن ندخل غزة على الدبابات الإسرائيلية، فنحن هناك أصلاً، والمطلوب تسوية شاملة عنوانها حل الدولتين".

وما سقط على الطريق حتى الآن هو السيناريوهات حول إرسال قوة عربية وإسلامية أو قوة دولية، أو قوة مصرية - أردنية إلى غزة في المرحلة الانتقالية. وما صار من الثوابت في الخطاب الأميركي هو ثلاث لاءات: لا احتلال لغزة، ولا تجزئة للقطاع، ولا تهجير لأهله إلى خارجه. وهي لاءات ثابتة أيضاً في رام الله والعواصم العربية، لكن إسرائيل تعمل للاحتلال والتجزئة والتهجير معاً. والتوحش الذي تمارسه ضد المدنيين، حيث "مذبحة" الأطفال والنساء ليس مجرد تعبير عن الثأر والانتقام بعد الإذلال الذي أحدثه "طوفان الأقصى" بل هو خطة مدروسة هدفها ترويع الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية وتخويف الجميع من مصير قاتم على يد الجنون الإسرائيلي. وهذا ما أشار إليه بيان مركز "بتسليم" الحقوقي الإسرائيلي بالقول: "القصف المدمر هو سياسة منهجية تطبقها إسرائيل في القطاع".

حتى حل الدولتين، فإن الخلاف كبير على القابلة القانونية لولادته. أميركا تريد الانفراد برعاية التفاوض على الحل. نتنياهو ضد التفاوض والحل. عباس يطالب بمؤتمر دولي للسلام برعاية الرباعية الدولية. وهذا ما تريده روسيا والصين، لكن المهم هو وجود إرادة سياسية لصنع التسوية. وفي بيت الدبلوماسية منازل كثيرة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل