Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صراعان في فلسطين على الأرض والهوية

المشكلة بدأت "مع جيلي عندما فقد العلاقة بجذوره وازدادت مع أبنائنا وأحفادنا"

ليست عملية "طوفان الأقصى" ثم حرب غزة سوى معارك في صراع وجود (رويترز)

ملخص

الشعار الذي رفعه العرب هو "إزالة آثار العدوان"

الصراع في فلسطين وعليها صراعان: واحد هو الصراع العربي - الإسرائيلي على الأرض التي أعطاها "من لا يملك لمن لا يستحق". وآخر داخله بين دولتين في إسرائيل على الهوية مع التمسك بالاستيلاء على الأرض. في البدء كان الصراع الأول "حرب وجود" بعد الرفض الفلسطيني والعربي لـ"وعد بلفور" خلال الحرب العالمية الأولى، ثم لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عام 1947، بعد الحرب العالمية الثانية "تقسيم فلسطين" إلى دولتين: "عربية ويهودية". حرب 1948 كانت في التصور حرب القضاء على دولة إسرائيل التي أعلنها ديفيد بن غوريون، لكن الجيوش العربية التي دخلت فلسطين فشلت في تحقيق الهدف لأسباب عدة، أولها أن القوات العربية كانت حتى في العدد، قبل العدة، أقل بكثير من ميليشيات "الهاغانا" التي جندت 100 ألف مسلح، وثانيها سوء القراءة في المواقف الأميركية والسوفياتية والأوروبية الداعمة لقيام إسرائيل، وثالثها مزيج من الضعف العسكري والتواطؤ السياسي والجهل بوجود "تفاهمات سرية" في الكواليس رسمت خريطة الحرب ومساحة الأرض التي سيحصل عليها طرفا التفاهمات.

بعد الهزيمة العربية الكبيرة في حرب 1967 واستيلاء إسرائيل على سيناء والجولان والضفة الغربية بما فيها القدس، صار الصراع "حرب حدود". والشعار الذي رفعه العرب هو "إزالة آثار العدوان"، أي تحقيق العودة إلى حدود ما قبل حرب 1967، سواء حرباً أو بالتفاوض. حرب 1973 كانت آخر الحروب العربية الكلاسيكية، وبعدها كرت اتفاقات فك الارتباط ثم السلام والانسحاب الإسرائيلي من بعض الأراضي المحتلة، لكن قوى فلسطينية وعربية لا تزال تعتبر أن الصراع "صراع وجود"، إذ لا بد من تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. والشعار هو: "إما نحن وإما هم" في فلسطين، وهذا منطق "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"حزب الله" وكل "محور المقاومة" بقيادة إيران. وليست عملية "طوفان الأقصى" ثم حرب غزة سوى معارك في صراع وجود.

الصراع الثاني يسميه المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه الصراع على هوية إسرائيل بين دولتين: "دولة يهودا" التي أنشأها المستوطنون، وهي مزيج من "اليهودية المسيحانية والتعصب الصهيوني والعنصرية"، و"دولة إسرائيل" المتمثلة في تل أبيب والقائمة على فكرة إسرائيل "تعددية علمانية غربية أوروبية" والمستعدة للقتال من أجل حياتها ضد "دولة يهودا". ومن موقع الخلاف مع إيلان نابيه وبقية المؤرخين الجدد في إسرائيل الذين كشفوا حقائق ما ارتكبته عصابات "شتيرن" و"الأرجون" وسواهما من مجازر في حق المدنيين الفلسطينيين لتهجيرهم وإجبارهم على اللجوء إلى بلدان عربية والاستيلاء على أملاكهم، يتحدث الجنرال أرييل شارون الذي أسهم في تأسيس "الليكود" عن المشكلة نفسها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المشكلة، كما يقول شارون في مذكراته، بدأت "مع جيلي عندما فقد العلاقة بجذوره، وازدادت مع جيل أبنائنا وجيل أحفادنا". ما هي؟ "التصرف كإسرائيليين، لا كيهود لديهم تاريخ وأساطير". ومن هنا بدأت "الشكوك والتساؤلات: هل هذه البلاد لنا؟ هل نحن واثقون من أننا لم نستول على أرض تخص غيرنا؟ هل نحن نسرق ما لا حق لنا فيه؟ وكلما ترسخ الشك توارى العزم والتصميم".

وهذا عملياً ما يفسر تنامي التيار اليميني الديني المتطرف والقوة التي يتمتع بها المستوطنون في الضفة الغربية. فالتغلب على المشكلة في نظر هؤلاء يتطلب العودة إلى التمسك بالجذور والأساطير والخرافات اليهودية حول "أرض الميعاد" و"شعب الله المختار". والطابع الأوروبي الذي أراده بن غوريون وحتى مناحيم بيغن للدولة يجب أن ينتهي لمصلحة الطابع الشرقي.

ولا أحد يعرف إن كانت هناك فرصة لعودة ما يسمى "التيار المعتدل"، إذ يبدو "حزب العمل" الذي أنشأ إسرائيل وحكمها طويلاً على وشك الاندثار، لكن الكل يعرف أن الأصوليات المتشددة تقوي بعضها بعضاً ولو من باب الخلاف الشديد.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل