Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحركات فرنسية لإبطال "قنبلة حدودية" بين إسرائيل ولبنان

مزارع شبعا تحمل كلمة السر ونتنياهو وغالانت يهددان بتحويل بيروت إلى غزة جديدة

ملخص

إسرائيل تهدد اللبنانيين بتحويل العاصمة بيروت إلى غزة جديدة حال استمرت هجمات "حزب الله"

على رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة لمنع اشتعال الجبهة الشمالية بين لبنان وإسرائيل، خشية توسيع الحرب إلى متعددة الجبهات، صعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، تهديداتهما لحزب الله ولبنان وتوعد الاثنان كل على انفراد بتحويل بيروت إلى غزة جديدة.

بنيامين نتنياهو قال، إنه في حال اختار حزب الله شن حرب شاملة فسيحول بيديه بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس، فيما دعا غالانت سكان بيروت إلى النظر على خريطة غزة أو التصوير الجوي لها ويضعها جانباً ويسأل نفسه إذا يريد عاصمته شبيهة بهذا التصوير.

تهديدات وصلت ذروتها في وقت بحث وفد فرنسي من وزيرتي الدفاع والخارجية مع نظيريهما الإسرائيليين في تل أبيب اقتراح تسوية بين بيروت وتل أبيب تضمن تنفيذ القرار 1701 وإعادة عناصر حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، على أن تشمل التسوية تفاهمات حول الحدود البرية. وفي الوقت نفسه تكثف واشنطن جهودها للتوصل إلى اتفاق ينتهي بترسيم الحدود البرية وإعادة مزارع شبعا إلى لبنان.

وأعرب مسؤول أمني إسرائيلي عن أن تل أبيب تولي أهمية كبيرة لقناة الاتصالات الفرنسية، على رغم أنها على قناعة بأن لا تأثير حقيقي للحكومة اللبنانية على "حزب الله".

وخلال لقاءاتها في تل أبيب، أكد الفرنسيون على ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية تمنع تصعيد الأوضاع عند هذه الحدود الشمالية في الوقت التي تبذل فيه بالجنوب جهودا لتحديد فترة العملية البرية في غزة، كما وعد الضيوف الإسرائيليين ببذل كل جهد للتوصل إلى حل سلمي يرضي الطرفين ويضمن أمن الحدود والبلدات الشمالية، وبالأساس إبعاد "حزب الله" إلى خلف نهر الليطاني، وهو ما يضمن عدم بقائه عند الحدود.

في الوقت نفسه تبذل واشنطن جهوداً مماثلة ما بين بيروت وتل أبيب، ويعول الإسرائيليون على المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، الذي يسعى إلى التوصل إلى اتفاق مماثل لاتفاق الحدود البحرية بين البلدين بما يشمل منطقة جبل روس في مزارع شبعا. وبحسب تقارير إسرائيلية فإن قطر، أيضاً، تلعب دوراً من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية.

ثلاثتهم في الشمال

نتنياهو وغالانت وصلا إلى جانب رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي إلى الشمال وأجروا في جلسات مغلقة مع قيادة الشمال تقييماً للوضع الأمني عند الحدود الشمالية بعد تصعيد تبادل الرشقات الصاروخية، لكن بعد انتهاء الاجتماع تفرق نتنياهو وغالانت كل باتجاه ومن مكان وجودهما مع جنود الوحدات العسكرية من الشمال، إذ لا تزال العلاقة بين الاثنين متوترة، إلا أنهما تنافسا في كيل التهديدات واستعراض قدرات إسرائيل على محاربة "حزب الله".

وقال نتنياهو، "إذا اختار حزب الله أن يبدأ حرباً شاملة، سيحول بيديه بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس. نحن عازمون على تحقيق النصر مستعدون للقتال لاستكمال المهمة، واستعادة الأمن في الجنوب، والشمال ونحن ملتزمون بذلك".

فيما راح غالانت إلى أبعد من ذلك وتوعد أهالي بيروت بقوله، "كل إنسان في لبنان يمكنه أن يأخذ خريطة غزة أو التصوير الجوي للقطاع ويضعه على التصوير الجوي لبيروت ويسأل نفسه إذا ما يريد أن يحدث له هذا في العاصمة اللبنانية. ومن هنا نقولها بكل واضح كل إنجاز واضح نصل إليه في غزة سنحققه هنا أيضاً في لبنان وأعتقد أنهم يفهمون ما أقول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتطرق وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية في المنطقة الشمالية، قائلا "توقعاتنا أن نصل إلى اتفاق شبيه بالقرار 1701 ولكن هناك شرط أن يحترموا في الطرف الثاني تواجدنا هنا ووجودنا كإسرائيليين وأمننا أيضاً ونحن سنحترم الطرف الآخر من جهتنا".

وتابع، "لن نعارض تسوية سلمية ولكن إذا لم تنجح هذه الإمكانية فسنكون مضطرين إلى تحقيق أهدافنا هنا في المنطقة الشمالية بالقوة ولن نوقف القتال قبل أن ينسحب حزب الله إلى خلف نهر الليطاني".

وتمسك بأن إسرائيل لا تريد الحرب، "ولكن إذا وصلنا إلى وضع نحتاج فيه إلى ترسيخ وضمان أمن الحدود وسكان الشمال كلهم فنحن من سيقوم بهذه الحرب"، مضيفاً "عندما ينتهي القتال في قطاع غزة، سيتم توجيه الجهد العسكري بشكل رئيسي إلى الشمال، حالياً، سيواصل الجيش العمل حتى يصبح من الواضح أنه توجد تهديدات في منطقة خط التماس وليس من خلال النيران المضادة للدبابات".

ترسيم الحدود البرية

ضمن الجهود التي تبذلها واشنطن منذ بداية حرب غزة لمنع إشعال الجبهة الشمالية واتساع الحرب إلى إقليمية وصلت إلى مبادرة لتسوية دبلوماسية في الشمال اعتمادا على القرار 1701 الذي اتخذ بعد انتهاء حرب تموز 2006، ولكن هذه المرة وبعد الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية ستحاول واشنطن وإلى جانبها فرنسا وقطر، وفق ما قال الإسرائيليون، إلى التوصل إلى اتفاق حول الحدود البرية، خصوصاً في مزارع شبعا وإعادة هذه المنطقة إلى السيادة اللبنانية.

وبحسب الإسرائيليين فان إعادة مزارع شبعا ستسهم في إبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل، وبذلك تضمن تل أبيب أمن الحدود وسكان بلدات الشمال.

حديث المسؤول الأمني يأتي في وقت نشب خلاف كبير بين غالانت ورؤساء بلدات ومستوطنات الشمال بعد أن أعلن أكثر من 80 ألف إسرائيلي تركوا بيوتهم في بلدات الشمال بعدم العودة قبل ضمان إبعاد حزب الله عن الحدود وضمان أمنهم، واتهموا القيادة بإهمالهم وعدم توفير الحد الأدنى من الحاجات الضرورية لضمان أمنهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في الأقل.

واحدة من ثلاث إمكانات

المتخصص في الشأن العسكري يوآف ليمور يرى أن إبعاد حزب الله عن الحدود إلى ما بعد الليطاني يمكن تحقيقه من خلال إمكانيتين أولاهما الجهود الدبلوماسية المذكورة، وثانيهما وقف حرب الاستنزاف من قبل الحزب اللبناني والابتعاد من حرب واسعة أو محدودة.

أما الإمكانية الثالثة – بحسب ليمور - فهي دمج بين الإمكانيتين السابقتين أي تستمر الجهود الدبلوماسية في وقت الحرب الإسرائيلية على لبنان، مضيفاً "الأميركيون يتراكضون بين القدس وبيروت كي يدفعوا قدماً بخطوة سياسية، لكن حتى لو تحقق مثل هذا الاتفاق – من يضمن ألا يخرقه حزب الله مثلما فعل مع قرار 1701 لمجلس الأمن الذي أنهى حرب لبنان الثانية".

ومضى متخصص في الشأن العسكري في حديثه بقوله، "الجواب واضح، وعليه تتزايد التقديرات في إسرائيل أنه سيكون مطلوباً خطوة عسكرية معينة في الشمال أيضاً".

بعد وقت قصير من تهديدات نتنياهو وغالانت احتدم تبادل القصف بين الطرفين، وقتل إسرائيلي في المنطقة الحدودية بصاروخ مضاد للمدرعات أطلق من لبنان وأصيب آخرون، وهو ما أبقى هذه الجبهة الشمالية مشتعلة مع تأكيد الطرفين عدم رغبة أي منهما في الدخول إلى حرب.

المزيد من متابعات