Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سكان غزة يبحثون في الخردة عن مولدات قد تعمل

دمرت إسرائيل شبكة نقل الكهرباء والأهالي يتزاحمون أمام الورش لإصلاح المواتير التالفة

ملخص

في ظل غرق قطاع غزة بالظلام لم يجد سكان غزة سبيلاً أمامهم إلا إعادة تصليح مولدات الكهرباء الصغيرة المتهالكة

من داخل مخزن للأجهزة التالفة سحب ناصر مولداً كهربائياً قديماً وحمله على عربة يجرها حمار لنقله إلى ورشة صيانة ميكانيكية لإصلاحه من أجل استخدامه في ملء خزانات المياه فوق سطح منزله الذي تحول إلى مركز إيواء يعيش فيه 55 شخصاً.

وفي ظل غرق قطاع غزة بالظلام وانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 50 يوماً لم يجد ناصر سبيلاً أمامه إلا إعادة تصليح مولده الكهربائي الصغير المتهالك ليستطيع مواصلة حياته، في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها منذ أن بدأت الحرب.

قديمة متهالكة

يقول ناصر، "عندما بدأت الحرب انقطعت الكهرباء، ولم نشهدها منذ أسابيع، وهذا أجبر الناس على البحث عن المولدات الكهربائية المتهالكة الملقاة في إحدى زوايا البيت والسعي إلى إعادة إصلاحها لمواصلة الحياة بأبسط الإمكانات".

وبدأ سكان غزة في الاعتماد على المولدات الكهربائية صغيرة الحجم والقدرة عام 2009، إلا أنهم توقفوا عن استخدامها بعد 10 سنوات في ظل تحسن وصول التيار الكهربائي إلى منازلهم، لكن في هذه الحرب عادوا لها لتفاقم أزمة الطاقة. ويضيف ناصر، "منذ 10 سنوات لم أستخدم المولدات الكهربائية الصغيرة، وأصبحت متهالكة بدرجة كبيرة، ومعظمها أصابها أعطاب، لكن اليوم مضطر إلى اللجوء إلى الطاقة التي تنتجها، ليس لإنارة البيت، وإنما من أجل توفير مقومات الحياة داخل منازلنا".

كنز مدفون

ويوضح ناصر أن امتلاك مولد كهربائي، حتى وإن كان متهالكاً، بات بمثابة كنز مدفون، لافتاً إلى أنه إذا جرى تصليح المولد سيعمل على تشغيله ثلاث ساعات يومياً للحصول على كهرباء تمكنه من تشغيل مضخة المياه ليرفع بواسطتها الماء إلى خزانات منزله.

داخل ورشة تصليح المولدات الكهربائية كان الفني زياد الشريف ينشغل في البحث عن قطعة غيار صغيرة الحجم بين مستلزمات الصيانة الملقاة على الأرض بطريقة عشوائية، والتي كانت منسية، إلا أن أزمة الكهرباء فتحت عليها الأعين.

اكتسب زياد خبرة صيانة المولدات الكهربائية في عام 2009 بعد أن شددت إسرائيل الحصار المفروض على قطاع غزة. ويقول الفني، "الطلب على إصلاح المولدات ازداد بصورة كبيرة، بسبب انقطاع الكهرباء والحاجة الملحة إلى الحصول على المياه".

سيل من الصعوبات

ويصطف العشرات من المواطنين أمام ورشة الميكانيك في انتظار صيانة مولداتهم، بينما يضيف زياد، "لا يتوافر قطع غيار، وهناك ندرة في المعدات وارتفاع في الأسعار، يوجد لديَّ ثلاث ماكينات تعد ركناً أساسياً في عملي اليومي، ولا أستطيع تشغليها على المولد البديل لقدرته المحدودة".

ويؤكد زياد أن إصلاح مولدات الكهرباء القديمة أكثر صعوبة من إصلاح مولدات جديدة، إذ قد تكون بعض الأجزاء غير متوفرة، أو قد تحتاج إلى تعديلات لتتناسب مع ظروف العمل في غزة.

وبينما يعمل الفني داخل ورشته التي يتناثر بداخلها مولدات جرى تفكيكها، وأخرى تنظر دورها في الصيانة، دوى صوت انفجار قريب، إذ استأنفت حركة "حماس" وإسرائيل القتال بعد سبعة أيام من الهدنة الإنسانية، وعن ذلك يقول، "القصف اليوم في كل مكان، ولا يؤثر فينا".

إسرائيل دمرت مصادر الطاقة

وينجح زياد في تصليح بعض المولدات الكهربائية، ويفشل أحياناً، لكن حتى عندما يتمكن من إعادة إحياء المولدات التالفة، فإن تشغيلها يحتاج إلى جهد آخر. ويوضح أنه يعمل على ابتكار محروقات لتشغيلها في ظل نفاد الغاز والبنزين.

ويعيش قطاع غزة ظروفاً صعبة لتوفير مصادر الطاقة، إذ انقطع التيار الكهربائي على عموم القطاع يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بسبب نفاد مخزون الوقود ومنع إسرائيل توريده.

من جهته، يقول رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم إن إسرائيل منعت إمدادات الوقود لشركة الكهرباء، وأتلف القصف نحو 70 في المئة من شبكات نقل وتوزيع التيار، كما استهدفت خلايا الطاقة الشمسية.

ويضيف، "توقفت بصورة كاملة مشاريع توفير التيار الكهرباء داخل الأحياء في غزة، والتي تعمل على مولدات كبيرة بسبب نفاد الوقود، اليوم سكان القطاع يعيشون ظروفاً قاهرة وسط ظلام دامس وعدوان لا يرحم".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات