Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهجوم على نجوى إبراهيم يفتح ملف الوصاية على النجوم

أصيبت الممثلة والمذيعة المصرية بصدمة جعلتها تعترف بحقيقة احتضارها وإصابتها بالسرطان

أثار الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد نجوى إبراهيم وردها المفاجئ، تفاعلاً كبيراً جداً من الجمهور والمشاهير (صفحة الفنانة على فيسبوك)

ملخص

أثار الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد نجوى إبراهيم وردها المفاجئ، تفاعلاً كبيراً جداً من الجمهور والمشاهير وبعثوا برسائل دعم لها

مثلت الإعلامية والفنانة المصرية نجوى إبراهيم على مدار ما يزيد على 50 سنة حالة خاصة لدى الجمهور المحلي والعربي، الذي اعتبرها "أيقونة مميزة" و"نجمة شاملة" نظراً إلى نجاحها في وضع بصمة في السينما، والدراما والبرامج، بشكل لم تحققه شخصية أخرى. ونزل إعلان إصابتها بمرض السرطان كالصاعقة على محبيها نظراً إلى أنها قليلة الكلام عن نفسها وتواصل عملها من دون شكوى. وكان هجوم بعض الجمهور عليها بتعليقات سلبية عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي ومطالبتها بالاعتزال لكبر سنها، شكل صدمة لها جعلتها تخرج عن صمتها وتعترف بحقيقة مرضها.

بيت العز

لم تبْرع نجوى إبراهيم كممثلة فقط، بل كانت أبرز مذيعة أطفال قرابة عشرات السنين ولقبت بـ"ماما نجوى" بسبب نجاحها في تقديم برامج الأطفال بوجه خاص، وربما اختفت عن الشاشة منذ فترة من دون أسباب واضحة، لكنها كانت تظهر بالصوت في أحد البرامج الإذاعية المصرية ويدعى "بيت العز"، وكانت تتحلى بالقوة والصلابة والطرافة وتتواصل بجدية والتزام مع جمهورها.
ولكن كعادة بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين يفرضون وصايتهم على المشاهير ويطالبون البعض بالاعتزال لكبر السن أو لأي أسباب يرونها، من دون وجه حق، فوجئت المذيعة والممثلة المخضرمة بكم كبير من التعليقات السلبية التي أصابتها بالحزن، واعترفت أنها لا تهوى قراءة ما يكتبه عشاق التهكم الإلكتروني، لكن حدث بالصدفة أن قرأت تعليقات متعددة وغير مبررة تطالبها بالاعتزال لأنها أصبحت سيدة كبيرة بالسن.


خروج عن الثبات

وهنا خرجت نجوى إبراهيم عن ثباتها الذي تتحلى به دائماً ولا يجعلها تفارق ابتسامتها الشهيرة، وخاطبت هؤلاء المعلقين عبر رسالة وجهتها خلال برنامجها الإذاعي وقالت "لأول مرة أقرأ التعليقات وصدمت بشدة، معقول هناك قسوة بهذا الشكل؟ لماذا تريدونني أن أعتزل؟ ما المزعج في وجودي ولو عبر الإذاعة؟".
وواصلت حديثها معترفة بحقيقة مرضها "أنا امرأة كبيرة بالسن وتجاوزت نحو 80 سنة ومريضة سرطان، وأجريت عمليات جراحية متعددة وأحتضر، وأقترب جداً من الوقت، فلماذا تستكثرون عليّ أن أتواجد في أيامي المتبقية؟". وتابعت في رسالتها لأصحاب التعليقات السلبية "هناك أشخاص يكرهون أن يظل الناس مبتسمين رغم معاناتهم، ويستكثرون الصيت ولا الغنى، وعموماً فلتهدأوا فأنا لا أتواجد لأصنع مستقبل لي ولأولادي، ولكني أعمل لأكون معكم حتى أشعر بفرحة لأني "بتونس بيكم".

وصاية الجمهور

وفي تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية" قالت نجوى إبراهيم، "أنا شخص محب للحياة وللفن وللجمهور، وطوال مسيرة تجاوزت نصف قرن، أخلصت لعملي ولجمهوري واجتهدت في تقديم فن وإعلام هادف حتى يستفيد الجميع، ولم يحدث يوماً أن أسأت لرسالتي أو في حق جمهوري، كبيراً وصغيراً، وما أزعجني هو وجود فئات غير مفهومة من الجمهور منذ اختراع وسائل التواصل الاجتماعي أصبحوا يوكلون أنفسهم قضاة وحكاماً ويفرضون وصاية عليّ وعلى غيري من الممثلين والإعلاميين، وأي فئة تقدم عملاً يستهدف الجمهور". وتابعت "أرى مشاهير يتعرضون لحملات غير مبررة، ويطالبون فيها من قبل بعض التعليقات العجيبة بالاعتزال أو يتهكم عليهم البعض في تعليقات أخرى ويسخر من سنهم مهما كانوا مميزين في عطائهم، وهذا أمر شديد الظلم والإزعاج، ولا أعلم ما المفيد بالنسبة إليهم إذا اعتزل (فلان أو علان)؟ وما وجه الاعتراض أو الإساءة التي يشعر بها هؤلاء المعلقون من وجودي أو وجود غيري طالما نقدم عملاً هادفاً؟".
وواصلت "لا توجد إجابة عن تلك الأسئلة سوى أن ما يحدث هو نوع مكروه من التدخل الذي يصيبنا بحالة حزن كبيرة ومخيفة. وعلى رغم تحفظي طوال حياتي على الحديث عن نفسي وحياتي الشخصية بمرها قبل حلوها، لكني للأسف وقعت تحت ضغط نفسي جعلني أفصح عن حالتي الصحية، والتي كنت أفضل ألا يعرف عنها أي شخص لأنها أمر خاص ولا أحب المجاهرة به خصوصاً أنه مرض وأمر غير سار للإفصاح عنه، ولكني أتمنى أن يكون ردي جعلهم يهدأون، وسيبقى سؤالي: لماذا تستعجلون اعتزال الناس أو موتهم؟ ولماذا تتسببون في حزنهم؟ هل هذا هو هدفكم من التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟".
واختتمت نجوى "أعتذر بشدة لكل من تسببت له في صدمة وهلع بسبب الإعلان عن حالتي الصحية، وأعلم أن الأمر قاس، لكن في الأقل يجب أن أشكر كل من دعمني وعبر عن حبه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


رسائل دعم

وأثار الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد نجوى إبراهيم وردها المفاجئ، تفاعلاً كبيراً جداً من الجمهور والمشاهير وبعثوا برسائل دعم لها. وعلق الفنان نبيل الحلفاوي عبر منصة "إكس" قائلاً "إلى الإعلامية المتألقة دوماً السيدة نجوى إبراهيم، لمن يا سيدتي تتوجهين بخطابك وبكل هذه المرارة؟ هذه فئة لا تستحق منك أدنى اهتمام ولو بحرف واحد، هي فئة اختارت أن تمثل في مجتمعنا جانب القبح والظلام والحقد الأسود ووجدت في (السوشيال ميديا) متنفساً لها، وعلينا ألا نتوقف عندها ولو للحظة".
كما تفاعل الفنان صلاح عبدالله وكتب عبر صفحته في "إنستغرام"، "من قال هذا الكلام على الهانم نجوى إبراهيم يستحق قطع لسانه".
وكتبت الفنانة وفاء عامر، عبر حسابها على "إنستغرام"، "الأستاذة نجوى إبراهيم أنت الماضي والحاضر والمستقبل، وستظلين من أهم وأجمل مذيعات العرب".
ودعم السيناريست تامر حبيب، عبر حسابه على "فيسبوك" نجوى إبراهيم بمنشور قال فيه: "السيدة العظيمة، الأيقونة، صاحبة المشوار والتاريخ الراقي، ماما نجوى التي أبهجت طفولتي، والإعلامية والممثلة ذات المشوار الطويل والمشرف والمحطات المضيئة الكثيرة، السيدة التي ما زالت تعمل ما تحب رغم كل المعوقات، لك كل الاحترام والتقدير والثناء يا سيدتي، وأنت كل ما ينطبق عليه معاني كلمة (إنسان) يقتدي بك وبإصرارك على التحقق والحفاظ على القمة والتفرد، وأنا متأكد أن ما قاله عديمو الإنسانية والرحمة هم مرضى كما وصفتيهم، ومرضهم أكثر خبثاً وضراوة وضرراً من أي مرض آخر".

مشوار حافل

يذكر أن نجوى إبراهيم ولدت في القاهرة في 28 أبريل (نيسان) 1946، وعملت كممثلة ومذيعة، وأشهر ألقابها "ماما نجوى"، وتخرجت في كلية الآداب جامعة عين شمس، وهي حاصلة على ماجستير الإعلام وبكالوريوس الإدارة من جامعة "جورج واشنطن"، كما حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة "كامبريدج".

وبدأت عملها مذيعة بالتلفزيون المصري في عام 1963، وقدمت عديداً من البرامج من أشهرها "اخترنا لك"، "فكر ثواني واكسب دقايق"، "عصافير الجنة". ولها نحو 70 برنامجاً مختلفاً بين التلفزيون والإذاعة.
بدأ مشوارها في عالم التمثيل من خلال فيلم "الأرض" مع المخرج يوسف شاهين الذي رشحها كوجه جديد لتجسيد شخصية (وصيفة)، بعد أن كانت نجلاء فتحي المرشحة للدور، لكنه وجد أنها شقراء قد لا تصلح لدور فلاحة من ريف مصر واستبعدها من العمل.
وواصلت نجوى إبراهيم مشوارها السينمائي وصارت نجمة صف أول، وشاركت في عديد من الأفلام المهمة بتاريخ السينما المصرية ومنها "الرصاصة لا تزال في جيبي"، "العذاب فوق شفاه تبتسم"، "المدمن"، "السادة المرتشون"، "فجر الإسلام"، "حتى آخر العمر"، "خائفة من شيء ما"، ومثلت في مسلسلات أبرزها "عواصف النساء"، و"أستاذ ورئيس قسم".
ووصل رصيدها الفني إلى نحو 12 فيلماً سينمائياً، وثلاثة مسلسلات تلفزيونية، وثلاثة مسلسلات إذاعية، وأكثر من 45 أغنية للأطفال.
وعادت نجوى للعمل كمذيعة بعد فترة انقطاع وقدمت برنامج "بيت العائلة". تم تكريمها من ضمن 100 سيدة في القرن الـ20 أثرن إيجاباً على مجتمعاتهن، وكواحدة من أفضل 100 إعلامية في القرن الـ21، وأحد أفراد قائمة العالمية للمشاهيرWho is who، كما فازت بجائزة الأم المثالية في مصر لمدة 11 سنة. وحصدت جائزة أحسن مذيعة في مصر لمدة 19 سنة متتالية، وشغلت منصب رئيس قناة الأسرة والطفل لمدة خمس سنوات.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات