Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سباحة ودفن موتى نشاطات أول أيام الهدنة في القطاع

تقول سارة إنها تعلم أن وقف إطلاق النار لن يعيد الأحبة الذين قتلوا لكنها تأمل في تمديده

فلسطينيون يمشون وسط الركام في جنوب غزة (غيتي)

ملخص

أهالي غزة يتنفسون الصعداء ولو لأيام قليلة.

أعرب الفلسطينيون في غزة عن ارتياحهم العميق تجاه فترة "الهدوء" التي شهدت "عودة الحياة" إلى الأحياء عند بداية هدنة من المزمع أن تستمر أربعة أيام- وهي أول استراحة لهم بعد غارات عنيفة تواصلت على مدار سبعة أسابيع وأودت بأكثر من 14 ألف شخص وهجرت أكثر من مليون آخرين.

خرج الناس من منازلهم ليجمعوا حاجاتهم ويدفنوا موتاهم ويبحثوا عن أفراد عائلاتهم المفقودين. في بعض اللحظات، ظهر شيء من الخفة وسط حمام الدم، حين قصدت بعض الأسر شاطئ البحر لكي تستحم في مياهه وانتهز الأطفال خلو السماء من الطائرات الحربية.

بموجب الصفقة المبرمة بوساطة قطرية، سيسري وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" طوال الفترة التي يستغرقها تحرير 50 إسرائيلياً من النساء والأطفال المحتجزين منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حين شنت "حماس" هجوماً في إسرائيل قُتل خلاله 1200 شخص. وتزامناً مع تحرير الرهائن، سيطلق سراح 150 فلسطينياً محتجزين داخل السجون الإسرائيلية.

تسجل هذه الهدنة الموقتة بالنسبة إلى الفلسطينيين في غزة لحظات الهدوء الأولى منذ شنت إسرائيل أعنف حملة قصف على القطاع الذي تسيطر عليه "حماس" رداً على هجومها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا السياق، روت سارة، وهي طالبة فلسطينية تبلغ من العمر 21 سنة فقدت عشرات الأشخاص من أفراد عائلتها وأصدقائها في القصف ونزحت ثلاث مرات خلال الحرب، أن والديها خرجا سيراً على الأقدام لاستطلاع مصير أقاربهم في بلدة جنوبية أخرى بعد فقدانهم الاتصال بهم.

وأضافت "أعلم أن وقف إطلاق النار لن يعيد أبداً أحبتي إليّ لكن آمل أن يكون أول وآخر وقف لإطلاق النار وأن يستمر للأبد"، مشيرة إلى أن الأسابيع السبعة الأخيرة كانت كابوساً.

"أعادتنا الهدنة إلى الحياة. لا يمكنني أن أصف الهدوء في الشوارع، فلا أصوات غارات ولا انفجارات".

أظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي كيف يحاول الأطفال الاستفادة إلى أقصى درجة من توقف القتال. أرسل أحد السكان في غزة لم يرغب بالكشف عن اسمه صورة لـ"اندبندنت" ظهر فيها وهو يمد قدميه على رمال الشاطئ فيما أخذت الأمواج تتكسر عليه. وكتب في رسالة "وأخيراً، أخطو أولى خطواتي في الخارج منذ 40 يوماً".   

كما نشرت هند خضري، الصحافية المقيمة في غزة التي توثق الحرب الراهنة صورة للشاطئ. وكتبت "اليوم زرت البحر، حيث سلَّمت قدماي للأمواج. وعلت أصوات ضحكات الأطفال الذين غسلت لهم أمهم رأسهم بالصابون".  

لكن المسؤولين الإسرائيليين صرحوا بأن حربهم على "حماس" ستستأنف فور انتهاء وقف إطلاق النار الموقت. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد بداية الهدنة إنها ستكون "هدنة قصيرة الأمد" وإن القوات "ستستأنف بعدها العمل بكامل القوة العسكرية".

من المتوقع وصول 200 شاحنة من المساعدات في الأقل يومياً إلى غزة لتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية المتفاقمة مع نفاد السلع الغذائية والماء والتجهيزات الطبية بسرعة. فرضت إسرائيل حصاراً على القطاع كجزء من رد فعلها على السابع من أكتوبر، إضافة إلى تنفيذها عمليات جوية وبرية. وقال الجيش الإسرائيلي، إن شاحنتين محملتين بالوقود وشاحنتين محملتين بزيت الطهي عبرتا صباحاً. 

كما قالت سارة لـ"اندبندنت"، إنه من الخطر جداً العودة إلى مدينة غزة للاطمئنان على منزل العائلة- وقد سمعت أن من حاولوا العودة إلى شمال القطاع تعرضوا لرصاص القوات الإسرائيلية.

 

اقتحمت إسرائيل غزة براً وهي تحتل مساحات كبيرة من الأراضي شمال القطاع- وتقوم بتطويق البلدات ومخيمات اللاجئين. سألت "اندبندنت" الجيش عن هذه التقارير وتلقت رداً مفاده أن "جيش الدفاع الإسرائيلي يتمركز على طول الخطوط التي حددتها الهدنة بموجب البنود المتفق عليها في إطار العمل".

والجدير بالذكر أن  سارة شاركتنا تسجيل فيديو يزعم أنه يصور تعرض مدنيين يحاولون التوجه شمالاً لإطلاق نار.

ومن جهته أفاد أحمد الذي طلب عدم الكشف عن اسم عائلته لدواع أمنية، أن أحد جيرانه يعمل سائق سيارة أجرة وقد حاول أن يوصل عائلة إلى مدينة غزة شمالاً لكي يدفنوا موتاهم ويجمعوا بعض حاجاتهم وبعض المؤن لكنهم تعرضوا لإطلاق نار في الطريق.

 

"قال إن أحد أفراد العائلة من الشباب تلقى رصاصة في عنقه لذلك اضطر أن يعود أدراجه ويهرب من المكان. غطت الدماء المقعد الخلفي للسيارة وقال إنه رأى بأم العين مئات الأشخاص على الأرض".

وأضاف أحمد أنه حتى في مدينة رفح الجنوبية التي نزح باتجاهها كثيرون، كان الدمار الذي خلفه القصف "كارثياً" [مروعاً].

"إنه دمار على مستوى لم أعهده قبلاً، ولم أر من قبل هذا العدد الكبير من الناس، فقد انتشر مئات آلاف النازحين في كل مكان".

يعتبر الاتفاق اختراقاً ضخماً في الحرب التي استمرت سبعة أسابيع وقال المسؤولون القطريون إنه قد يشكل "حافزاً" للتوصل إلى اتفاق سلام طويل المدى.

وأضاف الدبلوماسي "نأمل أن يكون هذا الاتفاق حافزاً للسلام الذي نحتاج إليه ولمفاوضات جدية من أجل وضع حد لهذه الحرب".  

"إن السبيل الوحيد للتقدم هو تبيان "إثبات مبدأ" السلام من خلال هذا الاتفاق: وهو يتحقق من خلال عودة الناس إلى ديارهم وإلى عائلاتهم وزيادة الضغط من الجانبين، بشكل يثبت أنه يمكن تحقيق نتائج على أرض الواقع من طريق المحادثات".

تنص بنود الاتفاق على إطلاق سراح 50 رهينة على مراحل، حررت 13 منها بحلول ليلة الجمعة. في المقابل، سيطلق سراح 150 فلسطينياً كما قالت "حماس"، يعتقد أن 39 منهم أطلق سراحهم، الجمعة، كذلك. وقالت إسرائيل إن الهدنة قابلة للتمديد يوماً مقابل كل 10 رهائن إضافيين يطلق سراحهم.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أخطر عائلات الرهائن الذين يفترض تحريرهم، الجمعة.

المزيد من متابعات