Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حكومة الوفاق الليبية تطلب دعم "أفريكوم"

"السراج نسي أو تناسى أن وجه السياسة الأميركية الخارجية تغير تماماً فقد ذهب أوباما وجاء ترمب"

مباحثات في تونس بين رئيس حكومة "الوفاق" فايز السراج والسفير الأميركي وقائد القوات الأميركية في أفريقيا (موقع الوفاق الوطني)

تسعى حكومة "الوفاق" الليبية في العاصمة طرابلس، منذ فرض عليها الجيش "الوطني الليبي" حصاراً عسكرياً بداية الرابع من أبريل (نيسان) 2019، إلى إيجاد مخرج بمساعدة دولية لكسر هذا الطوق الخانق، بدايةً من مساعيها السابقة لاستصدار قرار دولي يدين ويجرّم العمليات العسكرية للجيش عبر أكثر من محاولة في مجلس الأمن، أو حتى موقف إقليمي يأتي من اتحاد القارة العجوز أو الجامعة العربية. وبعد تعثّر كل هذه المحاولات، يرى مراقبون أنها بدأت تسعى إلى الحصول على دعم عسكري من حليفتها السابقة ضد تنظيم داعش، القوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم"، لصد قوات الجيش الطامحة إلى دخول العاصمة الليبية، مرجّحين أن تتعثّر مساعيها الجديدة أيضاً، استناداً إلى البيان الذي أصدرته "أفريكوم" على لسان قائدها، بعد لقائه رئيس وزراء حكومة الوفاق فايز السراج في تونس  .

"أفريكوم" تشدد على الحل السياسي

أصدرت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" بياناً عقب اللقاء مباشرة، الذي جرى بحضور السفير الأميركي الجديد لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، قالت فيه "القائد الجديد للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا الجنرال (ستيفن تاونسند) وصل إلى العاصمة التونسية لحضور اجتماعات تركز على العلاقات الأمنية المشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية وتونس، إضافةً إلى مصالح أميركا الأمنية في ليبيا، المجاورة لتونس".

وأضافت "أفريكوم"، "في ما يتعلّق بليبيا، التقى تاونسند على هامش زيارة قام بها برفقة السفير الأميركي الجديد لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية"، واصفة  الاجتماع التمهيدي الذي عُقد في تونس بمثابة "فرصة لبناء علاقات جديدة وتقييم الوضع في ليبيا".

وتطرقت المحادثات بحسب البيان، إلى مواضيع تتعلق "بالبيئة الأمنية وأهمية معالجة التهديد الذي تشكله المنظمات المتطرفة، والحاجة إلى إيجاد حل للنزاع في ليبيا".

دعم الجهود الدبلوماسية

وأكد الجنرال تاونسيند بحسب البيان ذاته، للسراج "أهمية دعم الحل الدبلوماسي لإنهاء النزاع الحالي"، قائلاً "نحن متلزمون بإجراء حوار مفتوح وشفّاف حول هذه القضية الأمنية العاجلة. نحن نؤيد بالكامل جهود الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية ووزارة الخارجية الليبية، لتعزير الاستقرار والازدهار في ليبيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

احتواء الخطر الإرهابي

وحذّر تاونسند بحسب البيان الصادر "من تنامي خطر المجموعات الإرهابية التي قد تستغل الفراغ الأمني الذي يتسبّب به الصراع الحالي"، مضيفاً أنه "وبالنظر إلى الصراع الحالي في ليبيا، يجب الإشارة إلى أهمية ضمان احتواء التهديد الذي تشكله التنظيمات المتطرفة العنيفة لتجنيب ليبيا والمنطقة المزيد من عدم الاستقرار".

وتابع تاونسند "من الأهمية بمكان التأكد من أن المنظمات المتطرفة لا تشعر بأنها تستطيع استغلال الظروف في ليبيا لإحداث الفوضى وتعزيز أهدافها. لقد كان هذا مجال اهتمام مشترك وإحدى النقاط التي ناقشناها خلال اجتماعاتنا. التعاون الوثيق مهم لمعالجة تهديد هذه المنظمات المتطرفة".

رسائل من الإدارة الأميركية

ورأى المحلل السياسي الليبي أحمد المهدي لـ "اندبندنت عربية" في تقييمه لنتائج اللقاء، أنّ "الرسالة الأهم التي وُجّهت في هذا اللقاء من القيادة الأميركية في أفريقيا، والتي تعبّر عن مواقف الإدارة الأميركية، هي التشديد على عدم السماح بأي شكل للتنظيمات الإرهابية بإعادة تنظيم نفسها واستغلال الأزمة الليبية للتمدد من جديد في طرابلس تحديداً، ورسالة مبطّنة للسراج تحذّره من التعامل معها تحت أي ذريعة، لأن هذه التنظيمات تشكّل خطراً على السلم الدولي وليس المحلي فحسب في ليبيا".

وأضاف المهدي "اللقاء بحسب أفريكوم نفسها يحمل الصبغة التشاورية ولن يكون هذا التشاور مقتصراً على حكومة الوفاق، بل سيلتقي السفير الأميركي الجديد وقائد أفريكوم خلال الأيام القليلة المقبلة بوفود من مجلس النواب الليبي في طبرق والقيادة العامة للجيش للبحث عن تسوية سياسية لا أكثر من ذلك".

تقييم جدوى الوجود العسكري

وعلى الرغم من عدم وجود عناصر تابعة لـ "أفريكوم" حالياً في ليبيا، فإن القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا قالت أيضاً إنها تواصل "مراقبة الأوضاع في البلاد وتقييم جدوى وجود عسكري أميركي متجدد بمجرد أن تسمح البيئة الأمنية بذلك".

وقال السفير الأميركي نورلاند ختاماً "إنني ممتن لأفريكوم على كل المساعدة التي قدمتها في الماضي في دعم الدبلوماسية الأميركية في ليبيا، وآمل في أن تمكّن الظروف أفريكوم من العودة".

السراج يتمسّك بالدفاع عن طرابلس

من جانبه، نشر المكتب الإعلامي لحكومة "الوفاق الليبية" بياناً حول اللقاء قال فيه إنه "استعرض آخر التطورات السياسية والأوضاع الميدانية في مناطق القتال في ليبيا"، مضيفاً أن السراج أكد "الاستمرار في الدفاع عن العاصمة ومدنية الدولة، وأثنى على التعاون المستمر مع الولايات المتحدة في مجالات عدّة، خصوصاً في مكافحة الاٍرهاب".

وأوضح البيان أن "وفداً عسكرياً وسياسياً رفيعاً رافق السراج خلال هذه الزيارة، يتقدمه رئيس أركان قوات حكومة الوفاق الفريق ركن محمد الشريف".

سلامة يلتقي قائد "أفريكوم"

في سياق متصل، أعلنت البعثة الأممية في ليبيا أن الممثل الخاص غسان سلامة ونائبته للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز، التقيا في تونس قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند والسفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند.

 وبحسب بيان مقتضب للبعثة، فقد أطلعهما سلامة على آليات العملية السياسية وآفاقها، وأكد الجميع أن التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لضمان أمن ليبيا، ما اعتبره مراقبون دليلاً آخر على رفض القيادة الأميركية في أفريقيا التدخل عسكرياً في الأزمة الليبية، الأمر الذي كان يسعى إليه فايز السراج، بحسب مصادر مطلعة .

قراءة خاطئة للواقع

وقال الصحافي الليبي خالد طلوبة لـ "اندبندنت عربية" إن "السراج عوّل خلال هذا اللقاء مع تاونسند، على التعاون السابق مع أفريكوم في مدينة سرت ضد تنظيم داعش، حينما قدمت له دعماً جوياً كان حاسماً في انتصار قواته على التنظيم المتطرف، لكنه نسي أو تناسى أن ما بين ذلك التوقيت والآن أشياء كثيرة تبدلت وغيّرت وجه السياسة الأميركية الخارجية تماماً. فقد ذهب أوباما وجاء ترمب إلى سدة الرئاسة، والكل يعرف الفوارق الكبيرة بين الرجلين في التعامل مع الملفات الخارجية. في هذا الشأن، هما على النقيض تماماً".

وكانت "أفريكوم" قد تعاونت عسكرياً مع حكومة "الوفاق الليبية" لهزيمة تنظيم "داعش" في مدينة سرت وسط ليبيا، نفّذت خلالها 455 هجوماً جوياً استهدف مواقع التنظيم في المدينة الساحلية، بحسب بيان صادر عنها في ذلك الوقت، في إطار عملية "برق أوديسا" لدعم قوات عملية "البنيان المرصوص"، التابعة لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي