Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزة وأوكرانيا قد تطيحان حظوظ بايدن في الفوز بالانتخابات

يثير الصراع في القطاع اضطراب السياسة الأميركية ويستغله دونالد ترمب استغلالاً تاماً

يبدو أن بايدن يمثل للناخبين صهيونية قديمة الطراز (أ ب)

ملخص

جرت العادة أن تحدد حالة الاقتصاد نتائج الانتخابات لكن بايدن يواجه عاصفة صراعات من أوكرانيا إلى غزة قد تطيحه

تعالوا لنرى إذاً. ما هي المقولة المأثورة الانتخابية المفضلة لديكم؟ أهي "المعارضة لا تفوز بالانتخابات، الحكومات تخسرها"؟ أو ربما – "الاقتراع الوحيد المهم هو الاقتراع في يوم الانتخابات"؟ إذا ما نظرنا إلى الولايات المتحدة، فمن المؤكد أن المقولة المفضلة هي "أنه الاقتصاد أيها الأحمق" العبارة التي صاغها جيمس كارفيل، الذي كان هو نفسه يحمل لقب "الكاجون الغاضب" الرائع، بسبب جذوره اللويزيانية [الكاجون عرقية فرنسية تعود أصولها إلى كندا وتعيش في ولاية لويزيانا الأميركية].

غدت تلك المقولة حقيقة بديهية في الانتخابات المتعاقبة منذ أن صاغها [كارفيل] لبيل كلينتون في السباق الرئاسي لعام 1992. وهي النصيحة الأساسية والبديهية التي تفيد أن محصلة جميع الانتخابات ترجع إلى شعور الناس بالرفاهية الاقتصادية. الإجابة عن السؤال: هل أنا أفضل حالاً الآن مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟

ولكن ماذا لو أن المقولة لم تعد صالحة لانتخابات عام 2024؟ بالنظر إلى نتائج الاستطلاع الخاصة ببايدن، فإنه لا يحصل على أي ثناء للنهوض الاقتصادي الذي يبدو أنه يحدث في الولايات المتحدة. أرقام الوظائف ترتفع بشكل جيد، والتضخم ينخفض. لم يعد الحديث يدور عن الركود، بل عن الهبوط السلس للاقتصاد الأميركي.

ما يثير الاضطراب في السياسة الأميركية الآن هو ما يحدث في الشرق الأوسط وأوكرانيا. يتعلق ذلك في جانب منه بالنقاش الأميركي القديم حول الانعزالية: "أميركا أولاً" مقابل القيادة العالمية، سحب الجسر المتحرك مقابل دور حامية الديمقراطية والنظام الدولي القائم على القواعد، ولكن الأمر يتعلق أيضاً بكيفية تأثير التموجات المقبلة من شواطئ قطاع غزة في شرق البحر الأبيض المتوسط الآن على ساحل الولايات المتحدة.

انظروا إلى الخريطة السياسية للولايات المتحدة، إحدى الولايات المتأرجحة الرئيسة هي ميشيغان. فاز ترمب بها عام 2016، وكسبها بايدن عام 2020 بغالبية 160 ألفاً. لكن ميشيغان فيها واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة قوامها نحو ربع مليون شخص. لقد صوتوا بغالبية ساحقة لصالح بايدن في الدورتين الانتخابيتين السابقتين، خصوصاً بعد أن اقترح ترمب عام 2016 منع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ولكن هناك غضباً من الطريقة التي احتضن بها بايدن الزعيم الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحرارة في عناقه.

 ترمب وفريقه مشغولون بإخبار أي شخص يستمع إليهم أنه كان الرئيس الذي يوقع اتفاقات السلام بين إسرائيل ودول الخليج عبر اتفاقات إبراهيم –ولكن في عهد بايدن، تندلع الحرب

في الأسبوع الماضي، قضيت بعض الوقت مع مايك دوغان، عمدة ديترويت. إنه صديق جيد لجو بايدن وهو يقف خلف سعيه لإعادة انتخابه عام 2024. إلا أنه رجل قلق. يتغير المزاج في مدينة ميشيغان ذات التاريخ العريق، ويعتقد أن البيت الأبيض في حاجة إلى إظهار مزيد من الاهتمام بمحنة الفلسطينيين في قطاع غزة إذا كان لديه فرصة للاحتفاظ بالولاية في انتخابات العام المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقليدياً، الديمقراطيون هم الحزب الأكثر تأييداً لإسرائيل، لكن هذا يتغير بشكل كبير. وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" قبل ستة أشهر من مذبحة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي ارتكبتها "حماس"، أنه لأول مرة على الإطلاق، شعر الديمقراطيون بتعاطف أكبر مع الفلسطينيين مما شعروا به مع الإسرائيليين.

بعد ذلك، انظروا إلى موجة التظاهرات التي اجتاحت حرم الجامعات في الولايات المتحدة، لم يكن معظمها مؤيداً للفلسطينيين فحسب، بل كان هناك ارتفاع في الحوادث القبيحة المعادية للسامية أيضاً. كيف سيصوت هؤلاء الشباب العام المقبل، عندما يبدو أن بايدن يمثل لهم صهيونية قديمة الطراز يمقتونها؟

لدى الديمقراطيين ما يدعو إلى القلق.

ثم هناك أوكرانيا. قبل فترة طويلة من الغزو الروسي، كان الأميركيون قد سئموا "الحروب التي لا نهاية لها". وعلى رغم عدم وجود جنود ونساء أميركيين منخرطين في الصراع، فإن مليارات الدولارات التي يدفعها دافعو الضرائب أغدقت على دعم هجوم مضاد يبدو أنه تعثر. القيادة الجمهورية الجديدة في مجلس النواب تقول "كفى". إنهم لا يريدون إعطاء سنت آخر لأوكرانيا – ولا يمكن لبايدن تمويل المجهود الحربي لكييف من خلال حساب المصروفات النثرية في البيت الأبيض. يجب أن يوافق مجلس النواب على صرف الأموال.

وهذا كله يستغله دونالد ترمب ويتلاعب به كعازف على قيثارة ستراديفاريوس [نوع قيثارة شهير من صناعة القرن 16 و17]. لقد أصبحت المسألة حملة للوقائع المضادة. وكونه دونالد ترمب، فإن الوقائع المضادة تكون مثيرة للجدل ومغرضة.

والحق أنه هو وفريقه مشغولون بإخبار أي شخص سيستمع إلى أنه كان الرئيس الذي يوقع اتفاقات سلام بين إسرائيل ودول الخليج عبر اتفاقات الإبراهيمية ولكن في عهد بايدن تندلع الحرب. عندما كان رئيساً، لم يكن صديقه فلاديمير بوتين ليجرؤ أبداً على غزو أوكرانيا. كان سيشعر بالخوف الشديد، ولكن مع جو النعسان في البيت الأبيض؟

لا يحتاج الأمر إلى الاتساق أو العقلانية، لكن ترمب يجد أن هذه الحماقة تنفعه تماماً: عندما كنت رئيساً، كنت أبني علاقات مع بوتين، وآكل خبزاً وملحاً مع كيم جونغ أون، وأتحدث بشكل صريح ومباشر مع الرئيس شي. عندما كنت رئيساً، كان العالم مكاناً أكثر سلاماً.

لذا، قد لا يكون الاقتصاد، أيها الغبي. كان كارفيل على حق في تحليله عام 1992 حيث سعى بيل كلينتون إلى توسيع الدعم إلى ما وراء ولايات حزام الصدأ [مجموعة ولايات أميركية تحيط ببحيرات العظمى عرفت بتاريخها الصناعي قبل انحدارها عنه]، ولكن قبل 12 عاماً عندما كان مزارع الفول السوداني السابق في جورجيا، جيمي كارتر، يسعى إلى إعادة انتخابه ضد ممثل هوليوود السابق وحاكم كاليفورنيا رونالد ريغان، كانت تلك قصة مختلفة. ويبدو أن المقولة القديمة "التاريخ لا يعيد نفسه، بل يظهر تناغماً فحسب"، مناسبة.

آنذاك، كان الاتحاد السوفياتي يغزو دولة ذات سيادة هي أفغانستان، التي رأى فيها تهديداً في ظل قيادتها الجديدة، ثم كانت هناك محاولة فاشلة لإنقاذ 52 رهينة أميركية محتجزين في طهران من قبل طلاب مؤيدين لثورة 1979 التي أوصلت آية الله الخميني إلى السلطة.

غزو روسي لدولة ذات سيادة وأزمة في الشرق الأوسط تشمل رهائن. هل يبدو أي من هذا مألوفاً؟

انتهى الأمر بهزيمة ساحقة لكارتر على يد ريغان. إذا كان جو بايدن ينام جيداً، فربما لا ينبغي له ذلك.

جون سوبيل هو المحرر السابق لهيئة الإذاعة البريطانية في أميركا الشمالية ويقدم الآن بودكاست "وكلاء الأخبار" The News Agents لشبكة "بي بي سي" غلوبال.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء