Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشخير الليلي أكبر مهددات العلاقات العاطفية

عندما قررت الانتقال للسكن مع حبيبي لم أكن أعلم أبداً أن شعوري تجاهه سيدفع نحو حافة الانهيار لدرجة تجعلني أشكك في وجودي نفسه

الشخير سفاح يفتك بالعلاقات (آي ستوك)

ملخص

تحديات كبيرة تحدق بالعلاقات العاطفية وأولها الشخير ليلاً.

كنت على أتم الاستعداد لتذليل أية عقبة محتملة أمام الانتقال للسكن مع حبيب. من خيار اصطحاب الكلب للتنزه مطلع النهار أو في الليل. أو التفاوض على دخول المرحاض، مثل الغسل والطهي والتنظيف والمال والفوضى والمزاج. لم تكن تجربتي الأولى على رغم مرور فترة طويلة منذ آخر مرة كنت في هذا الموقع. لم يزعجني أبداً الاختلاف على التصميم الداخلي أو الطعام، لا شيء يمكن أن يحول دون استمتاعي بهذه الخطوة المهمة التي تمثلها مشاركة المسكن مع حبيبي.  

لا أخفيكم أن الحريق الذي اندلع في المبنى بعد أربعة أيام من انتقالي إليه أثبط شيئاً من حماستي. اضطررنا لمغادرة المنزل (أو الشقة المستأجرة. فنحن في نيويورك في النهاية) لمدة شهر، لكن حتى وأنا أقف بثوبي الممزق لأشاهد الدخان المتصاعد من المبنى وأحمل كلبي الذي يرتعش بين ذراعي، شعرت ببعض الراحة، فقد سلم الجميع، وصحيح أن الوضع مزعج ويتسبب في ضغط نفسي، لكن كل شيء سيصلح، ونحن في نهاية المطاف نواجه هذه المشكلة معاً، ولدينا منزلنا الجديد المبلول بمياه مرشة الحريق والصنابير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم أعلم أن هذا الموضوع سيكون آخر همومي في العلاقة. سيظهر فعلياً مصدر رعب جديد يختبر قوة حبي. عنصر أساس لم أفكر فيه، وسيشكل لي تحدياً مستمراً لدرجة تدفعني إلى التشكيك بهدف حياتي نفسها. لقد أصبتم. العيش مع شخص يشخر.

لا أعني بكلامي صوت النفس المرتفع أو صوت الحشرجة أو الغرغرة البسيطة - فلا يمكن لأي منا ألا يصدر هذه الأصوات - بل أعني صوتاً أشبه بطائرة مسيرة يتخلله شهيق قوي. يدرك شركاء الأشخاص الذين يشخرون الإحباط الكبير الذي يصيب المرء عندما يبدأ بالاستسلام للنوم، فتأتي شخرة من الأعماق لتوقظه فوراً. تضع رأسك على طرف المخدة المريح والبارد، وقد تلاشى بعد طول انتظار ذلك القلق والخجل الذي شعرت به إزاء دعابة محرجة ألقيتها منذ 10 سنوات، وبدأ عقلك الواعي والباطني بالالتحام. ما إن تبدأ بالحلم، وترى جوناثان كريك يدير غرفة الأخبار أو تخرج في موعد غرامي محرج مع كمالا هاريس، حتى يهتز سريرك وتصم صرخة "غااه" صاخبة أذنيك فتقابلها فوراً بدفعة لطيفة وجملة "اقلب على جنبك الثاني!".

والشخير أنواع وأشكال، منها الصفير، والشهيق الطويل الصاخب والقطار الهادر الذي يتوقف هنيهة لالتقاط أنفاسه. ليس صوت شخير حبيبي بحد ذاته صوتاً مزعجاً. ولو كان صوت منبه، لن أمانعه، لكن كم هو صاخب! لا بد أن سنوات التدريب الموسيقية قد قوت عضلات الشخير تلك.

بعد أسبوعين من النوم المتقطع، قررت أن أتصرف وأتصل بالدكتورة ويندي تروكسيل، مؤلفة كتاب تحت غطاء واحد: دليل كل ثنائي لنوم أفضل. وفقاً لها، يقول واحد من بين كل ثلاثة أزواج إن مشكلات النوم أثرت سلباً على علاقتهم. وباعتباري فرداً فصيحاً ولا يطاق ينتمي إلى فئة 33.3 في المئة هذه، أردت الحصول على مزيد من التفاصيل. 

وقالت لي عالمة السلوكيات إن "المشكلات التي تواجه الأزواج العاديين في مجال النوم تشمل اختلافات في مواقيت النوم والاستيقاظ (أحد الزوجين قبرة والثاني بومة ليلية)، وتباين في عادات النوم (قد يرغب أحد الاثنين بإبقاء التلفاز مضاءً عند الخلود إلى النوم، فيما يفضل الطرف الثاني مساحة خالية من كل الوسائل الإعلامية، مثلاً)، وتفضيلات مختلفة تتعلق بدرجة الحرارة أو السرير أو وجود أطفال صغار السن أو حيوانات أليفة قد يحاولون التسلل إلى السرير، مما يتسبب في زحمة".

لا تنفع سدادات الأذن أبداً، حتى عندما ألف حول رأسي مخدة مثل شخصية كارتونية. كل وضعيات النوم التي يجربها، سواء على جنبه أو على معدته أو ظهره أو حتى جالساً، تبدأ جيداً، لكن في النهاية، تعود حليمة لعادتها القديمة.

وأنا على ثقة أن معظم الذين جربوا شرائط الأنف (التي أسميها عندما أكون حانقة وشبه نائمة، قبعات الأنف) يعرفون أنها لا تجدي نفعاً. لم يحالفه الحظ مع الأطباء، ولم تنفع الضوضاء البيضاء. وفقاً للدكتورة تروكسيل، قام كثر بخطوات أكثر مني لمنع الشخير، وذكرت لي امرأة "خاطت كرة تنس في الجزء الخلفي من قميص زوجها كي تمنعه من النوم على ظهره في الليل… وكثيرات غيرها اعترفن بأنهن لكمن شريكهن بسرعة في معدته وتظاهرن بالنوم".

في هذه اللحظة، أوقفت لوسي كل أعمالها لكي تطلب بعض كرات التنس.

ماذا يمكن لفتاة ناعسة أن تفعل في هذا الموضوع إذاً؟ كم شهراً - أو حتى سنة - بعد قبل أن يصبح النوم ممكناً في ظل هذا العذاب؟ أو أنه عليَّ التسليم بأنني سأستيقظ مرات عدة في الليل وأتنهد وأتقلب وأعد الخراف كي أنام؟ لحسن الحظ أن الدكتورة تروكسيل كانت جاهزة لإسداء النصح لمن يعانون هذا السد المنيع في العلاقة. وقالت "يمكن للأزواج تجربة بعض الاستراتيجيات (بشرط استشارة الطبيب سابقاً واستبعاد مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم، أو معالجتها). قد تشكل سدادات الأذن أو آلات الضوضاء البيضاء استراتيجيات تساعد شريك الفراش على تقليص التلوث الضوضائي الذي يسببه الشخير. ومن الاستراتيجيات أيضاً أن يخلد الشريك إلى النوم قبلاً بحيث يدخل حالة من النوم الأعمق قبل أن ينضم إليه الشخص الذي يشخر. وقد يساعد البعض أيضاً أن يستخدم الطرف الذي يشخر استراتيجيات تتعلق بوضعية النوم، فيضع مخدة بين رجليه مثلاً كي يظل على جنبه".  

ربما يكون الحل الأسرع والأكثر بديهية هو أن ينام كل شخص على حدة، إن كانت المساحة تسمح بذلك. في بعض الأحيان، استخدمنا هذا الأسلوب، حبيبي وأنا، ومع أننا قد نكون مرتاحين في اليوم التالي، لا يعطينا ذلك الشعور الرومانسي الذي كنا نصبو إليه.

لكن الدكتورة تروكسيل سارعت إلى طمأنتي "لا عيب أبداً في أن يختار الزوجان النوم منفصلين إن كان ذلك يسمح لهما بالنوم بشكل أفضل. ينام أزواج سعيدون وصحيون كثر بشكل منفصل. غالباً، نميل في المجتمع إلى المساواة بين نوم شخصين كل على حدة ووجود توتر في العلاقة بينهما، لكن مثلما لا يشكل النوم معاً ضمانة لعلاقة صحية، لا يشكل النوم كل على حدة ضمانة لعلاقة غير صحية".

وتشرح أن ما يظهره العلم هو أن الشريك يكون أفضل عندما يحصل على قسط كافٍ من الراحة، "تظهر الدراسات أن الناس الذين يحصلون على حاجتهم من النوم أكثر سعادة وصحة ويتواصلون بشكل أفضل ويتعاطفون مع الآخرين بشكل أفضل وهم أقل عرضة للصدامات، حتى إنهم مضحكون أكثر!". عندما ينام حبيبي على الكنبة، لا ألاحظ تحوله إلى تيم كاي من ألاباما اليوم التالي، لكنني سأتنبه لذلك.  

إن كان انتقادي اللاذع لم يشِ بذلك بعد، تقول الدكتورة تروكسيل "أما أنتم الذين تشخرون، فلا تستهينوا بأهمية ذلك على من يشارككم الفراش… فهم يتألمون فعلاً من نقص النوم!".

هل الشخير أسوأ من اندلاع حريق في مبناكم وإغراق مقتنياتكم بالمياه؟ كلا، طبعاً (...). ربما كون هذا مصدر الاستياء الوحيد في علاقتنا هو شهادة مريحة بالنسبة إلينا، لكن إن استمر ذلك ولم أنم قريرة العين طول الليل قريباً، قد يتغير الحال.  

باعتباري شريكة وصحافية تفهم واجبها جيداً، أطلعت حبيبي على هذا المقال وطلبت تعليقه، فماذا كان رده؟ "لا أعلم عما تتحدثين. نومي ممتاز!".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات