Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"السلام الإقليمي" لا يزال منشودا في حوار الخبراء بالبحرين

الإجماع على دعم القنوات الدبلوماسية ومواجهة التحديات ببناء القدرات الاستراتيجية مستقبلاً

يرى الخبراء أن حرب غزة نقطة تحول في عملية البحث عن حل عادل للقضية الفلسطينية يتعامل مع جذور الصراع (وكالة أنباء البحرين)

ملخص

ماهي رؤية الخبراء السياسيون لأحداث غزة وأبعاد الصراع العربي الاسرائيلي ؟

جاءت مداخلات المشاركين في محاور اليوم بمنتدى حوار المنامة 2023 محملة بآمال السلام المنشود في المنطقة العربية الملتهبة على رغم العنف الذي يحيطها، مع التأكيد في الوقت ذاته على أهمية التخطيط الاستراتيجي وبناء قدرات الردع العسكري لمواجهة التحديات التي تفرضها معطيات الواقع، وفي مقدمها أحداث غزة وأخطار توسعها.

وجاءت أحاديث المشاركين محذرة من ارتدادات الأوضاع الفلسطينية الدامية في غزة لأن بقاء "الحرب على غزة تقودنا إلى أن تصبح حرباً إقليمية"، بحسب وزير الخارجية الأردني، ومع ذلك جاء خطاب التفاؤل في طيات التحذيرات من "استمرار الصراع في فلسطين" بسلام ممكن "في حال آمنت إسرائيل بخيار حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية"، وفقاً لرئيس مجلس إدارة "مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية" تركي الفيصل الذي قال إنه "منذ خلق دولة إسرائيل عام 1948، كلما اندلعت أزمة أو حرب في منطقتنا، يتصاعد الحديث عن الحاجة إلى حل لمعالجة جذور الصراع، وعلى رغم ذلك الجميع يتحدث، لكن لا يسيرون في الطريق حتى نهايته".

على باب إسرائيل

إزاء الحرب التي تعد "نقطة تحول في عملية البحث الجاد عن حل عادل للقضية الفلسطينية يتعامل مع جذور هذا الصراع"، فالواقع بحسب السياسي المخضرم الفيصل يفرض "الحاجة إلى ضغوط دولية على إسرائيل لتتحرك نحو السلام"، التي منها "مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية عام 2002 وتمنح إسرائيل ما تريده وتحقق العدالة للفلسطينيين في الحصول على دولتهم".

واستخلاصاً للعراقيل التي تحول دون وقف هدر هذه الدماء وإتمام المبادرات العربية لحل القضية الفلسطينية يوضح أن الحلول إزاءها لم تعدم الأفكار أو مبادرات السلام أو القرارات الأممية ومجلس الأمن، "ولكنها تقف أمام باب إسرائيل بسبب الدعم غير المشروط من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ولذلك كل المبادرات ذهبت بلا جدوى، وبقي السلام هدفاً خيالياً".

عن أبعاد الصراع الذي تردد السردية الإسرائيلية أنه جاء كرد فعل على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها "حماس" قبل شهر ونصف الشهر، في تبرير للعمليات العسكرية العنيفة التي تستهدف كافة قطاع غزة، يشير الفيصل إلى أن الصراع لم يبدأ في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فهناك "تاريخ طويل أدى إلى اليوم، غالبه هجمات على الفلسطينيين" في حين أن "العالم يشهد الفشل في وقف الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي يرقى إلى إبادة جماعية، كما يرافقه تهديد باستخدام الأسلحة النووية".

ومن بين التحديات، يحذر الفيصل في مداخلته التي جاءت ضمن الجلسة الرابعة والأخيرة في قمة "حوار المنامة 2023" التي حملت عنوان "مبادرات جديدة للسلام الإقليمي، من "التهديد النووي الإسرائيلي"، الذي اعتبره "دعوة مفتوحة للآخرين في المنطقة إلى السعي نحو هذا الخيار". وقال إنه "يجب إمعان النظر في هذا التهور من جانب إسرائيل وعدم تركه يمر دون حساب".

وكون الحروب "مؤشراً إلى الفشل السياسي والدبلوماسي للمجتمع الدولي وفشلنا جميعاً في حل هذه المشكلة"، فإن المسؤولية "تقع على عاتقنا جميعاً للعثور على حل". لأن استمرار الفشل "في معالجة هذه القضية لا يمكن تحمله، بخاصة عندما يكون الرأي العام حول العالم أكثر دراية بعدالة القضية الفلسطينية وفظائع الاحتلال الإسرائيلي المستمر".

من وجهة نظر رئيس الاستخبارات السعودي السابق فصيغة الحل "العمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بهذه القضية وفرض تنفيذها كما حدث في العراق ودول أخرى". وعندما يأتي الأمر إلى الحاجة إلى مبادرة للسلام الإقليمي "فقد طرحت المملكة العربية السعودية مبادرة السلام العربية عام 2002، وما زالت على الطاولة وما زالت المبادرة الوحيدة التي تعكس قواعد ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي والحاجة إلى معالجة جذور هذا الصراع". ويعتبر أن "هذه المبادرة تمنح إسرائيل الاعتراف الذي ترغب فيه من الدول العربية والإسلامية، وتجعل تطبيع العلاقات بين الدول أمراً طبيعياً، وتجعل إسرائيل دولة مندمجة بصورة طبيعية في المنطقة، والأهم من كل شيء أنها تحقق العدالة للفلسطينيين بدولتهم الخاصة"، محذراً في الوقت ذاته مما اعتبره "الوهم الإسرائيلي - الأميركي - الأوروبي"، الذي يرى إمكانية "تحقيق السلام عبر تحسين حياة الفلسطينيين في ظل الاحتلال وتطبيع العلاقات مع الدول العربية"، وبلهجة سئمت الوعود دون نور التنفيذ يختتم، "كل ذلك قد اكتفى منه العرب والمسلمون، وليس بديلاً عما يطلبه السلام الحقيقي وما يطلبه تجنب اشتعال الصراع مجدداً".

"حماس" والمنطقة

أمام التحديات المتفاقمة عن الأزمة الفلسطينية ومساعي التهجير لسكان قطاع غزة، تضمنت كلمات المشاركين تحذيرات من استمرار هذا المسعى واستمرار العنف وتهديد السلم والأمن الذي "ستكون له انعكاسات تتعدى المنطقة إلى العالم، فضلاً عن العواقب الوخيمة مثل زيادة حدة التطرف وعدم الاستقرار وانتشار الجماعات الإرهابية في المنطقة والعالم"، وهي تحديات يتشاركها الجميع في منطقة تشكل أهمية بالغة للعالم. وبناءً عليه جاء السؤال الاستنكاري لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي قال "لا أفهم كيف يمكن لإسرائيل أن تحقق هدفها بتدمير (حماس)"، معتبراً أن مساعيها "ليست دفاعاً عن النفس، وإنما عدوان سافر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبصورة أعم أضاف أنه "لا شيء يمكنه تبرير الحرب في غزة، وهي لا تحقق الأمن لإسرائيل".

ودون التطرق إلى جذور المشكلات الأمنية المركبة التي تشهدها المنطقة، وفي مقدمها فلسطين، شددت كلمات المسؤولين الغربيين على مطالبة "حماس" بإطلاق سراح الرهائن والأسرى، كما هي الحال بمنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، الذي في المقابل طالب "بضرورة عدم إخراج الفلسطينيين قسراً من قطاع غزة الذي يتعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة، وعدم إعادة احتلال المنطقة". ومن وجهة نظر الولايات المتحدة للحل، يشير إلى أهمية جمع الإدارة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة تحت سقف واحد، و"يجب أن تكون في أيدي الإدارة الفلسطينية".

عنف جديد ودفاع استراتيجي

كان جلياً أن الأحداث الجارية دفعت الجميع للتفكير مجدداً بالإمكانات الاستراتيجية والتصنيع العسكري بعد سنوات من الانشغال بمشكلات الركود الاقتصادي والأزمات المرتبطة به، ولهذا أعادت حرب غزة، ومن قبلها أوكرانيا التفكير في تعزيز القوات الدفاعية وقدرات الردع العسكري، كما جاء في جلسة "القدرات والاستراتيجية".

فجميع هذه الأحداث "علمتنا من العامين الماضيين أن الأشياء التي نظن أنها لن تحصل أبداً ممكن أن تحصل بالفعل"، وفقاً لرئيس اللجنة العسكرية لحلف "الناتو" الأدميرال روب باور.

في هذا الشأن باور يشير إلى أن "الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا هي إشارة إلى دخولنا في عصر عنف جديد ودفاع جماعي". ويضيف "لقد قمنا في حلف شمال الأطلسي بتعديل خططنا الدفاعية لمواجهة التحديات الجديدة".

وباعتبارها قوة إقليمية ودولية كبرى تواجه جملة من التحديات الأمنية، كشف مساعد وزير الدفاع السعودي للشؤون التنفيذية خالد البياري عن أن بلاده بدأت في إطار رؤية 2030، "أكبر وأهم عملية تطوير لقطاعها الدفاعي". وقال إن وزارة الدفاع "تشهد حالياً أكبر عملية تطوير في تاريخها، وهي تحولات بنيت على أسس حديثة تسعى إلى الانفتاح على كافة الدول الصديقة بغية ترسيخ التعاون". وأوضح أن عملية شراء الأسلحة في وزارة الدفاع السعودية تسير وفق "نظام محدد للغاية، وليس لدينا أية قيود لجهة مصدر الحاجات التي لدينا باستثناء بعض الحالات التي ينبغي أن تتوافق المشتريات فيها مع الأنظمة الدفاعية لدينا".

يذكر أن حوار المنامة الذي يعقد سنوياً منذ عام 2004 في مملكة البحرين بتنظيم من وزارة الخارجية والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، يعد عنصراً أساسياً في البنية الأمنية في الشرق الأوسط، إذ يسهم في جمع قادة ووزراء وصانعي سياسات من الشرق الأوسط وأميركا الشمالية وأوروبا وأفريقيا وآسيا لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي الأكثر إلحاحاً ومشاركة الاستجابات السياسية.

وتضمنت قمة حوار المنامة اليوم في نسخته الـ19 عدداً من الجلسات الحوارية التي جمعت نخبة من الشخصيات الرسمية والأكاديميين، إضافة إلى مجموعة من المحاور، كما بحث الحضور الجهود الدبلوماسية للتخفيف من حدة التصعيد في غزة وسبل التعامل مع التنافس الدائر على نطاق عالمي والقدرات والاستراتيجية ومبادرات عربية جديدة للسلام الإقليمي، كما ستعقد غداً الأحد جلسة "السياسات الجديدة لأمن الطاقة"، وتختتم أعمالها بجلسة "مستقبل الشرق الأوسط".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات